قد تستغرب الأمر، ولكن يمكن للمثانة عند الشخص البالغ أن تحبس ما يعادل نصف اللتر (كوبين) من البول قبل أن يشعر بالحاجة إلى التفريغ.

يستطيع الجسم معرفة الكمية هناك، ذلك لأن جدار المثانة مليء بمستقبلات دقيقة ترسل إشارة إلى الدماغ عندما تمتلئ المثانة.

ولحسن الحظ فإن لدى معظمنا القدرة على التحكم بمهمة المثانة، فعندما تصلك تلك الإشارة، تستطيع الاختيار بين أن تريح نفسك على الفور، أو أن تحبس ذلك إلى وقت لاحق لأن الطريق طويل من الأريكة إلى الحمام.

ولكن ما الذي نفعله بجسمنا عندما نحبس كل هذا البول في الداخل؟

عندما تأخذ القرار بأنك مشغول جدًا كي تذهب للحمام حالًا، تقوم العضلة القابضة الاسطوانية في المثانة بالانغلاق بشكل محكم مانعةً البول من التسرب إلى المجرى البولي.

تقوم هذه العضلات بتلك المهمة بشكل ممتاز، إلى أن تجعلها تقوم بذلك بشكل متكرر لفترات طويلة، كما لو أنك سائق شاحنة وتقوم بحبس حاجتك طوال رحلاتك الطويلة مرات عدة في الأسبوع.

إذا كنت معتادًا على حبس حاجتك للتبول منذ زمن، فإنك تعرض نفسك لتأثيرات جدية طويلة الأمد، بالإضافة إلى خطر الإصابة بالتهاب؛ إن الامتناع عن التبول بشكل متكرر لفترات طويلة يضعف عضلات المثانة، ما يمكن أن يسبب احتباس البول -تلك الحالة الرهيبة من عدم القدرة على تفريغ كامل ما في المثانة، ما يعني أن تقوم بالتبول مرات أكثر.

إن حبس البول لفترات طويلة قد يعرض الجسم أيضًا إلى بكتيريا مؤذية، ما يزيد من احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية (UTI) أو التهابات المثانة.

إن كل ما ذكر يعتبر سيئًا، إنما لا يصل إلى مرحلة تهديد الحياة! أليس كذلك؟

خذ مثلًا تيكو براهي (Tycho Brahe): خيميائي وفلكي دنماركي من ستينات القرن الماضي.

كان براهي عالمًا رائعًا، يشارك في المؤلفات العلمية في كل شيء من السوبرنوفا، المذنبات، ومدارات الكواكب.

لقد أنهى براهي مبارزة بينه وبين زميل نبيل حول مشروعية معادلة رياضية، وبما أنهما اختارا المبارزة في الظلام، انتهى به الأمر أن فقد جسر أنفه كاملًا لبقية حياته، فاتخذ أنفًا يُعتقد أنه من الذهب أو الفضة على وجهه كبديل.

رغم كل هذا، كان سبب موته حتى أكثر غرابة، لقد ذكر أنه كان يرفض ترك المأدبة للذهاب إلى الحمام معتبرًا أن ذلك لا يليق بالآداب العامة، ومرة عاد إلى منزله ليجد نفسه غير قادر على التبول مطلقًا، ثم دخل في حالة من الهلوسة… وتوفي بعدها بسبب انفجار مثانته بالكامل.

الخبر الجيد في الأمر أن مثانة براهي لم تكن كالباقي -في معظم الحالات المشابهة يبلل الشخص نفسه قبل حصول أي شيء كانفجار المثانة، وإذا حصل انفجار المثانة فإن ذلك يكمن في كون المثانة نفسها متلفة لسببٍ ما، أو في بعض الحالات التي يكون الشخص فيها ثملًا، فإن انفجار المثانة يحدث لعدم تنبه الشخص نفسه إلى الإشارات التي يرسلها دماغه بحاجته إلى التبول.