أظهر بحث جديد أجرته جامعة أوكلاند أن الأحداث المؤذية التي تحدث في الطفولة قد تؤثر في صحتك مدى الحياة.
تشير الأبحاث إلى أن اضطراب الصحة النفسية في نيوزيلندا أكثر انتشارًا بثلاثة أضعاف تقريبًا بين الناس الذين عانوا أربعة أحداث طفولية سلبية أو أكثر، مقارنةً بمن لم يعانوا أيًا منها.
شملت الدراسة ثمانية أنواع من المِحن في مرحلة الطفولة: الإساءة العاطفية أو البدنية أو الجنسية، ووجود العنف في أثناء التنشئة في المنزل، وإساءة استخدام المخدرات، والمرض النفسي، والطلاق، أو تعرض أحد أفراد الأسرة للسجن.
تقول الأستاذة جانيت فانسلو، من كلية العلوم الطبية والصحية: «قد تؤثر الضغوط في مرحلة الطفولة تأثيرًا كبيرًا على صحتنا مدى الحياة».
تمتد الآثار عبر المجتمع ما يخلق عبئًا كبيرًا على الأسرة، إضافةً إلى تأثيرها في الخدمات الصحية والاقتصاد
تشير الدراسة إلى أن المعاناة حتى من نوع واحد فقط من مِحن الطفولة، مثل وجود أحد أفراد الأسرة في السجن أو مشاهدة العنف بين الأشخاص في المنزل، ترتبط بزيادة خطر تدهور الصحة النفسية.
يرتبط التعرض لاثنين أو أكثر من هذه العوامل بارتفاع احتمال الإعاقة، ويرتبط التعرض لأربعة أو أكثر منها بمشكلات صحية مزمنة.
وفقًا للباحثين بقيادة الدكتور «لادان هاشمي»، ترتبط زيادة خطر حدوث المشكلات الصحية مثل أمراض القلب أو الربو بأنواع محددة من الأحداث السلبية.
حلل العلماء 2888 ردًا على استبيان حول العنف الأسري في نيوزيلندا عام 2019، أُجري في وايكاتو ونورثلاند وأوكلاند.
ارتفعت احتمالية الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الذين عانوا الاعتداء العاطفي أو الجنسي، أو الذين شهدوا عنفًا بين الأشخاص، أو الذين ينتمون إلى أسرة يتعاطى أفرادها المخدرات.
وازدادت احتمالات الإصابة بالربو في حالة تعاطي المخدرات أو من يعانون مرضًا نفسيًا أو حالة طلاق في الأسرة.
تُظهر الأبحاث تأثير المحن في مرحلة الطفولة على النمو العصبي والهرموني، ومسارات الالتهاب، والقدرات المعرفية والاجتماعية والعاطفية، والميل إلى سلوكيات خطرة مثل التدخين أو تعاطي المخدرات.
لا تفسر العوامل الاجتماعية والاقتصادية الارتباطات بالكامل في الدراسة النيوزلندية.
جاء في البحث: «السياسات والبرامج الرامية إلى التصدي لفقر الأطفال مهمة بحد ذاتها، لكنها لا تخفف بالكامل من أثر التجارب الضارة في مرحلة الطفولة».
نحو 45٪ من الأشخاص في الدراسة لم يبلغوا عن أي أحداث سلبية في مرحلة الطفولة.
شهدت الأغلبية حدثًا واحدًا على الأقل، وأبلغ نحو الثلث عن أكثر من حدث.
في الدراسة، وُصفت الصحة العقلية للشخص بأنها سيئة إذا شُخِّص بأنه يعاني حالة طويلة الأمد، أو إذا تناول حديثًا مضادات الاكتئاب أو الأدوية المنومة.
نُشر البحث بعنوان «استكشاف العبء الصحي لتجارب الطفولة السلبية المتراكمة والمتنوعة في نيوزيلندا: نتائج دراسة قائمة على السكان»، في مجلة إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم.
كتب الأكاديميون أن النتائج «يجب أن توفر حافزًا لإنشاء مبادرات وقاية وتدخّل واسعة النطاق». نحن بحاجة إلى استراتيجيات تعالج أوجه التفاوت الاجتماعي والاقتصادي، مع أنها لا تخفف من حدة آثار التجارب الضارة في مرحلة الطفولة بالكامل.
اقرأ أيضًا:
كيف تؤثر الصحة النفسية في الصحة الجسدية
كيف تؤثر العزلة في الصحة النفسية؟
ترجمة: هبة علي
تدقيق :وسام عمارة