هل تحب السهر في الليل أكثر من الاستيقاظ صباحًا؟ هل لديك مشكلة في النوم حتى وقت متأخر؟ هل يعد الاستيقاظ باكرًا صراعًا؟ هل تعد الدروس أو الاجتماعات أو النشاطات الصباحية صعبة بالنسبة لك؟ إذا كان الأمر كذلك، من الممكن أن تكون مصابًا باضطراب طور النوم المتأخر.
اضطراب طور النوم المتأخر هو اضطراب في إيقاع الساعة البيولوجية، يمكن أن يجعل مواعيد النوم والاستيقاظ لدى المصاب متأخرةً عن معظم الناس. تحدث هذه الحالة بسبب تأخر في توقيت ساعة الجسم الداخلية أو إيقاع الساعة البيولوجية مقارنة مع مواعيد النوم والاستيقاظ التقليدية.
يظهر عادةً اضطراب طور النوم المتأخر خلال فترة البلوغ ويصيب المراهقين، ويمكن أن يستمر أحيانًا حتى سن البلوغ. وتعد هذه الحالة من الحالات الشائعة، إذ يقدر أنها تصيب ما يقارب 16% من المراهقين و3% من البالغين.
أعراض اضطراب طور النوم المتأخر
تتضمن أعراض متلازمة اضطراب طور النوم المتأخر ما يلي:
صعوبة النوم في الوقت المخصص:
قد يواجه المريض مشكلةً في النوم قبل الساعة الواحدة صباحًا. ومن الممكن أن يعاني من عدم القدرة على النوم لساعات، حتى لو كان يذهب إلى النوم في وقت منطقي كل ليلة. قد يجد نفسه يمضي الوقت بالقراءة أو مشاهدة التلفاز أو الحديث على الهاتف أو الاستماع إلى الموسيقى أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو لعب الألعاب.
صعوبة الاستيقاظ باكرًا:
عدم القدرة على النوم في الوقت المحدد قد يجعل الاستيقاظ باكرًا أمرًا صعبًا، وذلك بسبب عدم أخذ قسط كافٍ من النوم. وقد يبدو الالتزام ببرنامج محدد من الساعة التاسعة صباحًا إلى الساعة الخامسة أشبه بالصراع.
الإفراط في النوم أثناء النهار:
الاستيقاظ باكرًا دون الحصول على قدر كاف من النوم، قد يسبب شعورًا بالتعب والنعاس الشديدين في أثناء النهار.
نوم منعش في العطل:
على النقيض من ذلك، يشعر أغلب المرضى بتحسن كبير في الأيام التي يستطيعون النوم فيها مثل عطلة نهاية الأسبوع أو العطل الأخرى، وذلك لأنهم يحصلون على قسط كافٍ من النوم. وقد يتأخر وقت الاستيقاظ الطبيعي في الصباح أو بعد الظهر.
من الممكن أن يكون لهذه الأعراض الجسدية نتائج مزعجة. على سبيل المثال، عدم القدرة على الاستيقاظ باكرًا في الوقت المحدد قد تعيق نشاطات المريض اليومية وتسبب له مشكلات بالالتزام بالدراسة أو العمل. علاوةً على ذلك، يتوقع الناس أن الشخص الذي ينام حتى وقت متأخر من الصباح أو ما بعد الظهر هو شخص كسول، ولا يدركون أن هذا الأمر خارج عن إرادته.
تأثير اضطراب طور النوم المتأخر
قد يؤدي اضطراب طور النوم المتأخر إلى الحرمان المزمن من النوم، الأمر الذي يؤثر في الصحة العامة ونوعية الحياة بعدة طرق.
التأثير في الصحة الجسدية:
من الممكن أن يؤثر الحرمان من النوم على الصحة الجسدية، ويزيد خطر الإصابة بحالات صحية مثل:
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب.
- السكتات الدماغية.
- داء السكري.
- السمنة.
- أمراض الكلى.
قد يزيد الحرمان من النوم أيضًا خطر التعرض للإصابات، أو حتى الموت بسبب السقوط أو الحوادث في مكان العمل أو حوادث السيارات.
التأثير على الصحة العقلية:
من الممكن أن يؤثر عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم في الصحة العقلية، وأن يقود إلى أعراض مثل:
- حدة الطباع.
- الإحباط.
- قلة التركيز.
- عدم القدرة على التركيز.
- التردد.
- صعوبة التعلم.
- ضعف القدرة على اتخاذ القرار.
- المماطلة.
- رد فعل بطيء.
- عدم القدرة على الحكم على ردود فعل ومشاعر الآخرين.
- القلق في الأماكن الاجتماعية أو المهنية.
- التوتر الشديد.
- الاكتئاب.
- أفكار انتحارية.
- الميل إلى استخدام الأدوية بكثرة.
تشير مراجعة في عام 2018، إلى وجود رابط كبير بين اضطراب طور النوم المتأخر والحالات العقلية الصحية. إذ يعاني 70% من المصابين باضطراب طور النوم المتأخر اضطرابًا نفسيًا مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب.
التأثير على نوعية الحياة:
أعراض اضطراب طور النوم المتأخر مثل الحرمان من النمو والنعاس أثناء النهار والتعب المزمن قد تعيق قدرة الإنسان على العمل، وتتسبب في حدوث نتائج سلبية مثل التأخر المتكرر أو عدم الحضور إلى المدرسة أو العمل، إضافةً إلى زيادة فرص الفشل الأكاديمي أو المهني، واضطرابات في العلاقات العائلية والاجتماعية.
تشير مراجعة عام 2014 إلى أن من عانى اضطراب طور النوم المتأخر في سن المراهقة، قد يعاني نتائج سلبية حتى مرحلة البلوغ حتى لو لم يعد مصابًا بهذا الاضطراب.
أسباب اضطراب طور النوم المتأخر
فيما يلي بعض الأعراض المحتملة لاضطراب طور النوم المتأخر:
عدم التوازن الهرموني:
تساعد الهرمونات مثل الميلاتونين والكورتيزول في المحافظة على دورة نوم واستيقاظ متوازنة، بتعزيز النعاس واليقظة على الترتيب. من الممكن أن يقود عدم التوازن في هذه الهرمونات إلى اضطراب طور النوم المتأخر.
علم الوراثة:
قد يكون اضطراب طور النوم المتأخر وراثيًا، لذا فإن وجود عامل وراثي قد يزيد فرصة إصابة الشخص بهذا الاضطراب.
البلوغ:
يتغير الإيقاع اليومي، الذي يسمى أيضًا بساعة الجسم الداخلية عند الوصول لسن البلوغ. في حين أنه من الطبيعي أن يتأخر قليلًا، لكن التأخر الكبير الذي يحدث غالبًا بسبب التراكم في مستويات الميلاتونين، قد يقود إلى اضطراب طور النوم المتأخر.
تشخيص اضطراب طور النوم المتأخر
في حال الاشتباه بالإصابة باضطراب طور النوم المتأخر، تجب مراجعة طبيب مختص في النوم. من الممكن أن يؤمن طبيب الرعاية الأولية الإحالة إذا كان المريض بحاجة لذلك.
قد تتضمن عملية التشخيص الخطوات التالية:
المقابلة السريرية:
سيسأل الطبيب عن التاريخ الطبي والأعراض ونمط الحياة. وسيحتاج إلى فهم نمط النوم الطبيعي وكيفية تأثيره في القدرة على العمل.
الفحص الجسدي:
من الممكن أن يساعد الفحص الجسدي مقدم الرعاية الصحية في استبعاد الحالات الأخرى التي قد تفسر الأعراض الموجودة.
أكتيغراف:
هي أداة صغير قابلة للارتداء، تحوي حساسات للحركة تقيس دورات النوم والاستيقاظ. قد يطلب مقدم الرعاية الصحية من المريض ارتداء واحد منها لمدة قد تصل إلى أسبوعين.
دراسة النوم:
قد تساعد دراسة النوم على مراقبة عدة معايير، مثل معدل القلب وموجات الدماغ والتنفس ومستويات الأكسجين وحركات العين والساق في أثناء النوم.
اختبارات هرمونية:
قد يجري الطبيب اختبارات أخرى لفحص مستويات الهرمونات، مثل الميلاتونين والكورتيزول في اللعاب.
معالجة اضطراب طور النوم المتأخر
فيما يلي بعض استراتيجيات العلاج والتأقلم مع اضطراب طور النوم المتأخر:
العلاج الزمني:
يعد العلاج الزمني تقنيةً سلوكيةً تتضمن تغييرًا تدريجيًا في وقت النوم ووقت الاستيقاظ، بجعل وقت النوم أبكر قليلًا كل يوم.
الأدوية والمكملات:
من الممكن أن تساعد الأدوية مثل حبوب النوم والمكملات مثل الميلاتونين على النوم في الوقت المناسب، ويجب أن يشرح الطبيب كيفية استخدامها للمريض.
العلاج بالضوء:
تتزامن ساعة الجسم مع توفر الضوء، لأننا مبرمجون حيويًا على أن نكون نشيطين في أثناء النهار عند وجود الضوء في الخارج، والنوم عندما يحل الظلام. قد يساعد التعرض إلى الضوء الساطع في الصباح بواسطة ضوء الشمس الطبيعي أو صندوق الضوء أو مصباح العلاج بالضوء على إعادة ضبط الساعة الداخلية، لتكون أكثر تزامنًا مع البيئة الخارجية.
يوميات النوم:
من الممكن أن يساعد الاحتفاظ بمذكرات النوم على تتبع أنماط النوم والأعراض، ويمكن مشاركة هذه المعلومات مع الطبيب.
عادات النوم:
قد تساعد ممارسة عادات النوم الصحية على تحسين وقت النوم وجودته، وذلك بالحصول على بيئة نوم معتدلة البرودة ومظلمة وهادئة، والالتزام بروتين نوم واستيقاظ ثابت. إضافةً إلى تجنب الشاشات الإلكترونية قبل النوم والابتعاد عن الكافيين في المساء.
الدعم:
في حال وجود أي أعراض إدراكية أو عاطفية أو سلوكية بسبب نقص النوم، قد يكون من المفيد زيارة مقدم الرعاية الصحية العقلية، الذي قد يساعد أيضًا على التأقلم مع النتائج السلبية الأخرى المرتبطة مع الحالة مثل الأداء الأكاديمي والعمل الضعيف والعلاقات العائلية المتوترة.
قد يمنع اضطراب طور النوم المتأخر المريض من الحصول على قدر كاف من النوم، الأمر الذي قد يؤثر في صحته العامة. من الممكن أن يساعد اتخاذ خطوات لعلاج الحالة وإعادة ضبط ساعة الجسم على تحسين الصحة والأداء في العمل أو المدرسة، إضافةً إلى الحياة الاجتماعية والعائلية.
اقرأ أيضًا:
اضطرابات النوم: الأنواع والأسباب والعلاج
تعرف على أهم أسباب اضطرابات النوم
ترجمة: ليليان عازار
تدقيق: جنى الغضبان