إضافةً إلى المتهمين المعتادين مثل الثوم والبصل، قد تسبب أطعمة مثل اللحوم الحمراء والأسماك والبهارات رائحة كريهة أيضًا.
يمكن أن تجعل الأطعمة الحارة أو اللاذعة رائحة أجسادنا قوية، فإذا تناولنا الخبز بالثوم أو وعاءً من حساء البصل سيؤثر ذلك حتمًا في أنفاسنا، فضلًا عن ذلك قد تؤثر الأطعمة الأخرى في رائحة أجسادنا أيضًا.
يرتبط العرق برائحة الجسم، لكن سبب الرائحة القوية التي تنبعث من الإبطين ومنطقة الفخذين أحياناً تُعزى إلى الغدد العرقية المرتبطة بجريبات الشعر المسؤولة عن ظهور البقع في منطقة الإبطين على سبيل المثال عند امتزاج العرق الناتج عن تلك الغدد مع البكتيريا على سطح الجلد.
وعلى هذا، قد تزداد هذه الرائحة أو تتأثر بنوعية طعامنا، سواء كان ذلك بسبب الأطعمة الحارة التي تسبب زيادة في التعرق، أم بسبب الأطعمة الغنية بالكبريت كالثوم الذي ينتقل عبر العرق.
ما الأطعمة التي تؤثر في رائحة أجسادنا؟
إن الأطعمة التي تؤثر بنحو أساسي في أجسادنا تلك التي تحتوي على نسبة مترفعة من حمض الكبريتيك؛ وعلى هذا نُورد بعض الأطعمة التي قد تسبب تغيرًا في رائحة أجسادنا ولماذا.
البهارات:
قد يكون للبهارات -مثل الكاري والكمون والحلبة- تأثيرًا قويًا عندما تلتصق باللسان والأسنان، لكن قد تعلق رائحتها أيضًا بالشعر والجلد والملابس؛ إذ تحتوي هذه البهارات على مركبات متطايرة تُمتص في مجرى الدم ثم تنطلق من خلال الغدد العرقية ما يؤدي إلى انبعاث رائحة نفاذة.
البصل والثوم:
يعد كل من البصل والثوم نباتات ذات رائحة كريهة عند تناولهما، لكنهما يعدان مصدرين لتعزيز عملية التمثيل الغذائي، وزيادة حرارة الجسم، وزيادة التعرق. وفقًا لطبيبة الجهاز الهضمي كريستين لي فإن كلًا من الثوم والبصل قد يسببان اختلاط البكتيريا الموجودة على الجلد بالعرق الذي يفرزه الجسم من خلال الغدد العرقية ما يؤدي إلى انبعاث الرائحة الكريهة.
اللحم الأحمر:
عند تناول اللحوم الحمراء قد تُفرز بروتينات عديمة الرائحة من خلال العرق، لكن بحسب الدكتورة لي: «عند اختلاط هذه البروتينات مع البكتيريا على سطح الجلد يؤدي ذلك إلى تعزيز الرائحة»، لذلك يعد اللحم الأحمر مصدرًا آخر لرائحة الجسم.
الخضار الصليبية الكرنبية:
قد تسبب الخضروات أيضًا بعض الرائحة غير المتوقعة؛ إذ تُطلق الخضروات الصليبية، مثل: البروكلي، والملفوف، وكرنب بروكسل، والقرنبيط حمض الكبريتيك. تُكثف هذه الرائحة من خلال التعرق أو التنفس أو إطلاق الغازات.
الهليون:
في حال كان الهليون جزءًا من النظام الغذائي النباتي المعتاد، فإن له تأثير في البول. عند هضم حمض الهليون في الجسم، فإنه يتحول إلى حمض الكبريتيك ما يؤدي إلى انبعاث رائحة كبريتية قوية من البول عند طرحه من الجسم. لكن نظرًا لاختلاف عملية استقلاب الطعام من شخص إلى آخر، فإن عملية هضم حمض الهليون سوف تختلف من جسم لآخر ما يعني أنه لن تنبعث رائحة كبريتية من كل الأجسام. في بعض الحالات قد يمنع بعض الاختلاف الجيني من ظهور الرائحة.
الكحول:
قد يثير تناول العصائر أو بعض الكحوليات مثل النبيذ بعض الروائح غير المرغوب بها؛ إذ يُستقلب الكحول إلى حمض الأسيتيك (حمض الخل) الذي يُطلق من خلال مسام الجلد ومن خلال التنفس أيضًا.
الأسماك:
قد يكون السمك أحد الأطعمة التي تؤثر في رائحة الجسم؛ إذ إنه في حالات نادرة جدًا تحول أجسادنا منتجًا ثانويًا من المأكولات البحرية يدعى الكولين إلى ثلاثي ميثيل الأمين الذي يتميز برائحة تشبه رائحة السمك. على هذا، ينتقل مركب الكولين في الجسم ويُطلق عبر الجلد ومن خلال عملية التنفس.
إن الأشخاص الذين يعانون من بيلة ثلاثي ميثيل الأمين تنبعث من أجسادهم رائحة كريهة جراء تناول الأطعمة الأخرى مثل الفول والبروكلي والقرنبيط والفول السوداني، ومنتجات الصويا. لكن هذه الحالة النادرة للغاية تؤثر فقط في بعض الأفراد، على هذا سيكون معظم الناس قادرين على تناول الأسماك من دون قلق.
كيف تحافظ على رائحة جيدة للجسم؟
إن رائحة الجسم جزء طبيعي من حياتنا اليومية، لكن الحفاظ على رائحة أجسادنا جميلةً قد يكون أمرًا مرهقًا ومحرجًا للبعض أحيانًا، ففي حال زيادة رائحة الجسم أكثر من المعتاد تجب إعادة النظر في عادات النظافة الخاصة لدى كل شخص، فضلًا عن إعادة النظر في الأطعمة التي نتناولها.
بعض العادات الجيدة لتقليل رائحة الجسم:
- الحفاظ على النظافة الشخصية: من خلال اتباع روتين استحمام ثابت؛ أي الاستحمام بانتظام، وغسل الجسم جيدًا، والتركيز على المناطق التي تحتوي على الغدد العرقية مثل الإبط ومنطقة الفخذين، واستخدام صابون مضاد للبكتيريا المسببة للرائحة الكريهة، وغسل المناشف وأردية الحمام بانتظام.
- ارتداء ملابس خفيفة: يُنصح بارتداء ملابس فضفاضة مصنوعة من الأقمشة الطبيعية مثل القطن أو الكتان خاصةً عندما يكون الجو حارًا درءًا للتعرق، وتجنب ارتداء الملابس المصنوعة من الأقمشة الصناعية كالبوليستر أو النايلون التي تحبس العرق والبكتيريا ما يزيد من رائحة الجسم.
- استخدام مضادات ومزيلات التعرق: تقلل مضادات التعرق كمية العرق، في حين تخفي مزيلات التعرق الرائحة.
- شرب كثير من الماء: يساعد الماء على التخلص من السموم وتقليل رائحة الجسم، يُنصح بشرب ثمانية أكواب من الماء يوميًا على الأقل.
- تعديل النظام الغذائي: من خلال تجنب الأطعمة التي تسبب رائحة كريهة مثل الثوم والبصل أو تناولها باعتدال، إضافة إلى استعمال الأعشاب والتوابل لإضفاء نكهة إلى الطعام.
الجدير بالذكر أن رائحة الجسم تتأثر بعوامل أخرى مثل الوراثة والنظافة الشخصية وبعض الحالات الطبية، في هذه الحالات يجدر إعادة تقييم النظام الغذائي أو التحدث إلى الطبيب لاستبعاد أي حالة طبية كامنة.
اقرأ أيضًا:
الفيروسات يمكن أن تغير رائحة الجسم ليكون أكثر جاذبية للبعوض
هل النباتيين لديهم رائحة عرق كريهة أكثر من آكلي اللحوم والنباتات
ترجمة: آية عبد الفتاح
تدقيق: ريمي سليمان