اللمفوما هي سرطان يصيب الخلايا اللمفية، وهي نوع من الكريات البيض الموجودة في الجهاز المناعي. اللمفوما هي النوع الأشهر من سرطان الدم، وتنقسم إلى نوعين: اللمفوما الهودجكينية واللمفوما غير الهودجكينية، اعتمادًا على نوع الخلية اللمفية المصابة.
تقسم اللفموما غير الهودجكينية إلى مجموعتين: لمفوما الخلايا البائية ولمفوما الخلايا التائية.
وفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان، تمثل لمفوما الخلايا التائية أقل من 15% من حالات اللمفوما غير الهودجكينية. تظهر لمفوما الخلايا التائية بأشكال متعددة. الأعراض والعلاج يعتمدان على النوع ومدى تقدم المرض وقت التشخيص.
أنواع لمفوما الخلايا التائية
من أنواع لمفوما الخلايا التائية: «لمفوما الخلايا التائية الجلدية»، اختصارًا (CTCL). تصيب الجلد أساسًا، وقد تصيب أيضًا العقد اللمفية والدم والأعضاء الداخلية.
تنقسم لمفوما الخلايا التائية الجلدية إلى نوعين أساسيين:
- الفطار الفطري: يسبب العديد من البقع، التي قد يُخلط بينها وبين أمراض أخرى، مثل التهاب الأدمة أو الإكزيما أو الصُداف.
- متلازمة سيزاري: نوع متقدم من الفطار الفطري يصيب الدم، وقد ينتشر إلى العقد اللمفاوية والأحشاء.
من الأنواع الأخرى للمفوما الخلايا التائية:
- لمفوما الأرومات المناعية الوعائية: تميل إلى أن تكون أكثر عدوانية.
- لمفوما الخلايا الكبيرة: تتضمن 3 أنواع، وتصيب الجلد والعقد اللمفية وأعضاء أخرى.
- طليعة لمفوما الخلايا التائية: تبدأ بالتيموس وتمتد لتشمل المنصف بين الرئتين.
- لمفوما الخلايا التائية السطحية: مجموعة من الأمراض التي تندرج ضمن أي من الأنواع السابقة.
عوامل الخطورة:
من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة باللمفوما غير الهودجكينية:
- العمر: أكثر من خمسين عامًا.
- الجنس: أكثر شيوعًا لدى الذكور.
- ضعف المناعة.
- الإصابة بالفيروسات مثل فيروس فيروس تي- الليمفاوي البشري من النوع الأول، وفيروس إبشتاين بار.
أعراض لمفوما الخلايا التائية:
قد لا تظهر أي أعراض في المراحل الأولى للمرض. تختلف الأعراض تبعًا لنوع اللمفوما.
أعراض الفطار الفطري:
- حكة.
- أورام قد تتطور إلى قرحات.
- لويحات ثخينة بارزة.
- بقع من جلد متقشر مسطح.
أعراض متلازمة سيزاري:
- طفح أحمر مثير للحكة ينتشر في الجسم.
- تغيرات في الأظفار والشعر.
- تضخم العقد اللمفية.
- وذمات.
أعراض أخرى للمفوما الخلايا التائية:
إلى جانب الأعراض الجلدية، قد تسبب لمفوما الخلايا التائية أعراضًا أخرى مثل:
- نزف متكرر وظهور كدمات.
- عدوى.
- حمى دون سبب معروف.
- التعب والوهن.
- ألم بطني دائم في الجهة اليسرى، بسبب تضخم الطحال.
- الشعور بامتلاء البطن.
- تكرار التبول.
- إمساك.
تشخيص لمفوما الخلايا التائية:
يأخذ الطبيب عينة من النسيج غير الطبيعي مثل العقد اللمفاوية المتضخمة. تُفحص العينة لتحديد نوع اللمفوما.
يمكن تشخيص لمفوما الخلايا التائية بفحص الدم، إذ يُقاس تعداد الخلايا في الدم.
تساعد هذه المعلومات الطبيب على التشخيص الصحيح.
مراحل لمفوما الخلايا التائية:
بعد تحديد نوع اللمفوما، يخضع المريض لفحوص أخرى تُجرى لتحديد مرحلة اللمفوما، منها التصوير الطبقي المحوري.
في بعض الحالات -عند تشخيص الأطفال باللمفوما- يُجرى التصوير بالرنين المغناطيسي.
من النادر تشخيص مرحلة متقدمة أو متأخرة من لمفوما الخلايا التائية، وحتى إن حدث ذلك فتوجد خيارات علاجية متاحة.
علاج لمفوما الخلايا التائية:
تعتمد خطة العلاج على نوع اللمفوما ومدى تقدم الإصابة ومرحلتها، قد تتطلب الحالة أكثر من نمط علاجي.
يتضمن علاج متلازمة سيزاري والفطار الفطري: العلاج الجلدي والعلاج الجهازي.
العلاج الجلدي:
تُستخدم العديد من الدهانات الموضعية على الجلد مباشرة لتخفيف الأعراض وللقضاء على الخلايا السرطانية. من هذه العلاجات:
- الريتينويد: له تأثيرات جانبية مثل الحكة والطفح والحساسية لأشعة الشمس، يجب تجنب استخدامه في حالة الحمل.
- الستيرويدات القشرية: الاستخدام المديد لها يسبب ترقق الجلد.
- العلاج الكيميائي الموضعي: من تأثيراته الجانبية الاحمرار والتوذم، ويزيد من خطر تطور سرطانات أخرى، لكن آثاره الجانبية أخف مقارنةً بالعلاج الكيميائي الجهازي.
العلاج الجهازي:
تتضمن الأدوية لعلاج اللمفوما: الحبوب والحقن والتسريب الوريدي.
يُستخدم العلاج الكيميائي مع العلاج المستهدف للحصول على أفضل النتائج.
من العلاجات الجهازية:
- بروتوكول علاج كيميائي يُسمى (CHOP)، ويتضمن: سيكلوفوسامايد، وهيدروكسي دوكسوروبيسين، وفينكريستين، وبريدنيزون.
- أدوية جديدة مثل: برالاتريكسات.
- أدوية موجهة مثل: بورتيزوميب، وبيلينوستار، وروميدبسين.
- أدوية المعالجة المناعية: دينيليوكين، وديفيتوكس، وأليمتوزوماب.
في الحالات المتقدمة يستمر العلاج الكيميائي حتى سنتين تقريبًا.
التأثيرات الجانبية المحتملة للمعالجة الكيميائية:
- تساقط الشعر.
- غثيان وتقيؤ.
- إسهال أو إمساك.
- فقر دم، ما يؤدي إلى التعب والوهن وضيق تنفس.
- قلة العدلات: نقص في نوع من الكريات البيض، ما يجعل المريض عرضة للأمراض المعدية.
- قلة الصفيحات: ما يؤدي إلى نزف وصعوبة في تخثر الدم.
المعالجة بالضوء:
تُستخدم الأشعة فوق البنفسجية (UVA) و(UVB) لقتل الخلايا السرطانية.
تُجرى المعالجة الضوئية عدة مرات في الأسبوع باستخدام مصابيح خاصة.
تُشارك هذه المعالجة مع دواء يُسمى سورالين، إذ يساعد الضوء على تفعيل الدواء وقتل الخلايا السرطانية.
تتضمن التأثيرات الجانبية: الغثيان وحساسية الجلد والعين، وقد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد في المراحل المتقدمة.
المعالجة الشعاعية:
تستخدم المعالجة الشعاعية جزيئات نشطة شعاعيًا لتدمير الخلايا السرطانية.
يُوجّه الإشعاع إلى الجلد المصاب دون التأثير في الأعضاء الداخلية.
يؤدي هذا النوع من المعالجة إلى طفح جلدي مؤقت وتعب.
المعالجة الضوئية للدم خارج الجسم:
تُستخدم هذه الطريقة لعلاج الفطار الفطري ومتلازمة سيزاري. وهي عملية تستغرق يومين، يُؤخذ دم من المريض ويُعالج بأدوية تُفعل عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية، لقتل الخلايا السرطانية. ثم يُعاد الدم المُعالج إلى جسم المريض.
التأثيرات الجانبية قليلة، قد تتضمن:
- حمى خفيفة.
- غثيان.
- دوار.
- احمرار الجلد.
زراعة الخلايا الجذعية:
يؤخذ نقي عظم من متبرع سليم ويُزرع في مريض اللمفوما. قد يحتاج المريض إلى علاج كيميائي قبل الزرع لكبح النقي المسرطن.
اختلاطات الإجراء قد تتضمن:
- فشل الزرع.
- تضرر العضو.
- سرطانات جديدة.
المضاعفات المحتملة:
في حالة لمفوما الخلايا التائية الجلدية، تقتصر الأعراض على الأعراض الجلدية. لكن مثل أي من أنواع السرطان، قد ينتشر المرض بعد فترة إلى العقد اللمفية والأعضاء الداخلية.
النتائج بعيدة المدى:
معدل البقاء لخمس سنوات في حالات اللمفوما غير الهودجكينية 73%، وفقًا لإحصاء الجمعية الأمريكية للسرطان.
من الضروري جدًا المتابعة مع اختصاصي خلال العلاج والتزام التوصيات مهما كان نوع اللمفوما.
يعتمد كل من الشفاء ومعدل البقاء على نوع اللمفوما ومرحلة تطور المرض عند التشخيص، إضافةً إلى اعتبارات أخرى مثل نوع العلاج المتبع والعمر والحالة الصحية.
الطبيب هو الشخص الوحيد المؤهل لتقييم الوضع وإسداء النصح للمريض.
اقرأ أيضًا:
لمفوما هودجكين: التعريف والأعراض والتشخيص والعلاج
الخلية اللمفية البائية: أصلها ووظيفتها ودورها المناعي
ترجمة: عمار علي نصري
تدقيق: أكرم محيي الدين