وافقت إدارةُ الغذاء والدواء الأمريكية «FDA» مؤخّرًا على جهاز «أسباير أسّيست-Aspire Assest» الذي يقوم بتفريغ جزءٍ من محتوى المعدة مباشرةً في المرحاض بعدَ كلِّ وجبة. قد يبدو الأمرُ مقزّزًا لكنّ الجهازَ صُمِّمَ كوسيلةٍ مُساعدةٍ لخسارةِ الوزن، حيثُ يقومُ بطردِ ثُلُثِ ما يأكلُه المريض من طعامٍ قبلَ أن تُتَاحَ الفرصةُ للجسم لامتصاصه.

سيصبح هذا الجهازُ مُتاحًا الآن لمساعدةِ المرضى الذين يعانون من السُّمنة المفرطة بتكلفةٍ زهيدة، وبطريقةٍ أسهلَ وأقلّ مُباضعةٍ مقارنةً بالطرق الجراحية الأخرى كوضع حلقة حولَ المعدة.
ويذكر «ويليام مايسل-William Maisel» مساعد مدير العلوم ورئيس العلماء في مركز الأجهزة والصحة الإشعاعية في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قائلًا: «يقدم جهاز أسباير أسّيست المساعدة في التحكم بالسعرات الحرارية المُمتَصّة من الطعام، وهو المبدأ الأساسي الذي يعتمد عليه مفهوم العلاج بالحمية الغذائية ومراقبة الوزن».

يقومُ المريضُ بعدَ تناوُلِ الوجبةِ الغذائيةِ بتوصيل جهاز أسباير أسّيست المحمول بأنبوبٍ يصلُ الى المعدة، ويتمّ تركيبُ هذا الأنبوبِ خلالَ عمليةٍ جراحيةٍ لا تتجاوزُ الخمسَ عشرةَ دقيقة. ويتمّ توصيلُ الجهازِ بالأنبوب عن طريقِ القابسِ الّذي يوجدُ على سطح الجلد، ويطلق على هذا القابس اسم «منفذ الجلد-Skin Port».
ببساطة يقوم المريض بتشغيل الجهاز ليبدأَ بشفط الطعام الذي تناوله قبل 20-30 دقيقة ومن ثَمّ يقوم بتفريغه في المرحاض مباشرة. وباعتبار أنّ الأنبوب موجود في الجزء العُلويّ من المعدة فإنّ الجهازَ سيكون قادرًا على شفط 30% فقط من محتوى المعدة.
وبعد 5-10 دقائق يقوم المريض بتنظيف معدته والجهاز معًا بالماء النقي.
جاءت موافقة إدارة الغذاء والدواء بناءً على نتائج تجربة سريرية أُجريت مؤخّرًا على 171 شخصًا يعانون من السمنة، حيث استطاع الجهاز التخلص من 30% من السعرات الحرارية المستهلكة.
قُسِّمت مجموعةُ المرضى الى مجموعتين، الأولى مكونة من 111 مريضًا استخدموا أسباير أسّيست بالإضافة الى نصائح طبيّة لاتباع أُسلوب حياة صحي وممارسة التمارين الرياضية، والثانية مكونة من 60 مريضًا خضعوا للنصائح الطبيّة وممارسة الرياضة فقط.
وبعدَ مرورِ عامٍ واحدٍ فَقَدَ أفراد المجموعة الثانية 3.6% من وزن الجسم الكليّ، بينما فَقَدَ أفراد المجموعة الأولى 12.1%.
يعاني اليوم 641 مليونَ شخصٍ من السمنة مقارنة بـ 105 مليون شخص عام 1975م، ممّا يعني أنّها أصبحت مشكلةً شائعةً تقريبًا. ولا أحدَ يدري تحديدًا ما السبب وراء هذا التصاعد الرهيب في عدد الأشخاص المعرضين للسمنة، فقد يكون بسبب نوعية الطعام التي تغيّرت خلالَ العقود الأخيرة، أو تلوّث الهواء أو التركيب الجينيّ للفرد، أو أنّنا أصبحنا نقضي وقتًا أطول في الجلوس، أو كلّ ما سبق.
هنالك بعض المحاذير المهمّةِ جدًا بخصوص أسباير أسّيست، فالجهاز قادر على شفط نسبةٍ صغيرةٍ فقط من الطعام الموجود في المعدة، كما شهد المرضى أعراضًا جانبية أثناء فترة استخدامهم الجهاز تراوحت بين التهاب الحلق الى النزيف والالتهاب الرئوي، بالإضافة الى تهيُّجاتٍ حولَ القابس على الجهة الخارجية من الجسم وذلك بحسب تقرير روبرت فيريس في «السي إن بي سي-CNBC».
قالت إدارة الغذاء والدواء في تصريح لها: «لا يجب أن يُستخدمَ الجهازُ في حالات اضطرابات تناول الطعام، أو بشكلٍ مؤقتٍ عند الأشخاص الذين يعانون من زيادة متوسطة في الوزن».
ذكرت «كاثرين إلين فولي-Katherine Ellen» في «كوارتز-Quartz» قائلة: «يكلّف الجهاز بالإضافة الى تلقي الإرشاد الطبي لاتباع أسلوب حياة صحي مبلغًا قدره 8000-13000 دولارٍ أمريكيّ».
بالنسبة لبعض المرضى فإنّ التكاليف المادية لن تقفَ عائقًا إن كان أسباير أسّيست سيأتي بالحلّ فعلًا. ويذكر مايكل سيدرهاج -الذي فقد 30 كيلوغرامًا من وزنه حتى الآن- لـ«الأي بي سي- ABC News» قوله: «بالنسبة لي فإنّ هذا الجهاز هو الحلّ بعد أن عانيتُ من تصاعد ونزول وزني بشكلٍ متكررٍ دون جدوى».

إعداد: آية ملص
تدقيق: عبدالسلام الطائي

المصدر