قبل خمسين عامًا، مُسح أول باركود حديث على عبوة علكة في متجر بقالة، وذلك في مدينة تروي في ولاية أوهايو، ما شكل لحظة فارقة في عالم التسوق.

رغم مرور نصف قرن على هذا الحدث، ما زال الباركود أحد أعمدة التكنولوجيا التي لا غنى عنها في التجارة الحديثة.

يُمسح أكثر من 10 مليارات باركود يوميًا حول العالم، ومع تطور التكنولوجيا، ظهرت أنواع جديدة من الباركود مثل رموز (QR)، ما أضاف بُعدًا جديدًا لاستخدامات هذه التقنية في التسوق.

لم يكن الباركود مجرد اختراع تقني عابر، بل كان نتاجًا لحاجة مُلحة في صناعة البقالة الأمريكية في أواخر الستينيات، إذ واجهت المتاجر ارتفاعًا سريعًا في تكاليف العمالة، وصعوبة متزايدة في تتبع المخزون.

بواسطة تطوير معيار رمز المنتج العالمي (UPC) في السبعينيات، تمكنت الصناعة من تحسين كفاءة عملياتها التجارية كثيرًا، ما ساهم في تسهيل عملية التسوق وتطوير تجربة العملاء.

لم يقتصر تأثير الباركود على تحسين تجربة التسوق عند الدفع فحسب، بل أحدث ثورة في كيفية إدارة المخزون.

استطاعت المتاجر تتبع المنتجات بدقة أكبر وإعادة تخزينها بسرعة، وذلك بناءً على البيانات المتاحة من الباركود، ما أدى إلى تقليل الحاجة إلى تخصيص مساحات كبيرة لمنتج بعينه.

أتاح هذا التطور في إدارة المخزون تنوعًا هائلًا في المنتجات المعروضة على رفوف المتاجر، ما جعل تجربة التسوق أكثر غنى وتنوعًا.

بمرور الوقت، لم يعد الباركود حكرًا على صناعة البقالة، بل انتشر بسرعة في قطاعات أخرى مثل الجيش الأمريكي، وصناعة السيارات، وسلاسل الإمداد العالمية، إضافةً إلى أن شركات الشحن الخاصة مثل فيدكس و(UPS) قد طورت أنظمة باركود خاصة بها، وذلك لتعقب الطرود بدقة وكفاءة.

يؤدي الباركود اليوم دورًا حاسمًا في تسهيل حركة التجارة العالمية وتمكين عملية العولمة.

بتمكين تتبع المنتجات عبر الحدود، أصبح الباركود جزءًا لا يتجزأ من بنية التجارة الحديثة، ما ساهم في جعل عملية التسوق أكثر سلاسة وكفاءة.

رغم هذا الدور الحيوي، فإن الذكرى الخمسين للباركود قد مرت بهدوء، ما يعكس مدى اندماجه العميق في حياتنا اليومية وفي عملية التسوق، حتى أصبح غير مرئي تقريبًا، لكنه يظل الركيزة الأساسية التي تقوم عليها معظم العمليات التجارية في العالم الحديث.

اقرأ أيضًا:

كيف أصبحت مكانة أبل في سوق الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبحت مكانة أبل في سوق الذكاء الاصطناعي؟

ترجمة: دياب حوري

تدقيق: نور حمود

المصدر