لقد صرّح فيزيائيّون في الولايات المتّحدة أنّهم قاموا بإنتاج أكبر كميّة من الطّاقة حتّى الآن من تفاعل إندماج نووي تمّ تحفيزه باستخدام اللّيزر. الإندماج النّووي هو تفاعل يحدث في باطن النّجوم. نظريًّا، الإندماج النّووي من الممكن أن يكون مصدرًا وفيرًا ورخيصًا لإنتاج الطّاقة، وبدون تبعات التلوّث البيئي النّاتجة عن استخدام المحروقات.
هذا الهدف ما زال بعيد المنال في الوقت الحالي. التّجارب الأخيرة في الولايات المتّحدة – والتي تمّت في منشأة الإشعال الوطنيّة – قامت بإنتاج ما يُقارب 1% من مقدار الطّاقة التي زُوّدَت من قبل الفيزيائيين. مع ذلك، هذا المجهود الأخير يحلّ بعض المشاكل العلميّة الهامّة. بالإضافة إلى أنّ المنشأة قامت بإنتاج كميّة أكبر من الطّاقة ممّا وضع العلماء في الوقود (ولكن ليس في النّظام ككلّ). لا أحد قام بتحقيق ذلك قبل الآن.
منشأة الإشعال الوطنيّة، والتي تتواجد في شمال كاليفورنيا، تحتوي على ليزر ضخم مركّب من 192 ليزر. لإنتاج الطّاقة، يقوم العلماء بتوجيه اللّيزر نحو صندوق اسطواني لا يزيد طوله عن عدّة ميلمترات. في داخل هذا الصّندوق، هنالك كبسولة كرويّة تمّ دهن سطحها الدّاخلي بطبقة رقيقة جدًّا ومتجمّدة من ذرّات الدّيوتيريوم والتّريتيوم – وهي نظائر مختلفة لذرّة الهيدروجين. الدّيوتيريوم والتّريتيوم يُشكّلان وقود الإندماج النّووي.
عندما يتمّ إطلاق أشعّة اللّيزر، الكبسولة الكرويّة تتقلّص بـ 35 ضعف. هذا يدفع ذرّات الدّيوتيريوم والتّريتيوم لتتقارب في كثافة عالية، ممّا يؤدّي إلى تفاعل الإندماج النّووي. بحسب عمر هوريكين، أحد الفيزيائيين العاملين على هذه التّجربة، “كثافة الوقود التي حقّقناها في النّهاية في هذه التّجارب تُعادل ثلاثة مرّات، أو مرّتين ونصف، كثافة مركز الشّمس.”