يعرف الأفوكادو بغناه بالألياف ومضادات الأكسدة والدهون الصحية التي تعزز الصحة وتحارب مقاومة الإنسولين. وأشارت دراسة جديدة أن استهلاك الأفوكادو قد يقلل خطر الإصابة بمرض السكري كثيرًا، خاصة عند النساء.
يُنصح مرضى السكري باتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع بدلًا من المبالغة في التأكيد على أطعمة معينة للوقاية من اختلاطات السكري، ومع ذلك، قد يكون تضمين الأفوكادو في النظام الغذائي خيارًا جيدًا.
وجدت الدراسة التي أجريت على مجموعة من البالغين المكسيكيين ارتباطًا محتملًا بين استهلاك الأفوكادو وخطر الإصابة بمرض السكري. إذ يعد مرض السكري السبب الرئيسي الثاني للوفاة في المكسيك، ويصيب حوالي 15.2٪ من البالغين.
حلل الباحثون بيانات البالغين المكسيكيين فوق 20 عامًا، إذ درسوا عاداتهم الغذائية -مستهلكين للأفوكادو أو غير مستهلكين- وراجعوا معلومات تشخيص السكري لديهم بالإضافة إلى تقييم عوامل مختلفة مثل العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم وغيرها، ثم استبعدوا أفرادًا معينين، مثل النساء الحوامل والمرضعات، وأولئك الذين لديهم بيانات مفقودة أو غير موثوقة فيما يتعلق بتاريخهم المرضي حول السكري وتناول الأفوكادو، وشملت العينة النهائية 25640 مشاركًا، كان منهم نحو 59٪ إناث، وأكثر من 60٪ يعانون من السمنة في منطقة البطن.
أظهرت النتائج أن النساء اللواتي تناولن الأفوكادو كنّ أقل عرضة للإصابة بمرض السكري من اللواتي لم يتناولنه، ولم تلاحظ هذه العلاقة عند الرجال، إذ كان نحو 45٪ من المشاركين يتناولون الأفوكادو، بمتوسط مدخول يومي يبلغ 34.7 غرامًا للرجال و 29.8 غرامًا للنساء. وكانوا غالبًا يتمتعون بمستويات أعلى من التعليم وينتمون إلى طبقات اجتماعية واقتصادية أعلى من أولئك الذين لا يتناولون الأفوكادو. بالإضافة إلى ذلك، يسكن أكثر من ثلاثة أرباع مستهلكي الأفوكادو في المناطق الحضرية.
ربما تشير هذه النتائج إلى أن الأفراد الذين يتناولون الأفوكادو لديهم وصول وموارد أكبر لخيارات غذائية صحية، وهو أمر أخذ في الحسبان في هذه الدراسة.
لدى النساء، أظهرت مستهلكات الأفوكادو انخفاضًا بنسبة 22٪ إلى 29٪ في خطر الإصابة بمرض السكري ولم يلاحظ هذا التأثير الوقائي لاستهلاك الأفوكادو لدى الرجال.
وظلت هذه العلاقة ثابتةً عند إعادة تقييم مستويات السكر لدى مرضى السكري وعدم الاكتفاء بالاطلاع على معلومات التشخيص السابقة لدى المرضى.
كيف يساهم الأفوكادو في تقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري؟
توجد بعض الخصائص التي قد يقلل بها استهلاك الأفوكادو من خطر الإصابة بمرض السكري لدى النساء، بما في ذلك وجود مضادات الأكسدة التي تقلل الالتهاب والأضرار الخلوية التي تزيد خطر الإصابة بالأمراض مثل السكري، واحتوائه على نسبة عالية من الدهون والألياف، إضافةً إلى امتلاكه مؤشرًا منخفضًا لنسبة السكر في الدم، أي أنه لا يعزز ارتفاع الغلوكوز وما ينتج عنه من ارتفاع في مستويات الإنسولين.
وربما أن الألياف العالية والدهون الصحية في الأفوكادو تشعرنا بالامتلاء، وبالتالي تقلل من تناول الأطعمة غير الصحية.
على الرغم مما سبق، ما يزال من الصعب تحديد سبب وجود هذا الارتباط عند النساء فقط وليس عند الرجال. واقتُرح وجود عوامل مختلفة قد تؤثر على مسار المرض لدى النساء، منها الفروق في مرض السكري بين الجنسين التي ترتبط بالتغيرات الهرمونية عبر العمر، والعوامل الوراثية والبيئية، والضغوط النفسية والاجتماعية التي تؤثر بشكل فريد على خطر الإصابة بمرض السكري لدى النساء.
خلال فترة الحمل، تصبح النساء أكثر مقاومة للإنسولين على سبيل المثال، وفي أثناء انقطاع الطمث مع انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، تتغير الدهون في الجسم لدى النساء ما قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري، ولكن هذه الأسباب غير كافية وما زالت الحاجة إلى المزيد من البحث موجودة.
هل يجب أن نأكل المزيد من الأفوكادو لتقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري؟
أشارت اختصاصية التغذية إليزا ويتاكر إلى القيود الرئيسية للدراسة في تصنيف مستهلكي الأفوكادو على نطاق واسع، ما يجعل من الصعب تحديد الكمية المفيدة من تناول الأفوكادو.
وأن الأفوكادو قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري، لكنه وحده لا يكفي لتقليل هذا الخطر، وعلينا أن ننظر إلى النظام الغذائي ككل عندما يتعلق الأمر بالحد من خطر الإصابة بمرض مثل السكري.
عمومًا، إن الحفاظ على نمط حياة صحي واتباع نظام غذائي جيد يعزز قدرة الفرد في السيطرة على مرضه والوقاية من الأمراض الأخرى، وبالنظر إلى وفرة وتنوع العناصر الغذائية الموجودة في الأفوكادو، فإن دمجها في نظام غذائي متكامل وصحي، مثل حمية داش أو حمية البحر الأبيض المتوسط، سوف يكون خيارًا مفيدًا بشدة لمرضى السكري.
اقرأ أيضًا:
ترجمة: تيماء القلعاني
تدقيق: جعفر الجزيري