عاجل: علماء في بريطانيا يحصلون على رخصة لتعديل الجينات في الأجنة البشرية

 

سُمح لفريق العمل في معهد فرانسيس كريك (Francis Crick Institute) باستخدام تكنولوجيا CRISPR-Cas9 على الأجنة في مراحل النمو المبكرة للجنين.

 

وأعلنت هيئة تنظيم الخصوبة في المملكة المتحدة أنه قد تم منح علماء في لندن الصلاحيات لتعديل التركيبة الجينية للأجنة البشرية، أي التحكم بالحمض النووي لدى الأجنة، وذلك لأغراض بحثية. هذه الصلاحية التي منحت من قبل هيئة التخصيب البشرية في بريطانيا وهيئة علم الأجنة (HFEA) تعتبر بمثابة أول اعتراف في العالم من قبل إدارة هيئة التنظيم الوطنية حول هذا الموضوع.

و يقول جورج دالي(George Daley)،  والذي يعمل في مستشفى للأطفال في بوسطن: «إن خطوة هيئة علم الأجنة هذه ستكون سابقة لها أثر مستقبلي علىالسماح لهذا النوع من الأبحاث بالمضي قدمًا».

 

الهيئة كانت قد وافقت على طلب عالمة الأحياء التطورية كاثي نياكان، في معهد كريك فرنسيس في لندن، لاستخدام تقنية تعديل الجينوم CRISPR Cas9 في الأجنة البشرية السليمة؛ يهتم فريق الباحثة في التطور المبكر للجنين، ويأملبتغيير الجينات التي تنشط في الأيام القليلة الأولى بعد الإخصاب. سيوقف الباحثون التجربة بعد سبعة أيام، وسيتم بعد ذلك التخلص من الأجنة.

بإمكانالتعديلات الوراثيةأن تساعد الباحثين على تطوير علاجات للعقم، ولكنها لن تشكل أساس العلاج.

 

ويقول روبن لوفيل بادج(Robin Lovell-Badge) ، عالم أحياء تطورية في معهد كريك، أن قرار HFEA سوف يشجع الباحثين الآخرين الذين يأملون في تعديل جينوم الأجنة البشرية. وكان قد سمع من علماء آخرين بأنهم يرغبون في متابعة الأبحاث على تعديل الأجنة، ويتوقع المزيد من الطلبات. ويستطرد: «هذا القرار سيعطي العلماء في بلدان أخرى الثقة إما لتقديم الطلب لهيئات التنظيم الوطنية، أو السير قدمًا ومتابعة البحث».

 

 

جينات التطور

 

وسبق أن تم منح هذا الترخيص لإجراء بحث باستخدام الأجنة البشرية السليمة التي يتم التبرع بها من قبل المريض الذي خضع للتخصيب في المختبر (IVF)، ولكن في سبتمبر من العام الماضي، أعلن الفريق أنه قد قدم طلبه بإجراء تعديل الجينوم على هذه الأجنة -بعد خمسة أشهر من قيام باحثين في الصين باستخدام  CRISPR-Cas9 لتعديل جينوم الأجنة البشرية غير القابلة للحياة والتطور، والتي أثارت ضجيجًا حول كيفية وضع حد لتعديل الجينات في الأجنة البشرية.

 

ستشمل التجربة الأولى عرقلة نشاط جين «المنظم الرئيسي»أو OCT4، المعروف أيضا باسم POU5F1، والذي يَنشط في الخلايا التي تقوم بتشكيل الجنين. (خلايا أخرى في الجنين تقوم بتشكيل المشيمة). يأمل فريق الباحثة بإنهاء تجارب أنبوب الاختبار في غضون أسبوع من الإخصاب، بعد أن تنتقل البويضة المخصّبة إلى مرحلة الكيسة الأريمية) إحدى المراحل المبكرة لتطور الجنين( لتحتوي على ما يصل إلى 256 خلية.

 

Kathy Niakan.

Kathy Niakan.

 

 

وقال كريك بول(Crick Paul) في بيان: «البحوث المقترحة مهمة لفهم كيفية تطور الجنين البشري السليم، وستعزز من فهمنا لمعدلات نجاح عمليات التلقيح الصناعي، وذلك من خلال النظر في أقرب مرحلة من مراحل تطور الإنسان». مجلس أخلاقيات البحوث المحلي بحاجة الآن إلى الموافقة على أبحاث هذا الفريق، حيث أنه لا يمكن البدء في التجربة قبل منح هذه الموافقة.

 

التأثير الدولي

تقول سارة تشان (Sarah Chan) باحثة في أخلاقيات الطب الحيوي في جامعة إدنبرة (Edinburgh): «سوف يتردد صدى هذا القرار خارج المملكة المتحدة، أعتقد أن هذا سيكون مثالًا جيدًا للبلدان التي تضع التحكم بهذه التكنولوجيا في عين الاعتبار. يمكن أن يكون لنا نظام تحكم جيد قادر علىالتمييز بين البحث والاستنساخ».

 

و يبقى تغيير التركيبة الجينية للأجنة بهدف تكوين طفل غير قانوني في المملكة المتحدة، لكن الباحثون يقولون أن قرار السماح هذا سيثري النقاش حول تنفيذ تعديل الجينات في الأجنة للاستخدامات العلاجية ضمن العيادات.

 

ويضيف جورج دالي، أن هذا النوع من البحوث بوسعه أن يثبت أهميته لفهم العديد من القضايا المعقدة المتعلقة بتعديل السلالة الجرثومية.
على الرغم من أن هذا العمل لايهدف بشكل صريح إلى التطبيق في العيادات و المشافي، فقد يحيطنا علمًا بالمخاطر المحتملة المرتبطة بالتطبيق السريري.


إعداد: هنا موسى الخياط
تدقيق: جورج نعوس

مصدر