في الآونة الأخيرة وبسبب البعوض ظهر لنا ما يُسمّى بفايروس زيكا، الذي بدوره أدّى إلى ارتفاع عدد الوفيات، والتشوّهات الخلقية، وبالرغم من ذلك فإن هذا ليس كل شي قامت به البعوضة؛ فقد اشتهرت من قبل بنقل أمراض أخرى مثل: حمى الضنك، والحمى الصفراء، وداء الفيل، وبالتأكيد مرض الملاريا الذي يقتل بدوره حوالي نصف مليون إنسان أو أكثر سنويًا (حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية)، والذي يعتبر أكثر مرض مدمّر ينتقل بالبعوض على الإطلاق.

ولم يقتصر تأثير البعوض هنا فقط، فحتى منتصف القرن العشرين شارك البعوض في الكثير من الحروب العالمية الكبرى، وكان يحصد أرواح أكثر مما تحصد الحرب نفسها، كما قال جون ماكنيل (McNeillJohn ) بروفيسور التاريخ في جامعة جورج تاون ومؤلّف كتاب “امبراطورية البعوض” (Mosquito Empires).

ففي الحرب العالمية الثانية، كان للجيش الأمريكي الكفّة العليا ضد عدوّه الياباني بسبب الملاريا، وفقًا لكلام جوردن باترسون (Gordon Patterson) مؤلف كتاب حروب البعوض وبروفيسور التاريخ في معهد فلوريدا للتكنولوجيا. وقال أيضًا: «علاقتنا مع البعوض علاقة فريدة، فقد تعلّم البعوض كيف يصبح جزءًا من عاداتنا ومنازلنا».

فما هي أنواع البعوضات التي غيّرت التاريخ؟

إنها أنثى البعوضة الأنفولية (Anopheles) الناقلة لمرض الملاريا، التي يكثر نشاطها في الليل. وأنثى بعوضة الزاعجة المصرية (Aedes Aegypti) الناقلة لمرض الحمّى الصفراء، وحمّى الضنك، وداء الفيل، وزيكا، التي يكثر نشاطها في النهار.

ويكمن التحدي اليوم في محاربة البعوض باستخدام المكيفات الهوائية في المنازل، وتصفية مياة الصهاريج، وردم الآبار التي يتربى عليها البعوض، كما أظهرت الناموسية تأثيرها القوي في التقليل من الإصابات.


 

المصدر