وافق التاسع من شباط (فبراير) عام 2020 أول ظهور للقمر العملاق هذا العام، والقمر العملاق هو أكبر ظهور لقمر مكتمل.
لكن هذا التعريف فضفاض، إذ إنه يحدث عند اكتمال القمر واقترابه من الأرض بنسبة 10%.
لكن في الحقيقة القمر العملاق ليس عملاقًا. يسود الكثير من سوء الفهم عن القمر وكيفية ظهوره في السماء، وفيما يلي 5 أمثلة من تلك المعتقدات الخاطئة، وكيف يمكنك دحضها بنفسك.
1- القمر العملاق
من وجهة نظر المراقب الأرضى، يلاحَظ أن القمر أكبر بنسبة 14% مقارنةً بحجمه عندما يكون أصغر ما يمكن، وهو فارق يمكنك ملاحظته عندما ترى القمر العملاق والقمر الطبيعي متجاورين.
لكن أعيننا لا يمكنها قياس الحجم الظاهري للأجسام في السماء بدقة دون مقارنتها بشيء آخر، وهذا ما يخدعنا.
فالقمر لا يزداد حجمه فجأة، بل يكبر ويصغر تدريجيًّا على مدار الشهر، ولمعرفة الحجم الحقيقي للقمر العملاق، تحتاج إلى مقارنته مع عدة اكتمالات في أشهر سابقة، وستدرك حينها أن الفرق صغير جدًّا.
2- يوجد جانب مظلم للقمر
يسود اعتقاد خاطئ بأن للقمر جانب مظلم لا يرى ضوء الشمس مطلقًا، ويرجع ذلك لاعتقادنا بأن القمر لا يدور حول محوره، إذ لا نرى منه سوى الجانب نفسه دائمًا.
لكن الحقيقة هي أننا نرى الجانب نفسه للقمر لأنه يدور حول محوره في نفس وقت دورانه حول الأرض، ويمكنك أن تختبر ذلك بنفسك، بالدوران ببطء حول كرسي في منزلك مع إبقاء نظرك موجهًا نحوه باستمرار.
لاحظ أنه في أثناء التفافك ترى الكرسي أمام النافذة ثم لاحقًا أمام المكتب وهكذا، اعتمادًا على موقعك، وإذا توقفت سترى خلفية واحدة فقط للكرسي، أما لرؤية جميع أجزاء الغرفة، ستحتاج إلى الدوران باستمرار.
يدور القمر بنفس الطريقة، إذ يدور حول الأرض وحول نفسه، ويبدو نصفه المقابل للشمس مضيئًا دائمًا، ما يعني أن كل أجزائه ترى النور على مدار الشهر.
3- يسبب ظل الأرض مراحل القمر
يظهر القمر في أطوار على مدار الشهر، لكن إرجاع ذلك إلى ظل الأرض عليه غير صحيح.
يرجع الأمر في حقيقته إلى كيفية نظرنا إلى القمر، فبناءً على موقع الأرض منه نرى الجانب المواجه للأرض مُظلمًا أو مُضيئًا.
لفهم ذلك، ضع كرةً على الحائط وافترض أنها القمر، وامشِ حولها مفترضًا أن الشمس خلفك، سترى الجانب المرئي من الكرة مضاءً (مثل القمر المكتمل). وعندما تصبح الشمس عن يمينك وأنت مقابل الكرة، سترى النصف الأيمن من الكرة مضاءً، مثل نصف القمر. وعندما تكون الكرة أمامك والشمس خلفها، يصبح الجانب المظلم من الكرة مواجهًا لك، مثل القمر في المحاق.
يثبت ذلك أيضًا أن ظل الأرض ليس مسؤولًا عن مراحل القمر، إذ إن الأرض كروية والمفترض أن يكون ظلها دائريًّا.
ولو كان ظل الأرض هو المسؤول عن طور القمر المحدب gibbous moon، فيجب أن يكون كوكب الأرض على شكل موزة!
الاستثناء الوحيد لذلك هو خسوف القمر lunar eclipse، إذ يدخل القمر بالفعل في ظل الأرض.
4- يختلف تحرك القمر في السماء الجنوبية
يمكن تحديد كون القمر يكبر أو يصغر من اتجاه الهلال، إذا كنت في نصف الكرة الشمالي، تمثل كلمة DOC أطوار القمر، فهو بالترتيب إما على شكل حرف D أو على شكل حرف O أو على شكل حرف C.
عندما يبدو القمر على شكل حرف D، أي جهة الانحناء المضاء إلى اليمين، فالقمر حينها في طريقه إلى الاكتمال )الهلال الأول waxing moon)، وعندما يبدو على شكل حرف O فسيكون مكتملًا (البدر full moon)، وعندما يبدو على شكل حرف C، أي جهة الانحناء المضاء إلى اليسار، فهو في طريقة إلى الاختفاء (الهلال المتناقص waning moon).
لكن هذا التتابع ينعكس في نصف الكرة الجنوبي ليصبح COD، وهو ما قد يسبب بعض الارتباك، خاصةً أن حركة القمر تبدو من اليمين إلى اليسار في نصف الكرة الجنوبي، عكس نصف الكرة الشمالي إذ يتحرك من اليسار إلى اليمين.
لكن التفسير بسيط، ويثبت كروية الأرض كذلك، فعندما تتحرك من نصف الكرة الشمالي إلى الجنوبي (أو العكس)، فإن نقطة رؤيتك للقمر تنقلب رأسًا على عقب.
أي أنه بالنسبة إلى نقطتك المرجعية (نقطة رؤيتك للسماء)، ستلاحظ انعكاس أماكن وجود القمر والنجوم، ويمكنك فعل ذلك بنفسك، بالانحناء لتنقلب وترى القمر والسماء من بين ساقيك.
وبما أننا نرى القمر بالمقلوب عندما ننتقل إلى نصف الكرة المعاكس، فستنعكس مراحل القمر أيضًا، لكن هذه المراحل تبدأ في الجانب الشرقي من السماء وتنتهي في الجانب الغربي، ما يعني حركة المسار من اليمين إلى اليسار.
5- لا يواجه هلال القمر الشمس دائمًا
يُقال إن انحناء الهلال يشير دومًا إلى موقع الشمس، لكننا لا نراه كذلك دائمًا بسبب الميل الوهمي للقمر.
نفترض أن الخط الذي يصل بين نقطتين -القمر والشمس- سيكون مستقيمًا.
ولكن بما أننا ننظر إلى هاتين النقطتين من موقع ثابت على كوكب كروي، فسيكون الخط منحنيًا بالفعل، وإذا غيرنا موقعنا لنرى النقطتين بوضوح، سيعطينا هذا رؤيةً أكثر واقعية.
ويمكنك اختبار بذلك بنفسك بالانحناء إلى الخلف مع تثبيت نظرك إلى القمر حتى تصبح الشمس إلى يمينك أو يسارك تمامًا.
اقرأ أيضًا:
هل بإمكاننا أخيرا قياس سطوع القمر ؟!
ما سبب صعوبة الهبوط على سطح القمر ؟
ترجمة: فارس بلول
تدقيق: محمد حسان عجك
مراجعة: أكرم محيي الدين