هل من طريقة يا تُرى لأخذِ ثقب أسود و استصلاحهِ من أجل جعله مكانًا صالحًا لاحتضان الحياة؟ حسنًا، يبدو أنّ خيالك واسع لدرجة كبيرة لمجرّد تفكيرك بذلك.

من أجل استصلاح شيء ما، يجب علينا تحويله من مستوى “بريتني سبيرز” للسُميَّة إلى شيء يُمكن للبشر العيش عليه بشكل مُلائم.

نحنُ نريد درجات حرارة منطقيّة، هواء قابل للتنفس، درجات مُنخفضة من الإشعاعات، و جاذبيّة أرضيّة.

مع درجات حرارة مُتناسبة عكسيًّا مع الكُتلة، تبلغ درجات الحرارة في ثقب أسود بنفس كتلة الشمس حوالي 60 من مليار (1000000000/60) كلفن.

وهذه قيمة تكادُ تقترب من الصفر المُطلق.

إنّهُ مكان “بارد للغاية”.

الثقوب السوداء النَشِطة تكون مُحاطة بقُرص مزود من المواد التي تصلُ حرارتها إلى أكثر من 10 ملايين درجة كلفن، وهذا أيضًا كفيلٌ بقتلك.

فلتكتُب الملاحظة التالية : علينا إصلاح الحرارة.

لا وجود لغلافٍ جويّ، إنّهُ فراغ فارغ من الفضاء، أو بلازما في مُنتهى السخونة تُحيطُ بثقب أسود نَشِطَ التّغذية.

هل بإمكانك تنفس البلازما؟ إذا كان الجواب نعم، فهذا سيكون علميًّا.

إذا لم يكن الأمر كذلك : يجبُ علينا إصلاح الأمر كذلك.

قد تجدُ صعوبة في إيجاد مصدرَ إشعاعات أكبرَ من الثقوب السوداء في الكون.

بإمكان الثقب الأسود الدوران بسُرعات تقتربُ من سُرعةِ الضّوء.

هذه الحقول المغناطيسيّة تأثر على الجُسيمات عالية الطاقة حولها، خالقةً بذلك جُرعات قاتلة من الإشعاعات.

وهُنَا نتحدث عن نفاثات مكونة من الجُسيمات عالية الطاقة تخرجُ من صلب ثقب أسود فائق الضخامة.

أنتَ حتمًا لا تُريد أن تكون جُزءًا من ذلك.

سنُضيف هذا الأمر إلى اللّائحة.

الثقوب السّوداء معروفة لكونها مصدرًا مميّزًا لفيتامين الجاذبيّة.

هُناك في مدارها، الأمر ليسَ سيء جدًّا.

استبدل شمسنا بثقب أسود من نفسِ الكُتلة، ولن تلحظَ أيّ فرق على الأرجح.

هل تظن أنّ الأمرَ قد حُلّ؟ ليس حقيقةً.

إذا أردت المشي على السطح، سيتمُّ سحقك ببساطة إلى ذرّة واحدة.

إذن : يجبُ علينا خفض الجاذبيّة.

الخبرُ السيّء، أنّ الثقوب السوداء منيعة ضدّ أي شيء قد تنوي إلحاقها به.

لا تستطيعُ قصفها بمذنبات لمنحها غلافًا جويًّا، فعلكَ هذا سيكون بمثابة غذاءٍ لها لا أكثر، وسيجعلها “ثقوبًا سوداءَ بشكل أكبر”.

لا تستطيعُ إطلاق أشعة ليزر عليها من أجل خفضِ كُتلتها، ذلكَ أيضًا بمثابة تحلية لذيذة بالنسبة لها.

المادة المُضادة، المُتفرجات، النجوم، الصخور، الأوراق، المقصّات… الثقُوب السوداء تتفوق عليها جميعها.

كلّ ما علينا فعلهُ هو انتظارُ تبخرّها بعد مدة زمنية غير محدودة.

لكن هذه الإستراتيجية قد تحتوي على بعضٍ من الفجوات، لأنَّ الثُقب الأسود سيبقى حيًّا حتى تبخّرِ آخر جُسيمين بعيدًا.

لا وجود لمرحلة يتحوّلُ فيها الثقب الأسود إلى كويكب عاديّ بشكل سحريّ.

لكن، لنرى في خياراتنا المُتاحة ما عدى ذلك.

بإمكاننا تحريك الثقب الأسود، كما سيكون بإمكاننا تحريكُ الأرض.

قم برمي أشياءَ قرب الثقب الأسود، وسيتحرّكُ بسبب الجاذبيّة.

يمكنك جعلهُ يدور بسرعة أكبر عبرَ رمي أشياءَ بداخله، حتى تجعلهُ يدور بسُرعات تقتربُ من سرعة الضوء، لكي يُصبح ثقبًا أسود فائق الضخامة.

مع المُعدّات التي نمتلكها حاليًا، لا فرصة لنا أبدًا للعيش على ثقب أسود.

رغمَ إمكانية إحاطته بـ “كرة دايسون” تمامًا كما كُنًّا سنفعلُ لشمسنا.

يبدُو أنه هنالك طريقة لترويضِ ثقب أسود وجعلهِ بمثابة حيوانك الأليف.

بإلقاء المادة داخل ثقب أسودَ يدورُ بسرعة تُقارب سرعة الضّوء، بإمكانك استخراجُ الطاقة منه نظريًّا.

تخيّل امتلاكك لكويكبَ مكوّن من صخرتين كبيرتين.

عند اقترابها من الثقب الأسود، ستقوم قوى المد والجزر بتحطيمها إلى أجزاءَ صغيرة.

وبينما تسقُط قطعة واحدة داخل الثقب الأسود، الصخرة المُتبقية الأصغر ستتبقى لها كُتلة أقل، وهذا ما سيسمحُ لها بالهروب.

هذه الصخرة المُتبقيّة تسرقُ الطاقة الدورانيّة للثقب الأسود، ممَّا يُبطىء الدوران بعد ذلك بشكل قليل.

وتُسمّى بـ ” عملية بنروز” تيّمُنًا بالفيزيائيّ الذي طوّرَ الفكرة روجر بنروز (Roger Penrose).

قام علماء الفلك بحسابات أكدّت إمكانية استخراج 20% من الطاقة الخام منَ المادة التي ستُلقيها في الثقب الأسود.

ولا وجُود لأشياء كثيرة هناك تسمحُ لك بالحصول على عائدات مُعتبرة من استثمارك.

إنّ الأمر مُشابه للعملية المُرضية برميك حصى من أعلى جسرٍ، ورؤيتها تختفي عن الوُجود.

استصلاحُ ثقب أسود هي فكرة سيّئة للغاية ستقودنا جميعًا للفناء.

لا تفعل ذلك !