لنجري بعض الرياضيات البسيطة، لنفترض أنّك تعمل على مشروع ما وعليك تسليمه نهاية الأسبوع، فاضطررت أن تقتطع ساعتين من قسطك المخصص للنوم من كل ليلة.

وفي سبيل تعويض ما فاتك من النوم، نمت خلال عطلة نهاية الأسبوع أربع ساعات إضافية، فشعرت بنشاط وحيوية هائلين عندما بدأت أسبوعك الجديد.

لكن لا تنخدع بهذا النشاط، فأنت مدين لجسمك بما يسميه الخبراء «دَين النوم»، وفي السيناريو السابق فقط يكون قد ترتب عليك حوالي ست ساعات من النوم، ما يعادل ليلة كاملة تقريبًا.

دَين النوم هو فرق عدد الساعات التي يجب أن تنامها والساعات التي نمتها فعلًا.

يتراكم هذا العجز في كل ليلة تقتطع فيها جزءًا من الوقت المخصص للنوم.

تشير الدراسات إلى أنّ حرمان الجسد من النوم والراحة يؤدي على المدى القصير إلى تشوّش في الدماغ، واضطراب في الذاكرة والرؤية، وضعف القدرة على التركيز أثناء القيادة.

أمّا على المدى البعيد فقد يؤدي إلى زيادة الوزن وأمراض القلب ومقاومة الأنسولين.

في دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة النوم الوطنية عام 2005م، أعلنت فيها أنّ متوسط الساعات التي ينامها الأمريكيون هو 6.9 ساعات أسبوعيًا.

فيما ينصح الخبراء عمومًا بثمان ساعات كل ليلة من النوم، قد يفضل البعض ست ساعات، والبعض الآخر قد لا يكتفي بأقل من عشرة ساعات.

ما يعني أنّهم يخسرون ما متوسطه ساعة واحدة من النوم كل ليلة، أي ما يزيد عن أسبوعين كاملين من النوم كل سنة.

ولكن، وككل الديون، فإنّ دَين النوم قابل للسداد.

على الرغم من أنّ ذلك لن يحدث خلال قيلولة واحدة، إلّا أّن إضافة ساعة واحدة أو اثنتين كل ليلة لساعات نومك كفيل بسداد دَينك.

يقول لورانس ابشتاين المدير الطبي لمركز الصحة والنوم التابع لهارفورد: «في حال تراكم عدد ساعات هائل يفضل تقسيط سداد الدَين على مدى عدة أشهر ليتمكن الشخص من العودة الى نمط النوم الطبيعي».

أخلد الى النوم حين تشعر بالتعب، واترك لجسمك مهمة إيقاظك صباحًا دون استخدام المنبه.

توقع عشرة ساعات من النوم في البداية، وقد تشعر بعدم توازن، لكن مع الوقت ستلاحظ تقلص عدد الساعات هذا.

أثناء فترة النقاهة هذه، من المهم أن تحظى بنوم عميق إضافة إلى عدد الساعات المناسب.

على الرغم من أنّ الدراسات لم تفسر أثر النوم العميق بشكل واضح، إلّا أنّ فترات النوم هذه تعد حصة استجمام للدماغ، وكلّما زادت ساعات النوم، زادت المدة التي يقضيها الدماغ مستجمًا.

بعد قضاء الدَين المترتب عليك من النوم، سيعود جسمك لقضاء وقته الطبيعي في الراحة والنوم، الأمر الذي يعتقد الباحثون أنّه مرتبط بالجينات.

رغم عدم كشفهم تمامًا عن الجينات المسؤولة عن ذلك إلّا أّنهم يعتقدون أنّ الفترة الطبيعية التي يحتاج جسمك لقضائها نائمًا محددة في جيناتك، أي أنّك لا تستطيع أن تدرب جسمك ليصبح قليل النوم، فلا تخدع نفسك بأنّك أصبحت تنام ساعات أقل، إذ تقول دراسة نشرت عام 2003م أنّنا كلما تعبنا أكثر، قل شعورنا بالإرهاق.

لذا احرص على كسب ما فقدته من النوم، لتشعر بالانتعاش من جديد.

يقول مؤسس عيادة النوم في جامعة ستانفورد ويليام ديمينت: «عند سداد دَين النوم، تصبح إنسانًا جبارًا».


  • ترجمة: آية ملص.
  • تدقيق: عبدالسلام الطائي.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر