إن اتباع أنماط حياة غير صحية مثل اتباع نظام غذائي غير صحي وتناول الأطعمة فائقة المعالجة يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري.
حدد باحثون فرنسيون الآن سبعة مضافات غذائية موجودة في الأطعمة فائقة المعالجة التي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري.
يُقدر الباحثون أن حوالي 530 مليون بالغ على مستوى العالم يعيشون وهم مصابون بمرض السكري، و 98٪ من هذه الحالات مشخصة بالإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري.
بعض أنماط الحياة، مثل الجلوس لفترات طويلة وقلة الحركة أو اتباع نظام غذائي غير صحي واستمرارية تزايد الوزن أو السمنة، قد تزيد من خطر إصابة الأشخاص بالنمط الثاني من مرض السكري.
تشير الأبحاث السابقة أيضًا إلى أن تناول الأطعمة فائقة المعالجة -حتى بكميات معتدلة- قد يزيد أيضًا خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري.
أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في المعهد الوطني للبحوث للزراعة والغذاء والبيئة (INRAE) والمعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية (INSERM) في فرنسا أن استهلاك سبعة مضافات غذائية محددة -عُثر عليها ضمن الأطعمة فائقة المعالجة- قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري.
نُشرت الدراسة مؤخرًا في مجلة The Lancet Diabetes & Endocrinology Trusted Source.
ما المضافات الغذائية المضافة إلى الطعام؟
وفقًا لبرنارد سرور، الحاصل على شهادة الدكتوراه، وأستاذ في INRAE والمؤلف الرئيسي المشارك في هذه الدراسة، أن المضافات الغذائية هي من الإضافات الأكثر استخدامًا في الأطعمة المصنعة.
في حديثه إلى Medical News Today، أوضح مكان وجود هذه المضافات الغذائية عادةً: «غالبًا ما تُضاف إلى الأطعمة المصنعة والمعبأة، مثل بعض الكعك المصنّع والبسكويت والحلويات، بالإضافة إلى الآيس كريم وألواح الشوكولاتة والخبز والسمن والوجبات الجاهزة، لتحسين مظهرها وطعمها وملمسها وإطالة مدة صلاحيتها، ولكي تزداد إمكانية مزج المواد المائية أي ذات الأساس المائي مع المواد الزيتية أي ذات الأساس الزيتي».
ما المضافات الغذائية غير الصحية المضافة للطعام؟
في هذه الدراسة، حلل سرور وفريقه البيانات الطبية لأكثر من 104000 مواطن فرنسي شاركوا في دراسة مجموعة الويب NutriNet-Santé بين عامي 2009 و2023.
وعلى مدى 14 سنة، قدم المشاركون في الدراسة السجلات الغذائية ليومين على الأقل كل 6 أشهر. وطوبقت الأطعمة المستهلكة مع قواعد البيانات الغذائية الموجودة لتحديد المواد المضافة إلى الأغذية وكميتها.
بعد متابعة لمدة 7 سنوات تقريبًا، حدد العلماء سبع مواد غذائية مضافة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري.
وكانت المواد الغذائية المضافة هي:
- فوسفات ثلاثي بوتاسيوم (E340) – تزيد هذه المادة خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري بنسبة 15٪ لكل استهلاك وقدره 500 ملليغرام (ملغ) يوميًا.
- صمغ الغوار (E412) – تزيد هذه المادة خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري بنسبة 11٪ لكل استهلاك وقدره 500 مجم في اليوم.
- صمغ زانثان (E415) – تزيد هذه المادة خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري بنسبة 8٪ لكل استهلاك وقدره 500 مجم يوميًا.
- سترات حمض أحادي وثنائي أسيتيل الطرطريك من الأحماض الدهنية أحادية وديغليسريد (E472e) – تزيد هذه المادة خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري بنسبة 4٪ لكل استهلاك وقدره 100 مجم يوميًا.
- سترات الصوديوم (E331) – تزيد هذه المادة خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري بنسبة 4٪ لكل استهلاك وقدره 500 مجم في اليوم.
- الكارجينان (إجمالي carrageenans و E407) – تزيد هذه المادة خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري بنسبة 3٪ لكل استهلاك وقدره 100 مجم في اليوم.
- الصمغ العربي (E414) – تزيد هذه المادة خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري بنسبة 3٪ لكل استهلاك وقدره 1000 مجم يوميًا.
لكن الاكتشاف غير المتوقع هو أن هذه المضافات الغذائية ظهرت بين المكونات الموجودة في بعض الأطعمة والمشروبات التي غالبًا ما يعتقد الناس أنها صحية.
قال سرور: «من المدهش أن بعض المضافات الغذائية كانت موجودة في بعض الأطعمة التي تسوق على أنها أطعمة صحية مثل السمن النباتي وبعض أنواع الخبز والحليب النباتي والزبادي المنكهة، وبالتالي، حتى المشاركين الذين لديهم سلوكيات غذائية أكثر صحة قد يتعرضون لتناول هذه المضافات الغذائية».
كيف تزيد المضافات الغذائية للطعام خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري؟
ماتيلد توفييه، الحاصلة على الدكتوراه، ومديرة أبحاث في INSERM، ومنسقة مجموعة NutriNet-Santé، والمؤلفة الرئيسية المشاركة في هذه الدراسة، أخبرت MNT أن فريق البحث قرر دراسة التأثيرات المحتملة للمضافات الغذائية على خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري بواسطة عدد قليل من الدراسات التجريبية في المختبر بتطبيقها على الحيوانات وبالتجارب العشوائية ذات الشواهد قصيرة المدى. إذ أشارت التجارب إلى الآثار الضارة لبعض المضافات الغذائية مثل خلل حيوية الأمعاء والالتهابات واضطرابات التمثيل الغذائي.
وتتابع توفييه: «أظهرت دراستان جماعيتان من مجموعتنا وجود ارتباطات بين التعرض لمختلف المضافات الغذائية وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان».
وقالت: «لم يُجرَ مثل هذا التحقيق، لتقييم خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري. لذلك قررنا النظر في مجموعة NutriNet-Santé، حيث كان لدينا بيانات غذائية مفصلة ومتكررة بما في ذلك العلامات التجارية للأطعمة المستهلكة إلى جانب المتابعات الطويلة».
وقالت توفييه إن الفريق سيحقق في المستقبل في الآليات الأساسية المحتملة وراء هذا الارتباط، لأن هذه الآليات غير واضحة حاليًا.
وأضافت: «سنبحث في الاختلافات في بعض علامات الدم وجرثومة الأمعاء المرتبطة باستهلاك هذه المضافات الغذائية، لفهم الآليات الأساسية فهمًا أفضل. سننظر أيضًا في التأثير الصحي للخلائط المضافة وتأثيراتها المحتملة».
بعد مراجعة هذه الدراسة، أخبرت مونيك ريتشارد، MS، RDN، LDN، أخصائية تغذية مسجلة ومالكة Nutrition-In-Sight، MNT أن هذه النتائج تقدم فرضية سببية مثيرة للاهتمام ظهرت من خلال عدسة المراقبة.
وأوضحت ريتشارد: «من الثابت أن مرض السكري مرض معقد للغاية يُعزى غالبًا إلى عوامل متعددة ومنها الجينات ونمط الحياة والإفراط في الأطعمة الرافعة والمولدة للطاقة التي قد تزيد المخاطر أو تؤثر في مظاهر المرض».
وافترضت أن المسارات المحتملة للتأثير على الالتهاب ووقف إزالة السموم وصحة الجهاز الهضمي هي بالتأكيد مساهمات معقولة قد تزيد من خطر الإصابة بالنمط الثاني من مرض السكري.
تحدثت MNT أيضًا مع بويا شافيبور، طبيب طب الأسرة والسمنة -غير مشارك في هذا البحث- الذي علق بأنه لم يتفاجأ بنتائج الدراسة.
وتابع شافيبور: «نحن نعلم أن المواد المضافة عامل مساهم كبير في السمنة. إنها ليست مفاجأة لأن ذلك يزيد من الإصابة بالكبد الدهني، ويزيد الوزن عامةً ومن مقاومة الإنسولين. لقد كانت خطوة جيدة لأنها الآن تشجع على الحصول على المزيد من القوانين الحكومية المتعلقة بهذه المضافات الغذائية، وأيضًا لتشجيع المرضى على تناول المزيد من الأطعمة الحقيقية والصحية».
كيفية يمكن تجنب المضافات الغذائية؟
بالنسبة للذين يتطلعون إلى استهلاك كميات أقل من المضافات الغذائية، فالأمر سهل مثل التركيز على تناول الأطعمة الكاملة الحقيقية.
قال شافيبور: «الكثير من مكملات النظام الغذائي وألواح البروتين ومخفوقات البروتين وأي شيء يأتي مغلفًا أو معلبًا، والأطعمة المجففة، يجب عليهم إضافة مواد حافظة مختلفة ليكونوا قادرين على الحفاظ عليها وجعلها تدوم لفترة أطول. لذلك كلما زادت المصادر الطبيعية التي تتناول من الطعام والمكملات الغذائية، كان ذلك أفضل. وإن تناول المزيد من الفواكه بدلاً من عصائر الفاكهة والمشروبات الغازية. واستهلاك المزيد من المصادر الطبيعية للبروتين مثل الجبن أو اللحوم أو البروتين النباتي بدلاً من ألواح البروتين كان أفضل وصحيًا أكثر».
شجع ريتشارد الجميع على قراءة قائمة المكونات ولوحات حقائق التغذية لفهم تكوين العناصر الغذائية للطعام الذي يختارونه.
وقال: «إن مراقبة تواتر وكمية الأطعمة المعبأة والمغلفة مثل الشوكولاتة أو الحلوى، والأطعمة الخفيفة، والمخبوزات، والوجبات المعبأة مسبقًا أمر مهم أيضًا مع زيادة الأطعمة الخالية من المضافات الغذائية وطبيعية مثل الفواكه والخضروات والدهون الصحية والحبوب الكاملة والبروتين الخالي من الدهون في كثير من الأحيان».
وقال ريتشارد إن الاجتماع مع اختصاصي تغذية لفهم كيفية تفسير قائمة المكونات والعواقب المحتملة، وكذلك فهم النصائح الفردي لتوصيات غذائية محددة، أمر بالغ الأهمية أيضًا.
اقرأ أيضًا:
هل تزيد المحليات الاصطناعية خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؟
الملح الصيني «غلوتامات أحادية الصوديوم»: ما مخاطر البهار الموجود في جميع الأطعمة؟
ترجمة: سارة تامر
تدقيق: ألاء ديب