“لقد كان، في أغلب الظنّ، المثال الأفضل الذي عرفتُ للعبقريّة كما نتصوّرها تقليديًا: متحمّس، عميق، حاد، ومهيمن. لقد امتلك نوعًا من النّقاء الذي لم أعرفه أبدًا إلاّ في شخص جورج مور [الفيلسوف الإنجليزي المشهور]. لقد اعتاد أن يأتي ليراني كلّ ليلة مع منتصف اللّيل، ويمشي ذهابًا وإيابًا في الغرفة مثل الوحش البرّي لثلاثة ساعات متواصلة في صمتٍ جيّاش. ذات مرّة قلتُ له: “هل تُفكّر في المنطق أم في خطاياك؟” “كلاهما”، أجابني واستمرّ في مشيته. لم أرغب في أن أقترح أنّه حان وقت النّوم، لأنّه بدا له ولي أنّه إذا تركني سوف ينتحر.”

11

~ السّيرة الذّاتية لبيرتراند راسل، الفصل التاسع، 1959.