« بوكيمون غو » يمكن أن تقي من الإصابة بمرض السكري (النوع الثاني)


يعتقد باحثون في مرض السكري أنّ لعبة الهواتف الذكية بوكيمون غو (Pokémon Go) يمكن أن تكون حلًا مبتكرًا لمشكلة ارتفاع معدّلات السّمنة والأمراض المزمنة.
لقدْ بدأ الملايين حول العالم بلعب لعبة البوكيمون غو، وهي لعبة صيد الكنز في واقع افتراضي حيث يجب أن يمشي اللاعبون في العالم الحقيقي ليمسكوا ويدربوا ويقاتلوا الوحوش التي تظهر على شاشات هواتفهم الذكية.

يقول الدكتور توم ياتس (Tom Yates)، قارئ في النشاطات الجسدية، وسلوكيات الحياة الخالية من النشاط والخاملة والصحة في جامعة ليستر بمركز ليستر للسكري: «تقترح بيانات جديدة وجود خمسة ملايين شخص في إنجلترا مهددين بالإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، وهو مرتبط إلى حد كبير بالسمنة الناتجة عن قلة النشاط الجسدي»
ويضيف: «إذا كان هناك شيء في الخارج يجعل الأشخاص يتركون مقاعدهم ويسيرون في الشوارع فهذا يجعل اللعبة حلًا مبتكرًا لمعدلات السمنة الآخذة بالارتفاع».
ويكمل قوله: «لا تحظى رياضة المشي بالتقدير الكافي رغم أنّها تُعد التمرين الأفضل والأرخص للإنسان. إنّها رياضة سهلة التطبيق للحفاظ على الصحة وعلى جسم سليم».

لَقد أطلِق التّطبيق أولا في الولايات المتحدة واستراليا واليابان من بين هذه الدول. انه يتفوق على تطبيق المواعدة «Tinder» ويتغلب على تطبيق التواصل الاجتماعي تويتر في الاستعمال اليومي.
السمنة هي العامل الأخطر المسبب لمرض السكري (النوع الثاني) بنسبة 80-85% من بين كل العوامل المسببة للمرض.
يؤكد قسم الصحة أنّه على البالغين أن يخططوا للبقاء نشيطين كل يوم. ويوصي بوجوب أنْ يكونَ معدل نشاط الفرد 150 دقيقة على الأقل (ساعتان ونصف) في الأسبوع الواحد، على شكل فترات من عشر دقائق من التمارين المتوسطة.
توم بووث، رجل في الخامسة والأربعين من عمره من سوق هامبورغ، أصبح لاعب بوكيمون غو منتظمًا، رغم أنّه يعاني من قلق اجتماعي حاد ممّا جَعَله نادرًا ما يترك منزله.
يقول توم: «اعتقدت في البداية أنّها لعبة للأطفال فقط، ولكن في الحقيقة كان من الرائع الخروج ورؤية كل ذلك الضجيج في الأرجاء. وللمرة الأولى منذ سنوات، تركت المنزل ومشيت لأميال فقط لمتابعة ما يجري في اللعبة، وعندما عدت للمنزل، كنت مرهقًا ولكن في الواقع كان من الرائع الخروج والتمرن حتى دون معرفة أنّي أقوم بذلك».
في العام الماضي، أوضحتْ نتائج الدراسات التي أقيمت في مركز السكري بجامعة ليستر أهمية قطع فترات الجلوس الطويلة لأنّ ذلك سيؤدي إلى نمط حياة خامل.
وقد أظهرَ البحث الذي تمّ بقيادة باحثي جامعة ليستر، في وحدة البحث الطبي الحياتي حول نظام ليستر الخاص بالغذاء والفعاليات الجسدية ونظام الحياة، أنَّ النساء يمكن وقايتهن من الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري بواسطة المشي أو الوقوف بصورة منتظمة.
ويَقترحُ بحث منشور في مجلة المنظمة الأمريكية للسكري حول العناية بمرضى السكري، أن تقطع فترات الجلوس الطويلة كل ثلاثين دقيقة بخمس دقائق من الحركة الخفيفة بانتظام ممّا يقلل مستوى السكر في الدم ومستويات الانسولين إلى حد كبير.
مركز ليستر للسكري هو المركز الدولي صاحب الامتياز في أبحاث السكري، والتعليم والابتكار تحت إشراف البروفيسور ميلاني ديفيس (Melanie Davied) والبروفيسور كيمليش خونتي (Kemlish Khunti). يستضيف مستشفى ليستر هذا المركز، وهو نتاج تعاون بين جامعة ومستشفى ليستر. تركز وحدات البحث الطبي الحياتي على ترجمة الأبحاث السريرية، واستلهام أفكار جديدة من الأبحاث المختبرية للمرضى بهدف تحسين صحتهم. وهو يسخر قوة العلم التجريبي لاكتشاف وتطوير الطرق المفيدة في الوقاية من الأمراض المزمنة.


ترجمة: فاطمة الطريحي
تدقيق: منال أبو ترك
المصدر