هل يمكن إجراء عملية “زرع رأس”؟
الفكرة تبدو “فرانكشتينية” بامتياز، و لكن هل يمكن أن تتم مثل هذه العملية الجراحية من الناحية العملية – نقل رأس كائن إلى جسد آخر؟ الأمر بدأ في منتصف القرن الماضي، عندما نجح الجراح فلاديمير ديميكوف في زرع رأس كلب في جسد كلب آخر، ما نتج عنه كلب برأسين، و تمكنّت الرأس المزروعة من القيام ببعض وظائفها ولكنها لم تتحكم في الجسد المزروعة به، إذ أن التقنيات في ذاك الوقت لم تسمح بتوصيل الأعصاب الموجودة في الرأس بالحبل الشوكي.
العملية تمّ تكرارها على العديد من الكلاب، لكن إسهام ديميكوف في هذا المجال توقف عند هذا الحد. في أوائل السبعينيات، نجح فريق من الجراحين بقيادة روبرت وايت في إجراء عملية نقل رأس قرد إلى جسد قرد آخر، و بقي الكائن حيا لعدة أيام. الرأس المزروع كان قادرا على الشم و التذوق و السمع، إذ أن الأعصاب في منطقة الرأس بقيت سليمة، ولكن الرأس لم يكن يتحكم في الجسد المرتبط به لعدم ربط أعصاب الرأس بأعصاب الحبل الشوكي.
مثل هذه التجارب لها العديد من الإشكالات الأخلاقية التي حدّت من تكرارها، ولكن في عام 2002 قام فريق ياباني من زراعة رأس فأر في فخذ آخر. رغم الإشكالات الأخلاقية و العملية، إلا أن الجراح الإيطالي سيرجيو كنافيرو، نشر بحثا العام الماضي يوضح فيه إمكانية إجراء عملية “زرع الرأس” في البشر.
الجراح لم يتوقف عند وضع فرضية لربط شرايين الرأس المزروع بالجسد، بل أضاف فرضية أخرى لكيفية ربط أعصاب الرأس بالحبل الشوكي ليتيح التحكم بالجسد المضيف. التقنية مازالت بعيدة جدا عن التجارب في البشر، و لكن إتاحتها قد يوفر أملا جديدا لمصابي الشلل الرباعي و الحثل العضلي.
إعداد: مصطفى فتحي
مصدر 1 | مصدر 2 | مصدر 3 | مصدر 4 | مصدر 5
موضوع ذات صلة: زراعة رأس الإنسان أصبحت ممكنة