ابتكرت المخترعات النساء سلسلة كبيرة من الابتكارات الهامة، من نسيج الكيفلار إلى غسالة الصحون مرورًا بتطوير طوافات نجاة أفضل. أدت هؤلاء المخترعات دورًا مهمًا في تاريخ الولايات المتحدة، لكنهن لم يحصلن على الاعتراف الكافي لأعمالهن. إضافةً إلى حقيقة أن مساهماتهن قُلل من شأنها في بعض الأحيان وقوبلت بالتجاهل. فالنساء -تحديدًا ذوات البشرة الملونة- كانت لديهن موارد أقل للحصول على براءة اختراع أو لتسويق اختراعاتهن.
بعض المخترعات الإناث المذكورات في القائمة لم تنل أعمالهن انتباهًا في أثناء حياتهن، لكنهن قدمن مساهمات ساعدت على تطور التكنولوجيا في مجالاتهن.
1. قارب النجاة:
في ثمانينيات القرن التاسع عشر، عندما بدأت موجة جديدة من المهاجرين الأوروبيين الإبحار نحو الولايات المتحدة، صممت مخترعة من فيلادلفيا اسمها ماريا بيسلي قارب نجاة مُطوَّر. على عكس قوارب النجاة المسطحة سابقًا فإن لقارب بيسلي حاجز أمان يساعد على بقاء الشخص داخله في حالة الطوارئ، حين يضطر الراكب لمغادرة السفينة.
حصلت بيسلي على براءة اختراع لتصميمها الأول لطوف النجاة عام 1880 في الولايات المتحدة وبريطانيا، وحازت براءة اختراع أخرى من الولايات المتحدة لنسخة معدلة عام 1882. إضافةً إلى ذلك اخترعت مدفأة للأقدام ومولد تيار وآلة تثبيت حلقات للبراميل، وحازت 15 براءة اختراع أمريكية واثنتين بريطانيتين خلال حياتها.
2. السرير القابل للطي:
سنة 1885 حازت سارة غود، صاحبة متجر أثاث من شيكاغو، براءة اختراع «السرير/الخزانة». هذه القطعة من الأثاث هي مكتب يطوى ليشكل سريرًا، ما يسمح للمستخدم بتوفير مساحة في الشقق الصغيرة.
كان اختراع غود سابقًا لعصره، قبل أن يبتكر ميرفي في القرن العشرين الأسرة المطوية والأريكة القابلة للطي. نالت سارة حريتها بعد الحرب الأهلية، بعد ما ولدت في العبودية، وأصبحت أول امرأة سمراء تحصل على براءة اختراع من مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي.
3. غسالة الصحون:
كانت جوزفين كوكران امرأة ثرية وسيدة مجتمع معروفة في شيلبيفيل- إلينوي، عندما فكرت باختراع غسالة الصحون. كانت كوكران توظف الخدم لأداء أعمال المنزل في قصرها الفخم، لكنها كانت تغسل أطباقها الخزفية بنفسها خوفًا عليها من الكسر. بعد فترة ملّت كوكران أداء هذا العمل المنزلي فاعتزمت تصميم آلة تغسل الصحون.
كانت النتيجة أول غسالة صحون ناجحة تجاريًا، حازت براءة اختراع عام 1886. استخدمت المحاولات السابقة لغسالات الصحون تقنية الكشط، لكن تصميم كوكرين كان أكثر فعالية إذ استخدم ضغط المياه. مع تأمين حقوق ملكيتها، أسست شركة كرسنت للغسالات، ولأن ثمنها كان يُعد مرتفعًا بالنسبة إلى الاستخدام المنزلي، بيعت أكثر غسالات الصحون للفنادق والمطاعم.
4. مدفأة السيارة:
كانت مارغريت ويلكوكس أول من حاز براءة اختراع لمدفأة سيارات، وهي مهندسة من شيكاغو. استخدم تصميم ويلكوكس عام 1893 حرارة المحرك لتدفئة السائق والركاب خلال الرحلات. حسن المهندسون الفكرة لاحقًا بتسهيل تنظيم الحرارة. تضمنت اختراعات ويلكوكس الأخرى غسالة للأطباق والملابس، لكنها لم تلق النجاح ذاته.
5. أنبوب التغذية:
كانت بيسي فيرجينيا بلاونت، أو بيسي بلاونت غريفن، ممرضة أمريكية ومعالجة فيزيائية ومخترعة وخبيرة خطوط. وهي أول امرأة سمراء تتدرب في قسم المستندات في شرطة سكوتلانديارد. في الأربعينيات عملت مع محاربي الحرب العالمية الثانية القدامى في مشفى برونكس في نيويورك -الذي ما زال حتى الآن جزءًا من نظام الرعاية الصحي في برونكس- حيث علمت المحاربين ذوي الأطراف المبتورة القراءة والكتابة باستعمال أسنانهم وأقدامهم. في تلك الأثناء اخترعت جهازًا يمكن المرضى من إطعام أنفسهم.
تضمن اختراعها أنبوبًا لإيصال الطعام إلى فم المريض كلما عض عليه. حازت براءة اختراع عام 1948 ثم أهدت حقوق الاختراع للحكومة الفرنسية عام 1951، متأثرةً بنصيحة زعيم ديني. لم تبد الحكومة الأمريكية اهتمامًا كبيرًا بالاختراع.
مهد اختراعها الطريق لأنابيب التغذية الحديثة، التي يمكن إدخالها في أنف المريض أو معدته إذا لم يكن قادرًا على تناول الطعام فمويًا. بعد براءة اختراع أنبوب التغذية تابعت بلاونت الابتكار وأصبحت محللة خطوط شرعية.
6. كيفلار:
ابتكرت الكيميائية ستيفاني كويلوك عدة ألياف صناعية في مختبر دوبونت الرائد للأبحاث في ويلمينغتون- ديلاوير، أشهرها الكيفلار، مادة قماش صناعية خفيفة الوزن مقاومة للحرارة.
سجلت كويلوك براءة اختراع الكيفلار عام 1966. تُستخدم هذه المادة في السترات الواقية من الرصاص ومعدات حماية أخرى، وأصبحت بديلًا للأسبستوس منذ السبعينيات عندما بدأت الشركات الحد من استخدام المواد المسرطنة.
7. نظام حماية للمنازل:
كانت ماري فان بريتان براون ممرضة سمراء ومخترعة من نيويورك. نالت مع زوجها ألبرت براون براءة اختراع أول نظام حماية منزلي عام 1969. استوحت براون الفكرة من عملها هي وزوجها إذ كثيرًا ما كانت تضطر للعودة إلى المنزل في ساعة متأخرة.
تضمن النظام الذي اخترعته براون كاميرا منزلقة بإمكانها التقاط الصور خلال أربع فتحات للنظر خارج الباب، وشاشات عرض لصور الكاميرا وميكروفون ثنائي الاتجاه يسمح بالتحدث لأي أحد بالخارج. يوجد أيضًا نظام تحكم لفتح قفل الباب من بُعد ولإبلاغ الشرطة. مهد ذلك لأنظمة الحماية الحديثة واستندت إليه 32 براءة اختراع لاحقة على الأقل.
8. علاج الساد العيني (الكاتاراكت):
كانت باتريشيا باث أول امرأة أمريكية سمراء تتم دراستها متخصصةً في طب العيون، وأول طبيبة سمراء تحصل على براءة اختراع جهاز طبي في الولايات المتحدة. الجهاز الذي اخترعته هو مسبار ليزري لعلاج الساد، البقع الضبابية في العين التي قد تؤدي إلى فقدان البصر.
كانت أساليب باث الجديدة في إزالة الساد أسرع وأدق وأقل غزوًا مقارنةً بالطرق السابقة. حازت أول براءة اختراع أمريكية متعلقة بهذا الإجراء عام 1988، ثم حازت 4 براءات مختلفة متعلقة بابتكارات إزالة الساد، إضافةً إلى براءات اختراع أخرى من الصين وكندا وأوروبا. وتوفيت بعمر 76 عامًا.
9. فصل الخلايا الجذعية:
خلال عملها في بالو ألتو، كانت العالمة الآسيوية الأمريكية آن تسوكاموتو جزءًا من فريق نال براءة اختراع أول طريقة لفصل الخلايا الجذعية المكونة للدم عام 1991. حازت تسوكاموتو 12 براءة اختراع في مجال أبحاث الخلايا الجذعية، ما ساهم في تطوير علاجات مرض السرطان.
اقرأ أيضًا:
لمحة تاريخية عن مدينة روما الإيطالية
ترجمة: شادن أمين
تدقيق: أكرم محيي الدين