ما هي التجمعات النجمية التي نستطيع رؤيتها على مدار العام؟


الإجابة الاولى :

(بول والورسكي – Paul WALORSKI) أستاذ فزياء، جامعة إنديانا، الولايات المتحدة الأمريكية.
«تعتمد إجابة هذا السؤال على المكان الذي تقطن فيه، وبالتحديد خط العرض. فعلى سبيل المثال، عند القطب الشمالي (أي عند الدرجة 90 عرضًا)، يوجد نجم الشمال فوقنا مباشرة في السماء، وكذلك الأمر بالنسبة لكل النجوم التي توجد على مدى 90 درجة منه، تظهر جميعها على مدار العام. أما عند خط الاستواء (حيث يساوي خط العرض صفرًا)، فإنّ نجم الشمال يتواجد في الأفق البعيد، وفقط النجوم الموجودة على مدى صفر درجة منه –أي ولا نجم- تبدو ظاهرة على مدار العام.

في أكثر الحالات ترجيحًا، فأنت تعيش حول خط العرض 45 درجة، لذا سيبدو لك نجم الشمال على بعد 45 درجة فوق الأفق، وفقط النجوم التي ضمن 45 درجة منه، سوف تبدو ظاهرة على مدار العام. وهذا يشمل تجمّعات نجميّة أو «كوكبات – Constellations»، مثل الدّب الأكبر والدب الأصغر، وذات الكرسي، والتّنين، بالإضافة إلى ما يُدعى «بالتّجمّعات القطبيّة (Circumpolar Constellations)».

الإجابة الثانية :

(دان جيرهاردس – Dan GERHARDS) أستاذ بورشة «شون» لعلم الفضاء (Sean’s Astronomy Shop)، واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية.
«تعتمد إجابة السؤال كليًا على موقعك».

التفسير :

«حتى تستوعب أكثر إجابة هذا السؤال، عليك أن تفهم تموقُع الأرض في الفضاء. ينحرف محور الأرض قليلًا، لكنّه يشير دائمًا إلى نفس الاتجاه. هذا الأخير، يتصادف مع كونه موجَّهًا بشكل مباشر نحو نجم ساطعٍ اسمه (بولاريس – Polaris)، والذي يُعرَف بنجم الشمال. تدور الأرض حول نفسها مرة كل يوم، وتغير موقعها حول الشمس على مدار العام؛ وهذا هو سبب التغير المستمر للتّجمّعات النجمية التي تراها في الليل.

إذا عشت في القطب الشمالي، فإن نجم الشمال سوف يكون فوقك مباشرةً، وستدور الكوكبات حولك كما تدور أحصنة الملاهي الخشبية، بينما أنت واقفٌ في المنتصف. سترى حينئذ، نصف التجمعات النجمية المعروفة، وستبقى هذه التجمعات نفسها موجودةً في السماء طوال الوقت، ولن يُحجب أيٌّ منها أبدًا، إلا أنَّ عدم غروب الشمس في بعض الأوقات من السنة، يَحُول دون رؤيتها بوضوح.

أما إذا كنت من سكّان خطّ الاستواء، فالوضع سيكون مختلفاً كليًّا، حيث ستنتقلُ هذه المرةَ إلى طرف دوامة الأحصنة الخشبية، وسيتربّع نجم الشمال على الأفق الشّماليّ، بينما ستمضي كل كوكبةٍ نصف وقتها في السماء، مشرقةً من جهة الشرق، وآفلةً جهة الغرب بعد 12 ساعة. ومع ذلك، ستَحجِب الشمسُ عن ناظرنا، كلّ يوم، نصفَ التجمعات النجمية، والتي ستتغير على مدار العام، وبالتالي، فإنك لن تستطيع رؤية أيٍّ منها طوال الوقت.

يعيش معظم الناس بين النقيضين: القطب الشمالي، وخط الاستواء. وعند المنتصف بينهما، فإن نصف السماء يبدو كما لو كان فوق خطّ الاستواء، بينما يبدو النّصف الآخر، كما لو شُوهد عند القطب الشّمالي، فتنحرف دوامة الأحصنة الخشبية نحو الأعلى، ويعلو نجم الشمال إلى منتصف المسافة بين الأفق وكبد السماء. النجوم المقابلة للقطب، تشرق وتغرب كل يوم، بينما تسير النجوم القريبة من القطب (وبالتالي من نجم الشمال) في دوائر. فإذا سار النجم في دائرة صغيرة بما فيه الكفاية، فإنه سيبدو ظاهرًا طوال الليل، وكل ليلة، (وعندها يُسمَّى نجمًا قطبيًا) أما إذا كانت الدائرة كبيرة جدًّا، فعندها سيَحجِب الأفقُ النجمِ عنا في لحظةٍ ما.

كلما اقتربت من الشمال، يزداد عدد التجمعات النجمية الظاهرة طوال العام، لذلك، فإنك لن تستطيع الحصول على إجابة وافية دون تحديد مكان وجودك بدقّة، والآتي ذكرها، هي المجموعات الأقرب إلى نجم الشمال:
مجموعة الدب الأصغر (التي تتضمن نجم الشمال)، والدب الأكبر (أو المحراث)، والتنين، والملتهب، وذات الكرسي، والوشق (ذي الضوء الخافت جدًّا)، والزرافة. إنّ مجموعتي الدب الأكبر، وذات الكرسي، قريبتان وسهلتا التمييز، لذا يمكنك اعتبارهما رهانًا جيّدًا إن أردت إيجادهما بسهولة في كلّ ليلة.

ينطبق نفس المبدأ على سكّان النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، باستثناء عدم وجود نجم جنوبٍ ساطع ومعروف كنجم الشمال. النقطة التي كانت ستأوي نجم الجنوب، إن وُجد، تدعى «القطب السماوي الجنوبي – South Celestial Pole». أمّا التجمعات الأقرب إلى القطب الجنوبي، فهي كالآتي:
الثُّمُن، وطائر الفردوس، والمثلث، والمثلث الجنوبي، والذبابة، والحرباء، والسمكة الطائرة، والجبل، والشبكة، وحية الماء، والطوقان، والطاووس (الكوكبات الجنوبية أصغر من نظيرتها الشمالية؛ لذلك فهي كثيرة العدد). كوكبتا الثمن والحرباء، هما الأكثر قربًا، لكنّ أيًّا منهما لا يمكن تمييزها بسهولة».


ترجمة: قصي أبوشامة.
تدقيق: المهدي الماكي.

المصدر