هل نظرت يومًا إلى أحد القرارات المروعة التي اتخذتها وتسائلت بماذا كنت أفكر حينها؟! حسنًا، في الواقع توجد فرصة كبيرة أنك لم تكن تفكر.
بدلًا من ذلك، لقد اتخذت ذلك القرار معتمدًا على مشاعرك لا على المنطق.
سواء أقابلت شخصًا جذابًا وعاملك بسوء، أو أنك أضعت الكثير من النقود في استثمار سيء، مشاعرك قد تضللك إذا لم تكن حذرًا.
كلما كانت مشاعرك أقوى، كلما كانت قراراتك غير واضحة.
أفضل القرارات تتخذ عندما يكون هناك توازن جيد وحذر بين المشاعر والمنطق.
عندما تكون مشاعرك قوية جدًا فإن تفكيرك المنطقي سينخفض؛ مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية.
ولديك هنا أربع طرق يمكن لمشاعرك أن تؤثر فيها على قراراتك:
1- الحماسة والإثارة يمكن أن تجعلك تبالغ في تقدير فرص النجاح:
هنالك سبب في أن الملاهي تستخدم الأضواء الساطعة والأصوات العالية جدًا، إنهم يرويدن منك أن تشعر بالحماسة والإثارة.
كلما شعرت بإثارة أكبر، فأنت على الأرجح ستبقى وتنفق مبالغ أكبر.
عندما تشعر بالحماسة تجاه شيء ما، فأنت أكثر عرضة لتقلل من أخطاره، سواء كنت ستأخذ قرضًا كبيرًا من أجل تلك الفرصة المثيرة، أو كنت ستراهن بكل أموالك على ذلك الحصان المثير للإعجاب.
2- القلق في جانب واحد من حياتك يتسرب إلى الجوانب الأخرى:
اذا كنت قلقًا حيال شيء ما يحدث في حياتك؛ لنفترض -على سبيل المثال- أنك قلق حول صحتك، أو أنك متوتر بسبب تفكيرك بشراء منزل جديد؛ فإن هذا القلق يمكن أن يسبب لك قلقًا جديدًا في قرارات العمل الخاصة بك أيضًا.
على الرغم من أن الأمرين غير متعلقين ببعضهما، فقد أظهرت الأبحاث أنك على الأرجح ستجد صعوبة في الفصل بين الأمرين.
إن القلق بشأن موضوع محدد يمكن أن يطول، إذا كنت تشعر بالتوتر؛ فإنك قد ترفض أن تحدث تغييرًا بقرارك.
ومن المرجح أن يكون تفكيرك مشوشًا.
3- الشعور بالحزن يمكن أن يحد من قدراتك:
أظهرت الأبحاث أنك من المرجح أن تخفض من أهدافك وطموحاتك عندما تشعر بالحزن.
في إحدى الدراسات، طلب من المشاركين بيع أشياء مختلفة، حدد المشاركون الذين كانوا يشعرون بالحزن أسعارًا أقل من بقية المشاركين.
ويشك الباحثون أن الحزن قد دفعهم إلى تحديد أسعار أقل، على أمل أن تحقيق هذه الغاية ستحسن من مزاجهم.
إن توقعاتك المنخفضة تجاه نفسك، يمكن أن تمنعك من تحقيق أكبر قدراتك.
قد تقرر عدم كتابة طلب للحصول على تلك الترقية، أو قد تقرر أن لا تفاوض من أجل ما تريد، كل هذا لأنك تشعر بالحزن والخيبة.
4- الغضب والحرج يمكن أن يؤديان إلى اتخاذ قرارات غير صائبة:
إن العواطف الشديدة يمكن أن تؤدي لاتخاذ قرارات متهورة إن لم تكن حذرًا، فالغضب والحرج قد يجعلانك عرضة لمخاطر كبيرة.
يعتقد الباحثون أن المشاعر السلبية القوية تضعف مهارات تنظيم الذات.
بطبيعة الحال، عندما تكون عاطفيًا جدًا فمن الممكن للمخاطر التي تواجهها أن تدمرك.
تحقيق التوازن بين العاطفة والمنطق:
بالتأكيد، فإن المشاعر تلعب دورًا في اتخاذ القرارات العملية.
يمكن للقلق أن يبعدك عن اتخاذ القرارات الصحيحة، كما يمكن للملل أن يشعل الشرارة التي تقودكم لاتباع شغفكم.
ولجعل خياراتك متوازنة: اعترف بعواطفك، واهتم بالطريقة التي تشعر بها، وأدرك مدى تأثير تلك المشاعر على تفكيرك وسلوكك.
زد من تفكيرك المنطقي وأنقص من ردات فعلك العاطفية.
اصنع قائمة وضع فيها مشاعرك الإيجابية والسلبية وقراراتك المصيرية.
- إعداد: ضياء عكيل.
- تدقيق: دانه أبو فرحة.
- تحرير: عيسى هزيم.
- المصدر