متى نعتبر أن حياة الإنسان انتهت نهاية ناجحة؟ وكيف يمكننا أن نقول أن هذا موت جيد وهذا موت سيء؟
هناك بالتأكيد تصوّر لدى عامة الناس عن ذلك، فمثلًا عند التعرض لآلام مبرحة أثناء الاحتضار أو الموت المفاجئ غير المتوقع أو في عمر مبكر هو موت سيء، أما عندما يموت شخص يبلغ عمره 100 سنة بسلام وبكل هدوء في سريره، ودونما ألم ويحيط به أولاده وأحفاده، فربما يكون هذا هو الموت الذي يحلم به كل إنسان!
قرر باحثون من جامعة كاليفورنيا أن يدرسوا الموضوع بعمق أكثر، ونشروا ما توصلوا إليه من نتائج في المجلة الأمريكية لطب نفس المسنين (American Journal of Geriatriz Psychiatry).
وركزت الدراسة على استيعاب آراء ثلاث مجموعات: المرضى، وعائلة المريض وأقربائه، والكادر الطبي.
وبحسب البروفيسور ديليب جيست (Dilip Jeste) أستاذ الأمراض العصبية والطب النفسي في جامعة كاليفورنيا، فهذه هي أول مرة يتم فيها استقراء آراء هذا العدد الكبير من الناس فيما يتعلق بموضوع الموت.
(مع أن غالبية الناس لا يحبذون كثيرًا الحديث عن الموت والدخول في تفاصيل هذا الموضوع الشائك).
على كل حال، فقد حدد فريق الباحثين الميزات التالية لما يمكن أن يعتبر موتًا جيدًا:
- قلة الألم والمعاناة.
- الموت بروحانية وتقوى ووفق المعتقدات الدينية الملائمة.
- الشعور بالعاطفة والمحبة أثناء الموت.
- تحقيق أغلب الأمنيات والأحلام والأهداف أثناء الحياة.
- الموت بكرامة وبشكل لائق.
- الحصول على علاج جيد ومناسب في الفترة الأخيرة من العمر.
- أن يكون المريض راضيًا عن حياته ويعتبر أنه عاش حياة جيدة.
- وجود الأصدقاء والمقربين وأفراد العائلة حول المريض أثناء احتضاره.
- الصداقة والمحبة والعلاقة الجيدة مع الكادر الطبي المشرف على المريض في المراحل الأخيرة من حياته.
من بين هذه الخصائص والميزات، وجد الباحثون أن الموت بروحانية ووفق المعتقدات الدينية المناسبة هي أكثر ما يهم المرضى، حتى أنها أهم من وجود أفراد العائلة بقربهم.
بينما بالنسبة لأفراد العائلة؛ فإن موت قريبهم بشكل لائق وبكرامة هي أهم الأمور التي ينظرون إليها.
وترى الدكتور إميلي ماير (Emily Meier) وهي مشرفة نفسية في مركز سان دييغو للأورام، أنه لتحديد ما هو الموت الجيد بدقة علينا أن نسأل المرضى ولا أحد سواهم.
و أكدت من خلال خبرتها الطويلة مع مرضى السرطان أن الحديث عن تفاصيل الموت والتعمق فيها هو أمر إيجابي، ويساعد المريض في الحصول على الراحة النفسية وعلى الموت الجيد!