الباربيتورات أحد أنواع الأدوية المستخدمة منذ حوالي 150 عاماً. شاع استخدامها منذ بدايات القرن العشرين حتى عام 1970، إذ تعد كل من اضطرابات النوم والقلق أشيع استخداماتها.
تملك الباربيتورات تأثيرًا مثبطًا على دماغ الإنسان، إذ تزيد من فعالية حمض غاما أمينوبوتيريك في الدماغ، وهي مادة كيميائية تؤدي تأثيرًا مهدئًا ومسكنًا في الجهاز العصبي.
قد يكون للباربيتورات تأثيرات قصيرة أو طويلة المدى، ويعتمد هذا اعتمادًا أساسيًا على نوع الدواء المستخدم.
قد تسبب الباربيتورات الإدمان، إذ قد يؤدي استخدامها المستمر إلى اعتماد المرء عليها، ما يجعله بحاجة إلى زيادة الجرعة للحصول على التأثيرات ذاتها. إضافةً إلى ذلك، قد يؤدي التوقف عن تناول الباربيتورات على نحو مفاجئ وغير تدريجي إلى ظهور أعراض متلازمة السحب.
إن أخذ كميات متزايدة وكبيرة من الباربيتورات أمر خطير، نظرًا لإمكانية مضاعفات خطيرة نتيجة الجرعات المفرطة. لهذا السبب، يتجنب الأطباء وصفها لمرضاهم قدر الإمكان في وقتنا الحالي.
ما هي استخدامات الباربيتورات؟
تستخدم الباربيتورات في وقتنا الحالي لكل مما يلي:
- القلق والتوتر، وتسكين الآلام التالية للعمليات الجراحية إن لم تبدِ الأدوية الأخرى فعالية كافية.
- نوبات الصرع، وذلك إن لم تكن الأدوية الأخرى كافية.
- الصداع التوتري.
- إصابات الدماغ الرضية.
- الأرق، في حالات خاصة.
وقد يستخدم الأطباء أحيانًا الباربيتورات أدوية تخدير.
بعض الأمثلة عن أدوية الباربيتورات
تتوفر الباربيتورات في عدة أشكال مثل الإبر، والشراب، والحبوب، والكبسولات أيضًا. توجد هذه الأدوية إضافة إلى ذلك بتراكيز وتركيبات مختلفة. تمثل كل من الميثوهيكسيتال، والبنتوباربيتال، والفينوباربيتال، والبريميدون أكثر الباربيتورات شيوعًا.
ما هي التأثيرات الجانبية المحتملة للباربيتورات؟
تتمثل أشيع الأعراض الجانبية للباربيتورات في كل من الدوار والنعاس. وقد تشكل ممارسة الأشخاص الذين يأخذون الباربيتورات للأنشطة التي تتطلب التركيز، مثل قيادة السيارة، خطرًا كبيرًا على حياتهم.
تتصف بعض الأعراض الجانبية مع ندرتها بخطورتها العالية، التي تتضمن:
- صعوبات التنفس، أو آلام صدرية، أو ضيق التنفس.
- الطفح الجلدي.
- الحمى.
- آلام المفاصل.
- تورم الوجه، أو الشفاه، أو الحلق.
- النزف أو التكدم غير المبرر.
قد تتضمن الأعراض الجانبية المحتملة الأخرى كلًا من:
- الصداع.
- الارتباك والحيرة.
- التهيج وسرعة الانفعال.
- القلق والخوف.
- الاكتئاب.
- اضطرابات النوم.
- انخفاض ضغط الدم.
- الغثيان.
- الإقياء.
- صعوبات في الحفاظ على التوازن والحركة.
- صعوبات في الكلام، والتركيز، والذاكرة.
ما هي مخاطر تناول الباربيتورات؟
تراجع استخدام الباربيتورات في هذه الأيام بسبب تطوير العلماء لأدوية جديدة أكثر أمانًا على صحة المرضى، مثل أدوية البنزوديازيبينات.
تفوق مخاطر تناول الباربيتورات فوائدها بكثير. يجب على مقدمي الرعاية الصحية مراقبة المرضى الذين يستخدمون الباربيتورات دائمًا، تفاديًا لحدوث أي أعراض جانبية.
تزيد بعض العوامل من خطر حدوث أعراض جانبية أو تناول جرعات مفرطة من الباربيتورات، وتتضمن كلًا من العمر، والاضطرابات الصحية، وتناول بعض أنواع الأدوية الأخرى.
قد يزيد تناول الباربيتورات من التأثير المهدئ والمسكن للكحول أو غيره من الأدوية التي يتناولها المريض. وتشمل هذه الأدوية:
- الأدوية المضادة للحساسية مثل مضادات الهيستامين.
- الأدوية المسكنة للألم وخاصةً الأفيونية، مثل المورفين والهيدروكودون.
- الأدوية المضادة للقلق واضطرابات النوم مثل البنزوديازيبينات.
- بعض أنواع العقارات المسكنة أو التي تسبب النعاس.
ما تأثير الباربيتورات على الحمل؟
قد يصف الأطباء الباربيتورات في فترة الحمل في الحالات التي تكون فيها الخيارات الدوائية الأخرى محدودة. ويحمل تناول الباربيتورات في أثناء فترة الحمل مخاطر عديدة.
اكتشفت عدد من الدراسات السابقة وجود علاقة بين تناول المرأة للباربيتورات في فترة الحمل والتشوهات الخلقية لدى الجنين. قد يواجه الأطفال الذين تعرضوا للباربيتورات لفترة طويلة في أثناء الحمل مضاعفات ومشاكل في النمو والتطور.
قد يعاني هؤلاء الأطفال أيضًا بعد الولادة من الإدمان على الباربيتورات، وقد يواجهون أيضًا أعراض متلازمة السحب في فترة الطفولة.
أظهرت دراسة أجريت عام 2011 أن تعرض جرذان التجربة حديثي الولادة لعقار الفينوباريبيتال تسبب بمواجهتهم لمشاكل واضطرابات في تطور الدماغ.
أثّر هذا الدواء خاصةً على قدرات التعلم، والذاكرة، وغيرها من الوظائف الحيوية الأساسية.
أعراض متلازمة السحب
لا يجوز توقف المرء عن تناول الباربيتورات على نحو مفاجئ بعدما كان يتناولها باعتياد ويوميًا. قد يتسبب ذلك بحدوث أعراض متلازمة السحب الشديدة، إضافةً إلى خطر الوفاة حتى.
تعتمد شدة المضاعفات على:
- صحة المرء العامة.
- الاضطرابات الصحية الأخرى التي قد يعاني منها المريض.
- الأدوية الأخرى التي قد يتناولها.
يُنصح على ذلك الأشخاص الذين يأخذون الباربيتورات بمراجعة الطبيب المختص قبل إيقاف الدواء.
تتمثل بعض أعراض متلازمة السحب بـ:
- الغثيان والإقياء.
- آلام المعدة.
- الاكتئاب، أو القلق، أو انعدام الراحة.
- صعوبات في النوم والتركيز.
- أمراض ومشاكل قلبية.
- ارتفاع حرارة الجسم.
- نوبات الصرع.
- الرجفان.
- الذهان.
- الهلوسة.
قد يضطر المريض الذي يعاني من أعراض متلازمة السحب الخطيرة إلى دخول المشفى والخضوع للمراقبة حتى يتخلص جسمه من الدواء كليًا، ما قد يستغرق عدة أيام.
ما هي التداخلات الدوائية المحتملة للباربيتورات؟
قد تتداخل الباربيتورات مع بعض الأدوية، مثل:
- الأدوية المضادة للتخثر والمميعة للدم.
- الستيروئيدات القشرية.
- الهرمونات الستيروئيدية مثل البروجسترون، والإستراديون، والإسترون.
- الأشكال الفموية من دواء غريسيوفولفين، وهو مضاد للفطريات.
- المضاد الحيوي الدوكسيسايكلين.
- الأدوية المسكنة، والمنومة، وغيرها من العقاقير التي تهدئ الجهاز العصبي المركزي.
- الكحول، الذي قد يملك تأثيرات مثبطة على الجهاز العصبي المركزي.
- مثبطات الأوكسيداز أحادي الأمين.
- الفينيتوان، وهو دواء لعلاج نوبات الصرع.
لاحظ العلماء أن أكثر حالات التداخلات الدوائية للباربيتورات تحدث بين الأشخاص الذين يأخذون الفينوباربيتال تحديدًا. تبين للباحثين مع ذلك أن الأنواع الأخرى من الباربيتورات قد تتداخل مع العقاقير الأخرى بآلية الفينوباربيتال ذاتها.
قد يقلل تناول الباربيتورات بجانب تلك الأدوية أو مع الكحول من فعاليتها، أو يتسبب باضطرابات ومشاكل أخرى.
هل تترافق الباربيتورات مع أي مشاكل للسلامة الصحية؟
باتت الباربيتورات نادرة الاستخدام في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك للمخاطر التي ترافق استخدامها من الإدمان، والاعتماد، والجرعات المفرطة الزائدة.
تعد الباربيتورات مادة مدرجة ضمن جدول إدارة تدبير ومكافحة المخدرات نظرًا للمخاطر المحتملة عند إساءة استخدامها.
تصنف إدارة تدبير ومكافحة المخدرات الأدوية إلى خمس فئات تتراوح بين التصنيف 1 إلى التصنيف 5. يدل رقم التصنيف على احتمالية إساءة الفرد لاستخدام هذه المادة، إضافة إلى جرعة الاستعمال المسموحة بها.
لا تملك أدوية التصنيف 1 على سبيل المثال جرعة آمنة تسمح بتناولها، وتترافق باحتمالية إساءة استخدام عالية. تتصف أدوية التصنيف 5 من ناحية أخرى بترافقها بخطر إساءة استعمال منخفض.
تشمل أدوية التصنيف 2 البينتوباربيتال، بينما تتضمن أدوية التصنيف 4 الميثوهيكستال والفينوباربيتال.
يستقلب جسم الإنسان مادة البريميدون إلى الفينوباربيتال. يستخدم الدواء السابق مع ذلك لعلاج اضطرابات ونوبات الصرع وليس مدرجًا ضمن تصنيفات إدارة تدبير ومكافحة المخدرات.
يعد شراء أو استخدام الباربيتورات دون وصفة طبية أمرًا غير قانوني. تفرض عقوبات فدرالية وحكومية في الولايات المتحدة على الأشخاص الذين يبيعون الباربيتورات، أو يشترونها، أو يتناولونها بطريقة غير شرعية.
تسببت الوفيات الناتجة عن تناول جرعات زائدة من الباربيتورات بإقرار عدم شرعية استخدامها للعلاج الذاتي ودون وصفة طبية. يزداد خطر الباربيتورات أكثر عند تناولها مع مواد أخرى مثل الكحول، أو الأفيونات، أو البنزوديازيبينات مثل الديازيبام.
يمثل الشراء الالكتروني للباربيتورات أحد الطرق غير الشرعية للحصول عليها. تترافق الأدوية التي تباع الكترونيًا مع خطر أكبر، وذلك نظرًا لاحتمالية تلوثها بمواد أخرى أو انتهاء صلاحيتها.
متى ينبغي على المرء التوجه إلى قسم الطوارئ؟
تتصف الباربيتورات عند تناولها بجرعات مفرطة بخطورتها الكبيرة. إذ تساهم عدد من العوامل في شدة تأثر الفرد بالجرعة الزائدة من هذا العقار.
وتشمل العوامل السابقة كلًا من:
- تناول أدوية أخرى تملك تأثير مثبطة على الدماغ مثل الأفيونات والبنزوديازيبينات.
- الكحول، والذي يعرف بدوره في إبطاء عملية تخلص الجسم من الدواء، ومنه تراكمه في الجسم.
- امتلاك الفرد لتاريخ طبي للإصابة بالاكتئاب، أو الأفكار الانتحارية، أو اضطرابات الصحة النفسية.
- تاريخ طبي للإصابة باضطراب إساءة استخدام العقاقير.
- مشاكل تنفسية مثل الربو، وأمراض الرئة، والنفاخ الرئوي.
- الاضطرابات القلبية.
- أمراض الكلى والكبد، التي قد تؤدي إلى تراكم الدواء في الجسم.
- عمر الفرد، وهو ما قد يؤثر في قابلية تعرضه لأعراض جانبية.
أعراض تناول جرعة زائدة:
ينصح بالاتصال بالطوارئ على الفور عند تناول الشخص أو معارفه جرعة مفرطة من الباربيتورات، وعند ملاحظة أي من الأعراض التالية:
- النعاس الشديد.
- صعوبات في الكلام.
- التعب أو الإرهاق الشديدين.
- تباطؤ التنفس ونبض القلب.
- مشاكل وصعوبات في التوازن والتنسيق.
- الزرقة.
- انخفاض درجة حرارة الجسم.
لا يوجد حتى الآن دواء يعاكس تأثيرات تناول جرعة زائدة من الباربيتورات.
قد يستخدم الفحم المنشط للتخلص من الكميات الزائدة والمتراكمة من الدواء في الجسم. تتمثل بعض الإجراءات الإسعافية الأخرى بتأمين مجرى الهواء، والدوران الدموي، والتنفس.
اقرأ أيضًا:
أعراض الانسحاب: ما الآثار الجسدية والعقلية بعد توقف الشخص عن استخدام مادة ما؟
ديازيبام Diazepam: الاستخدام والجرعة والآثار الجانبية والتحذيرات
ترجمة: رهف وقّاف
تدقيق: وسام صايفي
مراجعة: باسل حميدي
