الفيروس التنفسي المخلوي (RSV) عند الأطفال والبالغين:
يسبب الفيروس التنفسي المخلوي عدوى رئوية موسمية شديدة الانتقال، إنه مرض شائع عند الأطفال وقد يصيب البالغين أيضًا، معظم الحالات متوسطة الخطورة وتسبب أعراضًا شبيهة بالزكام. تسبب عدوى الفيروس التنفسي المخلوي شديدة الخطورة ذات الرئة والتهاب القصبات، يساعد غسل اليدين وإجراءات النظافة الأخرى على منع انتقال الفيروس.
ما الفيروس التنفسي المخلوي؟
الفيروس التّنفسي المخلوي فيروس شائع يصيب الجهاز التنفسي، ويخمج الرئتين والقصبات، إنه أحد أشيع أسباب المرض لدى الأطفال، إذ يصيب معظم الأطفال بعمر سنتين، وقد يصيب البالغين أيضًا.
يعاني معظم الأطفال الأصحاء والبالغين الأكبر سنًا المصابين بعدوى الفيروس التنفسي المخلوي حالةً خفيفة وأعراضًا شبيهة بالزكام، ويحتاجون عادةً إلى الراحة فقط.
قد تسبب عدوى الفيروس التنفسي المخلوي الشديدة ذات الرئة والتهاب القصبات، وقد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى. أكثر الأشخاص عرضةً للإصابة بالفيروس التنفسي المخلوي هم الأطفال الرضع والبالغين الأكبر من 65 سنة، والأشخاص الذين يعانون أمراضًا في القلب والرئتين وضعفًا في الجهاز المناعي، إذ قد يزيد الفيروس التنفسي المخلوي أمراض القلب والرئتين سوءًا عند المصابين بها.
هل الفيروس التنفسي المخلوي مُعدٍ؟ وكيف ينتقل؟ وإلى متى تستمر الإصابة؟
نعم، الفيروس التّنفسي المخلوي شديد العدوى، خصوصًا في الأيام 3-7 بعد بدء الأعراض. قد يظل بعض الأطفال والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة ناقلين للعدوى مدة أربعة أسابيع كاملة.
ينتقل الفيروس بالاتصال المباشر، عندما يعطس المصاب أو يسعل ينتشر الفيروس في الهواء ويدخل الجسم عبر العينين أو الأنف أو الفم، ينتقل أيضًا بلمس الأشياء الملوثة بالفيروس ثم لمس الوجه، قد يعيش الفيروس التنفسي المخلوي على السطوح الصلبة عدة ساعات.
ما مدى شيوع عدوى الفيروس التنفسي المخلوي؟
يُصاب معظم الأطفال بعدوى الفيروس التنفسي المخلوي قبل عمر سنتين، تنتشر العدوى بسهولة بين الأطفال الصغار بسبب الاتصال المباشر مع الأطفال المصابين بالعدوى عند مشاركة ألعابهم، واللمس الدائم للأشياء الملوثة بالفيروس، يحتاج 57000 طفل تقريبًا تحت سن الخامسة إلى دخول المستشفى سنويًا بسبب عدوى الفيروس التنفسي المخلوي في الولايات المتحدة.
يحتاج قرابة 177000 بالغ سنويًا إلى دخول المستشفى بسبب عدوى الفيروس التنفسي المخلوي، ويموت قرابة 14000 بالغ سنويًا.
هل عدوى الفيروس التنفسي المخلوي مرض موسمي؟
نعم، عدوى الفيروس التنفسي المخلوى مرض موسمي كالزكام، يحدث في أغلب مناطق الولايات المتحدة من أواخر الخريف حتى بداية الربيع.
من يُصاب بعدوى الفيروس التنفسي المخلوي؟
يصيب الفيروس التّنفسي المخلوي غالبًا الأطفال مرة واحدة على الأقل قبل عمر سنتين، غالبًا يسبب هذا الفيروس أعراضًا شبيهة بالزكام الخفيف، قد تصبح العدوى أكثر خطورة عند بعض الأطفال والبالغين.
الأطفال والبالغون الأكثر عرضة للإصابة بعدوى الفيروس التنفسي المخلوي هم:
- الأطفال الخدج، لأن الرئة لم تنضج بعد.
- الأطفال تحت سن 6 أشهر.
- الأطفال المصابون بأمراض القلب والرئة الخلقية.
- الأطفال والبالغون الذين يعانون ضعفًا في أجهزتهم المناعية، مثل من خضعوا لعملية نقل أعضاء والخاضعين لعلاج كيميائي.
- الأطفال الذين يعانون صعوبةً في البلع أو إخراج المخاط من الأنف.
- البالغون بعمر 65 سنة وأكثر.
- البالغون المصابون بأمراض القلب والرئتين، كقصور القلب الاحتقاني وداء الانسداد الرئوي المزمن والربو.
ما أعراض الإصابة عند الأطفال؟
تشمل أعراض عدوى الفيروس التنفسي المخلوي الشائعة عند الأطفال:
- سيلان الأنف.
- نقص الشهية.
- السعال والعطاس.
- الحمى، حرارة أعلى من 37.7 مئوية، وقد لا يعاني الطفل حرارة.
تشمل أعراض العدوى عند الأطفال الأصغر:
- التهيج.
- انخفاض النشاط، تعب أكثر من الطبيعي.
- نقص الشهية.
- نوبات انقطاع النفس.
تشمل أعراض عدوى الفيروس التنفسي المخلوي الشديدة عند الأطفال:
- قصر التنفس وسرعته.
- اتساع فتحتي الأنف مع التنفس.
- التنفس البطني، يأخذ تجويف الصدر شكل الحرف V مقلوبًا.
- زرقة الشفتين والفم والأظفار.
- أزيز، قد يشير إلى الإصابة بذات الرئة أو التهاب القصبات.
- ضعف الشهية.
ما أعراض عدوى الفيروس التنفسي المخلوي عند الأطفال الأكبر سنًا والبالغين؟
يعاني معظم البالغين والأطفال الأكبر سنًا أعراضًا متوسطة أو خفيفة أو لا يعانون أعراضًا. تشمل أعراض عدوى الفيروس التنفسي المخلوي الشائعة أعراضًا تشبه الزكام:
- سيلان الأنف.
- احتقان.
- صداع خفيف.
- التهاب الحلق.
- حمى.
- سعال.
- إرهاق.
ما الحالات الخطيرة التي قد يسببها الفيروس التنفسي المخلوي؟
تشمل الحالات الخطيرة التي قد يسببها الفيروس التنفسي المخلوي:
- ذات الرئة أو التهاب القصبات.
- تدهور الأعراض عند المصابين بأمراض مثل داء الانسداد الرئوي المزمن والربو وفشل القلب الاحتقاني.
كيف تُشخَّص عدوى الفيروس التنفسي المخلوي؟
يسأل الطبيب عن التاريخ المرضي وعن الأعراض المرافقة للمرض، يشمل الفحص الاستماع إلى الصدر وقياس الأكسجة بواسطة جهاز مراقبة بسيط يوضع على الإصبع. قد يطلب تحليلًا للدم لتحري علامات العدوى، مثل زيادة غير طبيعية في عدد كريات الدم البيضاء، أو مسحة أنفية للبحث عن وجود فيروسات.
قد يطلب تصويرًا شعاعيًا -صورة شعاعية بسيطة أو تصوير طبقي محوري- عند الاشتباه بوجود مرض شديد، لفحص الرئتين.
كيف تُعالَج عدوى الفيروس التنفسي المخلوي؟
العلاجات الدوائية غير ضرورية عادةً في حالة الأعراض الخفيفة، إذ تُشفى العدوى تلقائيًا خلال أسبوع أو أسبوعين، لا تُستخدم المضادات الحيوية لعلاج العدوى الفيروسية كعدوى الفيروس التنفسي المخلوي، توصف المضادات الحيوية إذا أظهرت الاختبارات الإصابة بذات رئة جرثومية أو عدوى جرثومية أخرى.
قد يحتاج بعض الأطفال الذين يطورون التهاب قصبات إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج بالأكسجين، قد يحتاج الطفل إلى تسريب سوائل وريدية للحفاظ على الإماهة إذا كان لا يستطيع الشرب بسبب تسارع التنفس. يحتاج الأطفال المصابون بالعدوى في حالجات نادرة إلى جهاز تنفس اصطناعي لمساعدتهم على التنفس، يحتاج 3% فقط من الأطفال البقاء في المستشفى، ويستطيع معظم الأطفال مغادرة المستشفى في غضون يومين أو ثلاثة.
يحتاج البالغون الأكبر سنًا إلى دخول المستشفى، خصوصًا من لديهم ضعف في الجهاز المناعي، إذا كانت عدوى الفيروس التنفسي المخلوي شديدة، إذ يزودهم المستشفى بالأكسجين أو جهاز التنفس الاصطناعي لمساعدتهم على التنفس، ويوفر تسريب السوائل الوريدي للحفاظ على الإماهة.
هل يتوفر لقاح للوقاية من عدوى الفيروس التنفسي المخلوي ؟
لا يتوفر لقاح لفيروس التنفسي المخلوي حتى الآن، لكن العلماء يعملون على تطويره.
هل يوجد علاج لعدوى الفيروس التنفسي المخلوي؟
لا يتوفر علاج لعدوى الفيروس التنفسي المخلوي حاليًا. يواصل العلماء أبحاثهم حول الفيروس وطرق الوقاية من العدوى وتحسين علاجات الحالات الشديدة.
ما عقار باليفيزوماب؟
باليفيزوماب دواء مُصدّق للوقاية من عدوى الفيروس التنفسي المخلوي الشديدة عند الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض الشديدة. لا يعالج الدواء عدوى الفيروس التنفسي المخلوي. يُعطى بشكل حُقن شهريًا خلال موسم الإصابة بعدوى الفيروس التنفسي المخلوي. استشر مقدم الرعاية الصحية عن استخدام باليفيزوماب لوقاية طفلك من العدوى.
هل تتكرر الإصابة بعدوى الفيروس التنفسي المخلوي عند بالغ أو طفل عانى العدوى سابقًا؟
تشكل أجسامنا أحيانًا مناعة تجاه بعض الفيروسات التي نُصاب بها، ما يعني عدم تكرر الإصابة بالعدوى مدةً زمنية محددة أو دائمًا، هذا لا ينطبق في حالة عدوى الفيروس التنفسي المخلوي، إذ قد تتكرر الإصابة بعدوى الفيروس التنفسي المخلوي عند البالغ أو الطفل أكثر من مرة خلال الحياة أو حتى خلال موسم عدوى واحد.
الجيد في الأمر أن شدة العدوى اللاحقة أقل من العدوى الأولى، مع ذلك قد تكون العدوى اللاحقة أخطر إذا كان المريض من كبار السن أو يعاني ضعفًا في الجهاز المناعي أو مرض قلبي أو رئوي مزمن.
ما طرق الوقاية من عدوى الفيروس التنفسي المخلوي؟ وكيف نمنع انتشارها بعد الإصابة بها؟
يمكن الالتزام بإجراءات الوقاية ذاتها التي يُنصح بها للوقاية من الزكام ونزلات البرد والأمراض المعدية الأخرى:
- اغسل يديك باستمرار: اغسلها مدة 20 ثانية، استخدم مطهر اليدين الكحولي الذي يحتوي على الأقل 60% كحول حال عدم توفر الصابون والماء. المطهرات الكحولية جيدة للأطفال الصغار الذين قد لا يستطيعون غسل اليدين بطريقة صحيحة.
- تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك لمنع انتقال الفيروسات من اليدين.
- غطّ فمك وأنفك بمنديل عند العطاس والسعال، أو اعطس واسعل في مرفقك، ارمِ المنديل في القمامة واغسل يديك، لا تسعل أو تعطس على يديك.
- تجنب التواصل القريب -أقل من مترين- مع المصابين بعدوى الفيروس التنفسي المخلوي أو الزكام أو السعال أو المرضى عمومًا. التزم البقاء في المنزل عند المرض.
- لا تشارك الأكواب أو الألعاب أو الزجاجات أو أي أشياء أخرى؛ قد تعيش الفيروسات على هذه السطوح عدة ساعات ثم تنتقل إلى يديك.
- إذا كنت عرضة للمرض أو جهازك المناعي ضعيف، تجنب أماكن التجمع المزدحمة.
- كرر تنظيف السطوح التي تلمسها باستمرار -مثل مقابض الأبواب والمناضد- بمطهر قاتل للجراثيم.
تعليمات إضافية خاصة بالأطفال:
- أبقِ طفلك في المنزل عند مرضه أو مرض أحد الأطفال في دار الحضانة.
- حاول تحديد مدة بقاء طفلك في دار الحضانة، وتقليل اختلاطه بعدد كبير من الأطفال في موسم عدوى الفيروس التنفسي المخلوي، خاصةً إذا كان طفلك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
- اغسل الألعاب تكرارًا.
كيف أساعد طفلي المصاب على التحسن في المنزل؟
- لا تسمح لأحد بالتدخين بالقرب من طفلك أو في بيتك، قد يسبب ذلك صعوبةً في التنفس.
- جرب استعمال بخاخ رذاذ بارد لتلطيف الطريق التنفسي الجاف إذا وصفه الطبيب، يجب تجنب مبخر الهواء الساخن لأنه يسبب الحروق.
- احرص على إعطاء طفلك كمية وافرة من السوائل، كحليب الثدي أو حليب الأطفال، والعصير والماء للأطفال الأكبر سنًا. يحوي حليب الثدي أضدادًا تساعد على مقاومة العدوى.
- يُعطى الأطفال بعمر أكبر من ستة أشهر أسيتامينوفين أو إيبوبروفين في حالة الحمى، لا تعط الطفل أسبيرين إذ يسبب متلازمة راي.
- استعمل قطرة أنفية من محلول ملحي لإذابة المخاط في الأنف.
- نظف أنف الطفل باستمرار إذا كان صغيرًا، اسحب المخاط من أنفه بلطف.
- دع الطفل ينال قسطًا وافرًا من الراحة.
- أعطِ الطفل الأدوية التي يصفها طبيب الأطفال.
التوقعات
معظم حالات العدوى بالفيروس التنفسي المخلوي خفيفة أو تسبب أعراضًا شبيهة بالزكام، يُصاب كل الأطفال تقريبًا تحت سن السنتين بالفيروس.
لا تتطلب معظم حالات العدوى بالفيروس التنفسي المخلوي عند البالغين والأطفال الأصحاء علاجًا، قد يطوّر الرضع والبالغون الأكبر سنًا الأكثر عرضة للإصابة بعدوى الفيروس التنفسي المخلوي الشديدة ذات الرئة أو التهاب القصبات، أو قد يعانون تدهورًا في أمراض القلب والرئتين الموجودة بالفعل، وقد يحتاجون إلى دخول المستشفى.
يمكن منع انتشار عدوى الفيروس التنفسي المخلوي بالتزام إجراءات الوقاية وتعليمات النظافة المعروفة.
تواصل فورًا مع مقدم الرعاية الصحية أو توجّه إلى الطوارئ حال وجود مشكلات تنفسية أو حمى شديدة أو أعراض مثيرة للقلق.
متى اتصل بمقدم الرعاية الصحية؟
اتصل بمقدم الرعاية الصحية إذا ظهرت الأعراض التالية لدى البالغين أو الأطفال:
- حمى، حرارة أعلى من 37.7 مئوية.
- استمرار الحمى أكثر من يومين.
- تلون اللسان أو الشفاه أو البشرة بلون رمادي أو أزرق.
- صعوبة التنفس.
- أعراض زكام شديد.
تشمل الأعراض الإضافية التي تجب ملاحظتها عند الأطفال الأصغر سنًا:
- تهيج شديد، وانخفاض اليقظة أو الانتباه.
- جفاف، تشمل العلامات عدم التبول خلال 8 ساعات، جفاف الفم أو بكاء دون دموع.
- سعال مستمر.
- ضعف الشهية.
اقرأ أيضًا:
ليست كل الأمراض الجرثومية والفيروسية معدية! تعرف على بعض منها
ترجمة: نغم سمعان
تدقيق: أكرم محيي الدين