أدت إختراعات هذا العالِم الصربي-أمريكي إلى ظهور الراديو وشبكات الطاقة المستخدمة اليوم.
وعلى مدار حياته قام تيسلا بتسجيل 300 براءة إختراع تحت اسمه ويمكن إيجاد معالم إختراعاته في العديد من أجهزة عالمنا المعاصر، وفي بعض الأماكن غير المتوقعة أيضًا، كألعاب القوارب المُتحكم بها بالريموت كنترول، وكمصابيح النيون التي تأتي على شكل حروف.
ولكن لم تثمر كل رؤيات تيسلا المستقبلية.
لم يتم تحقيق بعض أكثر أحلام هذا المخترع طموحًا وخيالًا، مثل رؤيته للنقل اللاسلكي للطاقة.
وفي حالات أخرى، ماإخترعه تيسلا كان ببساطة غير عملي للدرجة التي تسمح له بإستبدال الأنظمة التي تواجدت في عصره، مثل توربينات البخار الغير حادة، أو كان خطيرًا جدًا على الإستعمال، مثل مولد كهربائي يعتمد على البخار والذي إشتهر لاحقًا تحت إسم “آلة الزلازل”، حيث إدعى تيسلا أن المولد قام بالتسبب بزلزال في نيويورك في مدينة نيويورك عام 1898
كانت هناك لحظات أخرى حين كانت أفكار تيسلا أكثر ثورية من أن يمك إدراكها، أو أكثر غرابة لدرجة أنه تم تسخيفها بواسطة علماء آخرين.
بعض إختراعات تيسلا النظرية، مثل سلاح “شعاع الموت” وحقل الطاقة، كانت موجودة فقط في الخيال العلمي.
لكن في خلال الواحد وسبعين سنة التي إنقضت منذ وفاة تيسلا، تحققت بعض أفكاره الغريبة- ربما كان “العالم المجنون” محقًا منذ البداية.
هنا ننظر إلى بعض أغرب أفكار تيسلا والتي تحققت على أرض الواقع.
1-كاميرا الأفكار:
ربما فكر تيسلا في إختراع آلة لقراءة الصور والأفكار العقلية.
في مقالة نشرت في جريدة مدينة كانساس في سبتمبر 1933، قام تيسلا بإخبار الصحفيين عن عدة مشاريع يعمل عليها، ومن ضمنهم كان جهازًا يقوم “بتصوير الأفكار”.
“أتوقع أن أصور الأفكار” يقول تيسلا “في 1893، بينما كننت مرتبطًا بعدة باحثين، إقتنعت بأن الصورة الواضحة المكونة في الفكر يجب أن تكون عبارة عن ردة فعل تقوم بإنتاج صورة مشابهة على شبكة العين، ويمكن قراءة تلك الصورة بواسطة جهاز مناسب..
الآن لو كان حقيقيًا أن الأفكار تعكس صورة على شبكة العين، فلا يبقى سوى السؤال البسيط الذي يتعلق بتوضيح تلك الخاصية وإلتقاط الصورة، ثم إستخدام الطرق المعتادة والمتاحة لعرض تلك الصورة على شاشة”.
“إذا كان يمكن فعل ذلك بنجاح، فستظهر الصور التي يتخيلها الفرد بوضوح على شاشة كلما يتخيل الفرد شيئًا، وبتلك الطريقة يمكن قراءة كل فكرة في مخ أي فرد.
أفكارنا ستصبح حقًا كتابًا مفتوحًا”.
لم تتحقق خطة تيسلا أبدًا على أرض الواقع ولكن لايزال الباحثون يدرسون الرؤية ويستكشفون فكرة آلات قراءة العقل.
اليوم، إخترع العلماء شبكات عين صناعية عبر تحاليل رياضية معقدة لطريقة تحويل شبكات العين الطبيعية للصور إلى إشارات كهربائية تُرسل إلى المخ.
في محاولات لقراءة المخ، قام العلماء بتطوير لوغاريتمات تستطيع تعلم أن تفسر إشارات المخ وتعيد إنتاج صورة مقاربة-ولو حتى إلى حد بعيد- لتلك التي يراها عقل المتخيل.
2-فيديوهات حية البث:
ربما كان تيسلا يمتلك منظورًا جيدًا عن فكرة رؤية فيديوهات حية على أجهزة اللابتوب والهواتف الذكية المعاصرة.
في مقطع إخباري تم نشره في 26 يناير من عام 1926 تنبأ تيسلا بأن تطبيق مبادئ الراديو على الأجهزة المستقبيلة سيُمكّن الناس من حمل معدات صغيرة في جيوبهم تسمح لهم برؤية أحداث بعيدة.
تم وصف الفكرة المستقبلية في مقابلة تم نشرها في العدد الحالي من مجلة Collier الأسبوعي، وفيها يقول تيسلا “سوف نتمكن من أن نشهد تنصيب رئيسٍ، دوري كرة قدم عالمي، مصائب زلزال، أو معركة، كما لو كنا موجودين بالفعل”.
3-كهرباء لاسلكية:
ربما كانت أعظم طموحات تيسلا هي توصيل الهرباء لاسلكيًا عبر مسافات بعيدة، بإستخدام فقط الهواء كوسيط مثلما وضّح أنه يمكن إنارة المصابيح لاسلكيًا عن طريق إستخدام طريقة الحث الثنائي لكنه لم يتمكن من النجاح في بناء نظام واسع المدى لنقل الطاقة.
لكن الآن، قام الباحثون بإختيار، إزالة الشوائب من، وتطوير عدة تقنيات ربما يمكنها جلب حلم تيسلا عدة خطوات أقرب للواقع.
مناطق الإستكشاف تتراوح مابين شحن لاسلكي للأجهزة الديجيتالية إلى مصادر طاقة محتملة للمصاعد الفضائية.
ولكن لاتزال توجد العديد من العوائق الكبيرة.
حتى القيام بتنفيذ نماذج اولية للنقل اللاسلكي ضيق المدى للكهرباء يوضح أن المهندسين لايزال أمامهم طريقًا طويلًا قبل أن تستطيع تلك التقنيات الحديثة إستبدال التقنيات التي في الإستخدام الحالي والواسع.
4- إتصال بكائنات فضائية:
في 1899، خلال الوقت الذي أمضاه تيسلا بكولورادو سبرينجز، كان يقوم بإجراء تجارب على الكهرباء عالية التردد والتليجراف اللاسلكي.
قام تيسلا بإلتقاط موجات راديو مختلفة على معداته.
وإعتقد أن تلك الموجات كانت فضائية المصدر.
“التغييرات التي لاحظت حدوثها كانت تحدث بصفة منتظمة وبإقتراح عالي وواضح لأرقام ونظام لا يُمكن تعقبه لأي سبب آخر معلوم لدي.
لقد كنت معتادًا بالطبع على إضطرابات كهربائية كتلك حيث أن الشمس تقوم بإنتاجها، كما يقوم بإنتاجها الشفق القطبي وتيارات الأرض ذات نفسها، ولقد كنت متأكدًا جدًا من أن تلك المتغيرات لم تكن سبب مايحدث” كتب تيسلا في مجلة Collier الأسبوعية في 1901.
“يستمر الشعور داخلي ينمو بأنني كنت أول من يستمع إلى تحية من كوكب لآخر” يقول تيسلا.
لم يصدق المجتمع العلمي أن تيسلا قام بالإتصال بفضائيين، ولكن لاحقًا تم إقتراح أنه قد إلتقط موجات راديو، ظاهرة لم تكن معلومة في ذلك الوقت.
أو من المحتمل أن معدات تيسلا الحساسة إلتقطت رسائل الراديو التي كان يقوم جاليلمو ماركوني المخترع الإيطالي في ذلك الوقت ببثها من أوروبا.
5- الهواتف المحمولة:
في 1901، أثناء عمله على صنع راديو عابر للمحيط الأطلنطي، إقترح تيسلا مايبدو الآن أنه هاتف محمول معاصر لمموله جاي بي مورجان.
الفكرة كانت عبارة عن صنع خطة لـ”نظام تيليجرافي عالمي” يسمح بالتواصل الفوري للأخبار بين الأفراد على أجهزة محمولة في اليد.
تيسلا إعتقد ان مورجان يستطيع كسب أموال عن طريق تصنيع مستقبلات كتلك، يُمكن أن يستخدمها أي فرد، ويمك أن تلتقط الرسائل الصوتية أو الموسيقى التي تُعزف في أماكن بعيدة.
طبقًا إلى دابليو بي كارلسون، مؤرخ في جامعة فيرجينيا، ومؤلف كتاب “تيسلا: مُخترع العصر الكهربي” فقد قام العالم بالتنبؤ بالهواتف المحمولة، وكان تنبؤه إشارةً لثقافة المستخدم التي يتميز بها القرن الحادي والعشرين.