جرعة الحُب، كلمة تبدو للوهلة الأولى كأداة لحبكة في طبعة سيئة من فيلم هاري بوتر. إلا أن دراسة تدّعي أنها طوّرت أوكسيوسين على شكل رذاذ “سبراي” بإمكانه جعل المرأة تعتقد بأن شريكها أكثر جاذبية بنسبة 15%.

هرمون الاوكسيتوسين عقار الحب الخاص بالجسم. في حين أنه في أغلب الأحيان يلعب دورًا بالارتباط الخاص بالأمومة والعناق؛ إلا أن هذا الهرمون معروف أيضًا بارتباطه بالنشوة الجنسية والثقة بين الناس والتخلّص من الشعور بالانعزال الاجتماعي. وكذلك فإن قدرته على تغيير السلوك البشري قوية للغاية، فلقد قام العلماء مسبقًا بمقارنته بالكحول والقنب المخدر (الحشيش).

لذلك وفي محاولة لفهم هذا الهرمون أكثر، قام مجموعة من الباحثين في جامعة بون في ألمانيا بالبحث عن الكيفية التي يؤثر الاوكستوسين كمادة كيميائية على المدى الذي تجد فيه النساء بعض الرجال جذابون جنسيًا.

في تجربتهم، قام الباحثون بجمع 40 امرأة في العشرينيات من العمر، وكل منهن كانت مغرمة تمامًا بشريكها. نصف هؤلاء النساء تمّ إعطاءهن دواءًا وهميًا، في حين قام النصف الآخر باستنشاق مادة الساينتوسينون (syntocinon) الشكل الصناعي من هرمون الاوكسيتوسين. ومن ثم تم التبادل بين مجموعتي البحث؛ حيث تمّ إعطاء الساينتوسينون للاتي أخذن الدواء الوهمي والعكس بالعكس.

وبعد هذه التجارب، تم عرض صورة الشريك مع مجموعة من الصور الخاصة برجال آخرين، وطُلب منهن إعطاء علامة لمستوى جاذبية الرجال المجودين بالصور.

أظهرت النتائج قفزة في المعدّل لدى النساء اللاتي تعرّضن للساينتوسينون عن طريق الأنف، حيث وجدن شريكهن أكثر جاذبية بنسبة 15%. ومن المثير للاهتمام أن نتائج النساء اللواتي أخذن حبوب منع حمل لم تتغيّرعلى الرغم من أن الأسباب غير معروفة.

ولقد قامت جامعة بون بتجربة مماثلة لهذه التجربة في عام 2013 والتي بدلًا من ذلك قامت باختبار تأثير الاوكسيتوسين الصناعي على الرجال. نتائج هذه التجارب كانت متشابهة بشكل كبير، حيث زاد تأثير الاوكسيتوسين على المدى الذي يجد فيه الرجال شريكاتهم جذابات جنسيًا. كما استخدمت هذه الدراسة أيضًا التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي للبحث في النشاط الدماغي، والتي كشفت أن الرجال الذين أخذوا الاوكستوسين كان قد ارتفع نشاط نظام المكافأة لديهم عند عرض صور شريكاتهم، الأمر الذي قد يفسّر النتائج. حيث أن هذه العلاقة بين كل من الاوكسيتوسين والشريك الغرامي ونظام المكافأة في دماغ واحد؛ من المرجّح أن تكون هي نفسها عند كل من الجنسين وفقًا للباحثين.

فهمنا للاوكسيتوسين لا يزال في مراحله الأولى. فعلى الرغم من وجود الكثير من الدراسات التي تبيّن آثاره الخارقة: بدءًا من خفض نسبة القلق وزيادة الشهية ومساعدة المصابين بالتوحّد؛ إلا أن بعضًا من آثاره تم التشكيك بها. ولكن علينا القول أنه ليس هنالك شكّ أن له دور رائع في حياتنا الاجتماعية.


 

المصدر