التبوّل في الفراش المسببات والعلاج


فراش مبلل وبيجاما وطفل محرج، ربما تكون صورة معتادة في أغلب العائلات التي لديها أطفالًا. حيث يعتبر التبول في الفراش أو ما يعرف بالسلس البولي الليلي مشكلة شائعة عند الأطفال الصغار، إذ يوجد ما يقارب 5 إلى 7 مليون طفل في الولايات المتحدة الأمريكية بعمر ستة أعوام أو أكبر لا زالوا يبللون فراشهم، بحسب إحصائية المؤسسة الوطنية للكلية (National Kidney Foundation). ولكن بصورة عامة، لا تعتبر عملية التبول في الفراش حالة مرضية تحت سن السابعة؛ وذلك نظرًا لكون الأطفال يستمرون في تطوير سيطرتهم على المثانة البولية لفترات طويلة بعد تعليمهم استخدام الحمام.

أسباب التبوّل في الفراش:

بالنسبة لأغلب الاطفال، يكمن السبب في امتلاكم لمثانة صغيرة مقارنة بالكبار، تمتلئ خلال الليل وبذلك يتطلب إفراغها أكثر من مرة في الليلة الواحدة. فبالنسبة لمستشفى نيشنوايد للاطفال (Nationwide Children’s Hospital)، يمكن لمثانة الطفل أن تمتلئ مرتين إلى ثلاث مرات في الليلة الواحدة. ولكن إذا كان العصب الذي يحفز الطفل على الاستيقاظ للذهاب الى الحمام غير مكتمل النمو، فإنه لن يستيقظ للتبوّل.

ووضح الدكتور كروتشفيلد (Charles E. Crutchfield III)، بروفيسور الأمراض الجلدية في كلية الطب جامعة مينيسوتا (University of Minnesota)، إن الحالة قد تختلف من طفل لآخر، فالأولاد مثلًا يحتاجون إلى وقت أطول من البنات ليتخلصون من التبوّل في الفراش. كذلك تكثر هذه الحالة لدى الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ADHD))، أو من ينتمون إلى أبوين لديهما تاريخ مع بلل الفراش، فإن احتمال إصابتهم بذلك هو 30%، وفقًا للمعهد الوطني لأمراض السكري والجهاز الهضمي والكلى National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases)).

أسباب أخرى للتبوّل في الفراش:

• المشاكل العائلية والعاطفية.
• النوم العميق.
• الضغوطات.
• الإمساك المزمن (العضلة المسؤولة عن السيطرة على التغوّط، فهي تسيطر أيضًا عن السيطرة على التدرر).
• التهاب المجاري البولية.
• التغيرات الهرمونية.
• داء السكري.
• التشهوات التركيبية للمثانة والكليتين أو الجهاز البولي.
• انسداد المجرى التنفسي أثناء النوم.
• التدريب في عمر مبكر جدًا على استخدام الحمام.

ولكن متى يجب أن يؤخذ الموضوع بعين الإعتبار؟
في الحقيقة يتوجب على الأهل أن يتناقشوا مع طبيب الأطفال حين يستمر الطفل بالتبوّل في الفراش بعد سن السابعة، أو عندما يتخلص الطفل من هذه الحالة لعدة أشهر ثم يعود إليها. كذلك يتوجب الانتباه فيما إذا كان لون الإدرار أحمر أو وردي، أو يعاني الطفل من عطش غير طبيعي، أو يعاني من الشخير، أو الإمساك.

التبول في الفراش لدى الكبار:

ما يقارب الواحد من كل خمسين شابًا ناضجًا يعاني من التبوّل اللاإرادي أثناء النوم، بحسب المؤسسة الوطنية للكلية. وأكثر الأسباب شيوعًا هي :
• مشكلة في الاستيقاظ الناتج عن الإحساس بالمثانة الممتلئة.
• إنتاج الكثير من البول خلال الليل.
• المثانة التي لا تتوسع بشكلٍ كافٍ.

ولكن بالحصول على مساعدة المتخصصين، التي تتضمن عادةً فحصًا سريريًا للمريض، بالإضافة إلى فحص الإدرار مختبريًا، أو جهاز التنبيه للرطوبة أو العلاجات المناسبة؛ يتم التخلص من هذه المشكلة.

كيفية التعامل مع بلل الفراش الطبيعي:

عادة 99% من الأطفال سيتجاوزون هذه الحالة بمجرد تقدمهم في العمر حتى الخمسة عشر عامًا. أما إذا كان الطفل لأبوين بللوا فراشهم سابقًا، فعلى الأغلب سيتوقف في العمر الذي توقف فيه والداه.

كما يمكن للأهل أن يتبعوا بعض الخطط التي تساعد في تقليل حدوث البلل:
• أن يحثّوا الطفل على الذهاب إلى الحمام مباشرة قبل النوم بشكل روتيني.
• أن يتم ضبط المنبه في منتصف الليل لإيقاظ الطفل وأخذه إلى الحمام.
• التأكد من تناول الطفل للكمية الكافية من السوائل خلال النهار، فلا يشعر بالعطش قبل الذهاب إلى النوم.
• تجنب إعطاء الطفل أي مشروبات ليلًا عند اقتراب موعد النوم.
• تجنب إعطاء الطفل أي مشروبات تحتوي على الكافايين، وذلك لإنها تحفّز المثانة.
• عدم معاقبة الأطفال أو تأنيبهم، لإن ذلك قد يزيد الأمر سوءًا نظرًا لتعرّض الأطفال للضغط والخوف.

أما في حال نضوج الطفل مع بقاء المشكلة، فإن طبيب الأطفال المختص سيقوم بوصف بعض العلاجات التي تساعد على إبطاء تجمع البول في المثانة، أو تحفّز المثانة على التوسع فيزداد حجمها، أو تقلل من تقلصات المثانة مما يقلل من عملية التبوّل. بعض العلاجات الشائعة تتضمن آسيتات الديسموبريسين (desmopressin acetate) (DDAVP) ومضادات الكولين (anticholinergic drugs) والايميبرامين (Imipramine) الذي يكون ذو تأثير فعّال على 10-50% من المرضى، بحسب المؤسسة الوطنية للكلى.


إعداد: مصطفى الشوك
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر