بمرور الوقت، تتغير بعض الحقائق التي كانت تعد ثابتة، فبعض الناس كانوا يعتقدون أن الأطباء يمكن أن يتخلوا عن غسل أيديهم قبل الجراحة، ولكن المعرفة تتطور وباستمرار، ومن ذلك إليك بعض الحقائق التي قد تغيرت منذ أن كنت في المدرسة.
1- (بلوتو).
كان بلوتو سابقًا يصنف على أنه كوكب، وحاليا: لا يعد كذلك.
لقد عرف العلماء منذ أواخر القرن التاسع عشر أن هناك كوكبًا تاسعًا لم يكتشف في نظامنا الشمسي بعد كوكب أورانوس، وفي عام 1906م، بدأ بريسفال لويل، مؤسس مرصد لويل في ولاية أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية،بعرض مشروعٍ يهدف إلى تحديد مكان هذا الكوكب، وأطلق عليه اسم مشروع: ( كوكب إكس).
ثم في عام 1930م، تم اكتشاف هذا الكوكب من قبل الشاب (كلايد تومبو) ابن الـ 23 عامًا في ذلك الوقت، وطلب منه أن يقارن الصور الملتقطة للسماء في الأسابيع السابقة؛ للبحث عن أي جسمٍ متحركٍ، وفي النهاية، رأى جسمًا متحركًا واحدًا، وقدم استنتاجه إلى مرصد كلية هارفرد، ثم بعد ذلك، أطلقت فتاةٌ إنجليزيةٌ تبلغ من العمر 11 عامًا على الكوكب الجديد اسم: (الإله الروماني للعالم السفلي)، وبدأ يعد بلوتو بعد ذلك أحد كواكب نظامنا الشمسي.
ولكن في عام 2003م، ووفقًا لوكالة ناسا، اكتشف أحد علماء الفلك جسمًا أكبر وأضخم خلف بلوتو، أطلق عليه بعد ذلك اسم (إيريس)، وقد سببت المعلومات الجديدة جدلًا بين علماء الفلك الآخرين، وتساءلوا ما الذي يجعل الكوكب كوكبًا بالفعل؟، ثم قرروا بعد ذلك أن المكان والحجم هما العاملان اللذان يحددان ما إذا كان الكوكب كوكبًا أم لا، وأمام هذه المعايير، لا يعد بلوتو كوكبًا، ولكن بعد ذلك قام العلماء بتخفيض رتبة بلوتو إلى كوكب القزم.
2- (الألماس)
كان الألماس سابقًا، هو المادة الأكثر صلابة، وحاليا: تعد أنابيب كربيد الكربون المكعبة النانوية الثنائية، هي المادة الأكثر صلابةً.
لقد عرفنا سابقًا أن هناك مادتان أقوى من الألماس منذ عام 2009م، وهما: ( نيتريد البورتون ورتزيت)، و( لونسيديليت)، وذلك وفقا لمجلة ساينتفيك أمريكان، ولكن لسوء الحظ، هاتين المادتين ليستا مستقرتين، وهما غير عاديتين في الطبيعة، وقد نشرت هذه الدراسة من قبل علماء، وقد قاموا فقط بحساب مدى صلابة المواد الجديدة، بدلًا من اختبارها فعليًا باستخدام مواد ملموسة، ويجعله هذا الاكتشاف بالطبع نظريًا فقط.
وفي دراسةٍ أخرى منافسةٍ للدراسة السابقة تم نشرها في يناير عام 2013م، في مجلة الطبيعة، قام العلماء بضغط جسيمات الـ( نيتريد البورون)؛ لتشكيل (أنابيب كربيد الكربون المكعبة النانوية الثنائية)، وببساطة، قام العلماء في هذه الدراسة بإعادة الجسيمات، مثل: البصل، أو الوردة غير المستقرة، أو تلك الدمى الروسية الصغيرة التي تناسب بعضها البعض.
3- ( الساحرات)
كان يتم سابقا حرق الساحرات في بلدة (سالم) على الأوتاد، و حاليا: وعلى أرض الواقع، كان يتم إعدامهن.
إنه وحتى لو لم تقرأ لـ (أرثر ميلر) في المدرسة الثانوية، لكن ربما تعلمت من مكانٍ ما أن سكان بلدة (سالم) كانوا يحرقون الساحرات على الأوتاد، ولكن هذا لم يحدث أبدًا، وهذا وفقًا لريتشارد تراسك، الباحث التاريخي في بلدة دانفرز المعروفة سابقًا بـ (بلدة سالم)، الذي ترأس لجنة بلدة سالم الساحرة عام 1990م إلى عام 1992م، وكتب كتابًا يوضح فيه الفترة الزمنية التي تسمى: ( هستيريا قرية سالم الساحرة).
يقول تراسك: “إنه وقت المحاكمة، واصلت (نيو إنجلاند) باتباع القانون الإنجليزي، الذي أدرج السحر كونه جنايةً يعاقب عليها شنقا ،لا حرقًا على الأوتاد، ولكن في أوروبا، عدت الكنيسة السحر جريمةً، وأمرت بربط ممارسيه، والمشتبهين بهم، وإشعال النار فيهم”.
4- ( الأهرامات)
كان ينسب سابقا بناء الأهرامات للعبيد الإسرائيليين، و حاليا: العمال المصريون هم الذين بنوا الأهرامات.
تتمحور معظم الأفلام التي صورت عن الأهرامات حول أن العبيد هم الذين بنو الأهرامات، وعلى الرغم من أن الكثير يعتقد أن الكتاب المقدس (الإنجيل)، يوضح أن العبيد هم الذين بنوه، لكن الكتاب نفسه لا يذكر القصة على وجه التحديد.
تقول أمهى مزار، الأستاذة في الجامعة العبرية في القدس: “إن هذه الأسطورة الشعبية تنبع من التعليقات التي أدلى بها رئيس الوزراء السابق مناحيم بيجن أثناء زيارته لمصر سنة 1977م”، وتضيف:” لم يبن اليهود الأهرامات؛ لأن اليهود لم يكونوا موجودين في تلك الفترة التي بنيت فيها الأهرامات”.
وتظهر الاكتشافات الأثرية الأخيرة، أن المصريين بنو الأهرامات بأنفسهم، عن طريق تجنيد العمال من الأسر الفقيرة في الشمال والجنوب، وعلى الرغم من فقرهم، حظي العمال بالكثير من التقدير، و تم إعداد دفنهم بطريقةٍ فيها الكثير من الاحترام.
5- (طي الورق)
كان يستحيل سابقًا طي الورقة أكثر من 7 مراتٍ رياضيًا، وحاليا: وصل رقم الطي إلى 13، وسواء أكنت في حصة العلوم أو الفن، فإن هذه الإشاعات تنتشر بين الطلاب والناس بشكلٍ كبيرٍ، ولكن بريتني جاليفان، الطالبة في مدرسة كاليفورنيا، لم تيأس، وقررت تغيير الفكرة، فاشترت مع بعض الطلبة المتطوعين، (ورق دورة المياه)، وسعت لإبهار الجميع من خلال طيها لهذه الأوراق 11 مرة، وأدركت أن الأشخاص الذين حاولوا طيها من قبل ،كانوا يفعلون ذلك في اتجاهات مختلفة؛ لذلك قررت أن تساعد على فهم الموضوع أكثر، ووضع معادلةٍ على أساس سمك وعرض الورقة المراد طيها.
وكانت بريتني المتحدث الرئيس في المؤتمر الوطني لعام 2006م، لمعلمي الرياضيات، وتخرجت عام 2007م، من جامعة كاليفورنيا، في بريكلي، بشهادة في العلوم البيئية.
وفي عام 2012م، كسر الطلاب في مدرسة سانت مارك في ساوثبورو ،ماساتشوستش، سجل بريتني، وقاموا بطيها 13 مرة.
6- (سور الصين العظيم)
كان سور الصين العظيم سابقا هو الشيء الوحيد من صنع الإنسان يمكن رؤيته من الفضاء، وحاليا: هناك الكثير من الأماكن التي يمكن رؤيتها من الفضاء.
إنه في واقع الأمر، لم تكن رؤية سور الصين العظيم حقيقةً كاملةً، ولكنها كانت تعرض للطلاب في المراحل الابتدائية على أنها حقيقة موثقة، وفي الأساس، كانت الشائعات تقول إنه يمكن أن تشاهد السور من الفضاء والقمر، وقد ظهرت صورة في عام 1938م.
وقد صرح العالم الصيني ( يانغ لي وي)، من الحزب الحاكم في الصين، أنه لم يتمكن من رؤية سور الصين العظيم من الفضاء.
وفي وقتٍ لاحق، ظهرت صورٌ أخرى لهذا الأمر، وأصبح بالإجماع أنه يمكنك التقاط لمحاتٍ من الجدار فقط عندما تكون الظروف الجوية مناسبةً، أو عندما يتوفر لديك كاميرا ذات خاصية تكبير، ويمكنك أيضًا رؤية أضواء المدن الكبيرة، والطرق الرئيسية، والجسور، والمطارات، والسدود، والخزانات.
وقد اعترف ( ألان بين) قائد مركبة أبوللو 12 لوكالة ناسا بأن:” الشيء الوحيد الذي يمكن رؤيته من القمر، هو الغلاف الجوي الجميل، ومعظمه من اللون الأبيض وبعضًا من اللون الأزرق، والبقع الصفراء، وفي بعض الأحيان نباتات خضراء”، وأضاف: ” لاشيء من صنع الإنسان يمكن رؤيته مرئيًا من على سطح القمر”.
وللتوضيح، قد يعتقد الناس أن الأشياء التي صنعها الإنسان يمكن رؤيتها عن طريق الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض، ولكنها في الحقيقة لا تتواجد في الفضاء، إنما تتواجد على الغلاف الجوي للأرض.
7- (تصنيف الكائنات)
كانت النباتات تصنف سابقًا إلى 3 أو 5 ممالك فقط، وحاليا: قد يصل عدد الممالك إلى أكثر من 8.
وبصرف النظر أين درست أو أين ترعرعت، قد يكون مدرس العلوم في المدرسة المتوسطة (الإعدادية) ألقى محاضراتٍ حول ثلاث ممالك رئيسية للكائنات، هي: الحيوانات، والنباتات، والبكتيريا، أو خمس ممالك بما في ذلك: الفطريات، والطلائعيات.
وفي الحقيقة، لقد تطور مفهومنا الآن، وقام العلماء بتوسيع تصنيف الكائنات منذ ذلك الحين، وبمزيد من اكتشاف وتحليل الكائنات المتنوعة المكتشفة، يصبح تصنيفها صعبًا ومعقدًا جدًا، وبالإضافة إلى الممالك الخمس المعروفة لدى الجميع، صنف العلماء الجراثيم الأصلية، أو (لبكتيريا القديمة) تحت مملكة البكتيريا، وتبدو الجراثيم الأصلية (البكتيريا القديمة) سطحيًا، مثل: البكتيريا الحقيقية، لكنها مختلفةٌ تمامًا.
وحتى الأنظمة الكبيرة الموجودة، صنفت البكتيريا الحقيقة إلى أكثر من مملكتين، أو طلائعيات صبغية منفصلة من جميع الخلايا الأخرى.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، يعتمد تصنيف الكائنات إلى 6 ممالك، وهي: النباتات، والحيوانات، والبكتيريا، والفطريات، والجراثيم الأصلية (البكتيريا القديمة)، والبكتيريا الحقيقية.
- ترجمة: خالد أولاد ثاني.
- تدقيق: رجاء العطاونة.
- تحرير : رغدة عاصي
- المصدر