1- هناك أمران مؤكّدان في هذا العالم: إننا نولد ونموت.

لكن هل يتحتم علينا ذلك؟ يحاول الملياردير Dmitry Itskov ومجموعته “مبادرة الـ 2045 the 2045 Initiative ” التحايل على الموت عن طريق خلق أجسام اصطناعية لإيواء الذكاء البشري.

2- يعتقد Itskov وأصدقاؤه أن بإمكاننا تطوير”أفاتار” ثلاثي الأبعاد (a hologram avatar) لإيواء شخصية الفرد ضمن دماغ اصطناعي ،وذلك خلال 3 عقود.

3- يدّعي مشروع Terasem’s LifeNaut اليوم قدرته على تحقيق الخلود.

كل ما عليك فعله إنشاء حساب لدى LifeNaut وتحميل (upload) معلومات تخصك بأكبر مقدار ممكن.

يبدو أن ملف العقل “mind file” المتشكل قد يستخدم في المستقبل لإعادة تشكيلك!

4- ليس البحث عن الخلود بدعة من بدع القرن الحادي والعشرين، ففي القرن الثالث قبل الميلاد ابتلع الإمبراطور الصيني Qin Shi Huang الزئبق لينعم بالخلود،ولكن، للأسف فإن ذلك لم ينجح.

5- لا نعرف إن حاول أي شخص إعادة إحياء Qin، لكن في الثمانينات من القرن الماضي وثّق عالم الأنتروبولوجيا والإتنوبوتاني (anthropologist & ethnobotanist) Wade Davis حالات لنهوض الموتى من قبورهم في هاييتي.

6- ادعى Davis أنه بابتلاع الـ tetrodotoxin – وهو سم عصبي يوجد في سمك الينفوخية pufferfish وأنواع أخرى – بدا أنّه من الممكن للأحياء أن يموتوا ويبعثوا لاحقاً من جديد.

7- كان إحياء الموتى أحد اهتمامات معهد الاتحاد السوفييتي للفيزيولوجيا والمعالجة التجريبيتين Soviet Union’s Institute of Experimental Physiology and Therapy تحت إشراف Sergei Bryukhonenko.

8- يفترض أن الفيديو الصادر عام 1940 “تجارب في إحياء الكائنات” Experiments in the Revival of Organisms” قد أثبت عمليات الإحياء التي قام بها المعهد على الأجهزة العضوية وحتى على رؤوس الكلاب المقطوعة!

9- وفي تلك الأثناء وعلى الجانب الآخر من العالم، كان الطيار Charles Lindbergh مع العالم Alexis Carrel يتخيلان العديد من الاختراعات والإجراءات لإطالة عمر الإنسان، كمضخة تروية قلبية اصطناعية.

مات Lindbergh بالسرطان عام 1974.

10 – بينما يلهث البشر خلف الخلود، يبدو أن كائنات أخرى تملكه دون عناء.

في عام 2014 أعاد العلماء إحياء فيروس Pithovirus sibericum الذي حفظ 30.000 سنة في الجليد السيبيري، وذلك بكل بساطة من خلال تذويب الجليد حوله!

11- يعكس قنديل البحر الخالد (Turritopsis dohrnii) دورة حياته: يحول البالغ نفسه من خلال عملية تمايز جديدة للخلايا المتمايزة مسبقاً transdifferentiation ويعود القنديل إلى الطور الفتي.

12- Bdelloid rotifers هي لافقاريات صغيرة خالدة أخرى، كلها إناث وتتكاثر عن طريق تفريخ نسخ أنثوية مطابقة للأم.

13- استوحى العلماء من الـ rotifers وعملوا على استنساخ الثديات منذ قرابة 20 عاماً.

وكانت البداية عام 1996 مع النعجة دولّي (Dolly the sheep) التي تم تخليقها من قبل فريق Ian Wilmut في معهد Roslin في Edinburgh.

14- طورت دولي حالات مرضيّة مرتبطة بالعمر في وقت مبكر وماتت بعمر الـ6 سنوات، علماً أن النعاج تعيش غالباً 12 سنة.

وجد الباحثون أنّ التيلوميرات – وهي قلنسوات واقية في نهايات الصبغيات تقل مع العمر- قد قصرت قبل أوانها.

15- على الرغم من أن دولي أشعلت نقاشاً أخلاقياً حول استنساخ الحيوانات، فقد نمت هذه الممارسة لتصل إلى مجال التجارة: فشركة Sooam Biotech في كوريا الجنوبية تستنتخ الحيوانات الأليفة بانتظام مقابل 100.000$.

16- إن الاستنساخ التكاثري البشري محظور على نطاق واسع أما الاستنساخ العلاجي – تخليق خلايا جذعية مطابقة جينياً للمريض – يحظى بقبول أكبر عموماً حيث تستعمل الخلايا لعلاج الأمراض.

17- خلافاً لمعظم أنماط الخلايا الأخرى المبرمجة على الموت بعد عدد محدد من الانقسامات فإن الخلايا الجذعية خالدة حيث بإمكانها أن تتضاعف بلا نهاية.

وكذلك خلايا السرطان للأسف.

18- الحالة الأشهر للخلود القائم على السرطان هي حالة Henrietta Lacks التي ماتت من سرطان عنق الرحم عام 1951.

تمت زراعة خلايا مأخوذة من ورمها واستخدمت للشروع بسلالة خلوية باسم HeLa والتي استمرت بالحياة في المخابر حول العالم حتى يومنا هذا.

19- تلعب الأبحاث القائمة على خلايا HeLa دوراً أساسياً في تطوير اللقاحات ومكافحة الإيدز والسرطان.

لم يتم إعلام Lacks أو أي من عائلتها أو سؤالهم الموافقة على زرع خلاياها.

20- في عام 2013 وبعد 60 عاماً على وفاتها وافقت المعاهد الدولية للصحة مع أحفاد Lacks على طريقة استخدام خلاياها ومعلوماتها الجينية.

يشكل هذا الاتفاق سابقة في أخلاقيات أبحاث السلالات الخلوية مما منح Lacks إرثاً جديداً يشكل بحد ذاته نوعاً من الخلود.

  • اعداد: نورا ريا
  • تدقيق : منال أبو ترك
  • المصدر