ميكروبات المشيمة تشبه تلك الموجودة في الفم: كما أكدت بعض الدراسات الحديثة، فهناك مجتمعا صغيرًا من البكتيريا يعيش في المشيمة، وهو العضو الذي يغذي الجنين من خلال الحبل السري، و يوفّر الأكسجين، والغذاء للجنين، كما يتخلص من النفايات. هذه الدراسة الجديدة تمثّل دليل آخر ضد الاعتقاد السّائد بأنّ المشيمة مُعقّمة خالية من الميكروبات. تشير الدراسة أيضًا إلى أنّ هذه الميكروبات قد تأتي من الفم، لأنها تشبه إلى حد كبير البكتيريا (الفلورا) الموجودة في الفم.

الباحثة آجآرد و زملائها عاملين في مشروع الميكروبيوم البشري؛ الذي يدرس الميكربيومات – مجتمعات من البكتيريا، الفطريات والفيروسات -الموجودة في أجسامنا. في الدراسة، قاموا بالبحث عن ميكروبيوم المشيمة من خلال تحليل 320 مشيمة جمعوها بعناية من 320 حالة حمل. استخرج الباحثون الحمض النووي من المشيمات وحللوه من أجل تحديد وقياس الأنواع الميكروبية الموجودة والجينات التي تحملها. كشف هذا البحث الذي نشر في دورية Science Translational Medicine أن مزيج البكتيريا الموجود في المشيمة – الميكروبيوم – بدا أشبه بشكل كبير بذلك الموجود في فم الإنسان البالغ.

يعتقد الباحثون أن الميكروبات قد تكون وصلت إلى المشيمة من فم الأم من خلال مجرى الدم. النتائج ربما تثبت العلاقة المعروفة بين أمراض اللثة و الولادة المبكرة، ولكن لا يوجد دليل علمي على هذا حتّى الآن. الجدير بالذكر أن محتوى الميكروبيوم في المشيمة اختلف في النساء اللاتي أنجبن في وقت مبكر، قبل 37 أسبوع من الحمل. استنتاج آخر مثير للاهتمام هو أنه بغض النظر عن طريقة الولادة – عملية قيصرية أو ولادة طبيعية من خلال قناة الولادة، تكوين ميكروبيوم المشيمة لم يختلف.

مع ذلك، يعتقد الباحثون أنه من السابق لأوانه القول بالضبط كيفية تكوّن ووظيفة ميكروبيوم المشيمة. قد تكون البكتيريا الموجودة في الرحم قبل الحمل هي مصدر ميكروبيوم المشيمة و تطوّرت لتشبه تلك الموجودة في الفم.

يقول الدكتور مارتن بلاسر (Martin J. Blaser)، مدير مشروع الميكروبيوم البشري في المركز الطبي يجامعة نيويورك بأنّ هذه الدراسة مهمة ولكنها دراسة تمهيدية، وأنها لم توفر المعلومات التي يمكن استخدامها في علاج الحوامل.”


مصدر