نعم هذه ليست بمزحة, يمكننا اعتبار الحياة جانب الثقب الاسود بـ بغيضة. خاصّة ان كُنت نجم, ودعونا لا نأخذ بالحسبان النجوم اللتي تعاني من داء الحركة .

في هذه الحالة تم اكتشاف ثقب اسود يدور حوله نجم بسرعة مليونيين كم/ساعة .. بالرغم من ان النجم يبعده بمليون كم (اكثر من ضعفي المسافة بين الارض والقمر) يستهلكه 2.4 ساعات لكي يلف حول مدار الثقب الاسود.

هذه المعلومة تزودنا بالكثير من المعطيات حول هذا النظام >>
لقد تم اكتشافه بواسطة اقمار صناعية تابعة لوكالة NASA ولليابان في سنة 2010. وحسب التقديرات هذين الزوجين يبعدان عنا حوالي 1000 سنة ضوئية (من الصعب تحديد مسافة دقيقة) بحيث يمكن ان يكونا ابعد بـ 20 مرة من المعطيات المذكورة اعلاه.

الثقب الاسود يطلق اشعة سينية (X-ray) ساطعة عندما يبتلع مادة معينة .. هذه المادة تسخن بشكل كبير وتُجرف بواسطة مجال مغناطيسي هائل حول الثقب الاسود والمادة. يمكن ان تصل درجة حرارتها الى ملايين الدرجات المئوية ويطلق اشعة سينية يمكن رؤيتها من الكرة الارضية .. في هذه الحالة .. يتم استفراغ المواد من من النجم المرافق للثقب الاسود ، حيث تقع بمكان شبيه بالقرص حول الثقب الاسود حتى “تغرق” نهائيا.

* في الرابط المرفق ادناه يوجد فيديو توضيحي بحيث يمكنكم رؤية القرص ساطعا وذو حرارة عالية.

المرصد الفلكي بالاشعة السينية الاوروبي قد أكد ما حدث وراقب هذه الظاهرة لمدة 14 ساعة ..

يوجد انخفاض منتظم للضوء كل ساعتين ونصف. من الكرة الارضية يمكننا مشاهدة هذا النظام يدور قريبا من الحافة، وكلما يدور النجم والثقب الاسود احداهما حول الاخر يتشكل عدم انتظام في القرص يتلوه اعاقة للاشعة السينية مما يؤدي الى هذا الانخفاض في الضوء.

في الحقيقة من المستحيل ان يتكون كوكب قزم Dwarf Planet -يعادل حجمه ربع الشمس- قريبا من ثقب اسود، لذا كيف وصل هناك؟

وبعد تفكير عميق واستنادا الى دراسات للمستعر الاعظم Supernova توصل الكاتب لهذه النظرية. قبل ملايين السنين تكون نجم ثنائي Binary Star. احدهما كان متواضع, احمر-برتقالي اللون وبارد، اقل كتلة من الشمس. اما الاخر فكان هو “الوحش”, نجم عملاق لونه ازرق حار جدا وكتلته اكبر بـ 20 مرة من الشمس. وقد افترقا وكان البعد بينهما يتراوح من عشرات الى مئات ملايين الكيلومترات.

النجم الازرق إستنزف وقوده بسرعة كبيرة .. وفقط عندما وصل الى جيل ملايين السنين بدأ بالفناء .. اصبح ينتفخ شيئا فشيئا كعملاق احمر يتوسع لدرجة ان وضعناه مكان الشمس سطحة سيصل ابعد من مدار المريخ .. في هذه الحالة فانه يفجر من حوله رياح شمسية قوية، يفرغ بها طبقاته الخارجية ..

وقد توسع هذا النجم لدرجة ان الكوكب القزم المرافق له وجد نفسه في غلافة الجوي. للوهلة الاولى نعقد ان هذا سيوقف حركة الكوكب لكن ، مع انه يتطلب الكثير من الوقت – قوة الاحتكاك ستتغلب ويبدا الكوكب القزم بالدوران حول نواة النجم .
بعدها، الكارثة!

انتهى الوقود من نواة الكوكب وانهار. تبدا تفاعلات تنتهي بمستعر اعظم supernova، احد اقوى الانفجارات بالكون. الطبقات الخارجية للكوكب تتمزق .. والنواة تنهار لتصبح ثقب اسود.
في الوقت نفسه كان النجم الاصغر قريباً من النواة، وعانى من الوطأة العظمى لهذا الانفجار. وقد خسر من كتلته جراء ذلك واصبح نجما اصغر، لكنه نجا من الموت.

مع مرور الوقت, جاذبية الثقب الاسود تُجبر عملية الدوران ان تكون دائرية. اذا كان النجم اقرب, جاذبية الثقب الاسود ستجرد المواد من الطبقات الخارجية للنجم مما يؤدي لتكوين قرص حار وساطع. وهذا ما شهدناه.

ترجمة انسام زيدان

http://www.slate.com/blogs/bad_astronomy/2013/03/20/record_black_hole_binary_star_orbits_black_hole_in_only_2_4_hours.html