بقصد التعرف و فهم بعض الدوائر العصبيّة المميزة ، قام علماءٌ من جامعة Wisconsin-Madison بمراقبة النشاط الكهربائي لأدمغة أشخاصٍ قاموا بتخيّل مشاهد و مشاهدة فيديوهات.
خلال التخيّل ، وجد الباحثون زيادةً في تدفّق المعلومات من الفص الجداري إلى الفص القذالي (القفوي) ، أي من المناطق العليا في الدماغ التي تقوم بدمج معطيات العديد من الحواس إلى المناطق السفلى.
و على النقيض فأنّ المعلومات المرئية بالعين تميل إلى التدفّق من الفص القذالي (القفوي) و الذي يشكّل غالبية القشرة المخيّة البصريّة باتجاه الأعلى إلى الفص الجداري.
“يبدو أنّ هناك ما هو موجّه في أدمغتنا و أدمغة بعض الحيوانات فالسيّالات العصبيّة تنتقل باتجاهٍ معيّنٍ ثم تتوقف و من ثم تبدأ من مكانٍ آخر و هذا الموضوع لم يتمّ بحثه جيداً حتى الآن” بحسب الباحث
و لأن أجهزة التخطيط الكهربائي للدماغ EGG تلتقط إشاراتٍ أخرى قد لا تكون على علاقة بما يريد الباحثون دراسته و للتركيز على بعض الدوائر العصبية التي يريد الباحثون دراستها.
فقد طُلب من الخاضعين للتجربة مشاهدة مقاطع فيديو قصيرة قبل أن يقوموا بمحاولة تخيّل ما رأوه مجدداً من ذاكرتهم في حين طُلب من آخرين أن يتخيّلوا أنفسهم على دراجةٍ و أن يركّزوا في تخيّلهم على تفاصيل الأشكال التي يتخيلونها و من ثم تُعرض عليهم مقاطع قصيرة صامتة لمناظر طبيعية.
و باستخدام خوارزمية طوّرها Van Veen لتوضيح معطيات الـ EGG ، تمكّن العلماء من الحصول على دليلٍ قويٍ على التدفّق الموّجه للمعلومات في الدماغ.
وقد نشر Van Veen بالتعاون مع Giulio Tononi أستاذ طب النفس و عالم الأعصاب في جامعة W-Madison و آخرون من جامعة ليج في بلجيكا النتائج الأخيرة في دوريّة NeuroImage. و سيؤدي هذا العمل إلى تطوّير أدواتٍ جديدة تساعد Tononi في فهم ما يحدث في الدماغ أثناء النوم و اليقظة.