قد نشهدُ قريبًا عقارًا مضادًا لجميعِ الفيروسَاتِ !

 

صَرّحَت IBM أنَّها صَمَّمت جُزَيئًا قادرًا على مكافحةِ جميعِ الفيروساتِ التي تصيبُ الإنسان.

___________________

 

تكمنُ الصّعوبة في مواجهةِ فيروسَاتٍ مثلَ إيبولا Ebola  وزيكا Zeka في كونِها مختلفة جميعًا فيما بينها، فبإمكانِ كلِّ فيروسٍ منها أن يتغيًّرَ أو يتحوَّرَ بشكلٍ منتظمٍ لإنتاجِ سلاسلَ جديدة ٍ ضمنَ الفيروسِ نفسِه.

ولمحاولة تدبيرِ ذلك، انشغلَ العلماءُ دومًا وهم يحَاولونَ تحديدَ الخصَائصِ المشتركةِ بين الفيروسَات والتي يمكنُ، في حالِ إسفارِ هذه المحاولاتِ عن نتائجَ جيّدة، أن تستخدمَ لتطويرِعقار شاملٍ وقادرٍعلى محاربةِ الفيروسات في أيِّ عدوَى، هذا وقد أشارَ باحثون من IMB  أنَّهم اقتربوا من تحقيقِ هكذا خطوَة.

قد يبدو لنا هذا الأمرُ مثيرًا حقًّأ، حيث تمَّ تطويرُ جزيء ضخم حاليًّا مهمّتهُ إيقافَ أنواع متعدّدةٍ من الفيروسَات، بغضِّ النّظرِعن الاختلافاتِ الكبيرةِ فيما بينَها، ويتكوّنُ هذا الجزيءُ الضّخمُ من جزيئاتٍ أصغرَ ومتّحدةٍ فيما بينها.

ورغمَ كوننا في الأيام الأولى لهذا الاكتشافِ، إلا أنَّ هذه النّتائجَ قد تقودُنا لإنتاجِ عقاراتٍ طبيّةٍ قادرةٍ على التَّعاملِ مع السُّلالاتِ الفيروسية بصرفِ النَّظرِ عنِ الفروقِ فيما بينها.

هذا وقامَ علماءُ من IBM ومن معهد الهندسَة البيولوجيّة والتقنيّة النَّانويّة في سنغافورة بتجاهلِ الأحماض النووية DNA و RNA في الفيروسات التي تمَّ اختبارها، وعادةً ما تستخدَمُ هذه الأحماضُ لمراقبةِ تأثير العقار عليها، إضَافةً إلى دورِها في إعطاءِ الفيروسِ صفاتَه وقدراتَه الخاصّة، ومع ذلك فإنها تختلفُ بين فيروسٍ وآخرَ.

وبعدَ أن تجاهلوا هذهِ الأحماضَ الأمينيّة، لجَؤوا إلى البروتينات السّكّريّة، تلكَ الجزيئات الكبيرة التي ترتبطُ بالجزءِ الخارجيّ من الفيروس، ولها القدرة على التّثبّت على خلايا الجِسم، أي أنًّ لها دورًا هامًّا في إحداث المرضِ لدينا.

وفيما يتعلّق بالجزيء الضّخم السّابقِ، فقد تمَّ تطويرُه كي يجذبَ الفيروسَ ويتشابكَ مع البروتينِ السُّكّريّ الموجودِ عليه، وليعدّلَ من مستَوى حموضَته مما سيقلّلُ من قدرتهِ على التّكاثرِ والانقسَام.

وإضافةً لما سبَق، فلدى الجزيء أيضًا طريقةٌ أخرى في الهجوم، تتجلّى في نوع منَ السَّكاكرِ يدعى المانوز Mannose، والذي يلعبُ دورًا في تماسُكِ الخلايا السَّليمةِ معَ بعضِها ورَبطها سويّة لتسرِّعَ مكافحَة العدوَى.

واستناداً إلى التَّجارُبِ التي أجريَت من قبل الفريقِ على الفيروسات مثلَ فيروسِ إيبولا Ebola و حمى دنك Dengue، فإن هذا الجُزيءَ المصمَّمَ يعملُ بالشّكلِ المناسبِ والمنشودِ، فهوَ يربطُ نفسَه بالبروتيناتِ السّكّريّة ِويعطّلُ قدرة الفيروسِ على تأثيرهِ في الخلايا السَّليمَة .

بينما تكمنُ أهمّيّةُ سكّرِ المانوز المذكورِ سابقًا في منعهِ انتقالَ العدوَى وتفشّيها بين الخلايا السّليمَة.

ويعتقدُ العلمَاءُ على المدَى القصيرِ أنَّ هذهِ الجزيئاتِ قد تستخدَمُ في المناديل والمنظّفاتِ المضادَّةِ للفيروسَات.

وقد كتبَ الصّحفيّ كريس وود Chris Wood في هذا الصّددِ قائلًا : سنتمكّنُ عبرَ المزيدِ من الدّراساتِ من رؤية لقاحاتٍ قادرةٍ على حمَايتنا من أطيافٍ واسعةٍ من الفيروسَات.

 

ويفسّرُ جيمس هيدريك James Hedrick،  قائد فريقِ البحثِ في IBM،  لِسَامانثا أولسون Samantha Olson في صحيفةِ Medical daily ، أنَّ تصميمَ هذا الجزيءِ يعتبرُ مهمّةً شاقّة فعلًا، ويضيفُ أنَّ البروتينَ السّكّريَّ المعدّلَ يبدو وكأنّه نوعٌ من العسلِ فهو رائعٌ جدًا، كما أنّنا نستطيعُ الآنَ أن ننافسَ الفيروسَ ونحافظَ على الخلايا السّليمةِ قبل أن يتمّكنَ من الوصولِ إليها، هذا ويمكننا أن نحميَك من العدوى طالمَا عطّلنا مُستقبلات هذا الفيروس.

___________________________________

إعداد: ضياء عكيل

تدقيق: ميس كرّوم


المصدر