يعد الفتق الإربي الأكثر شيوعًا بين أنواع الفتوق.
يحدث عندما تنبثق أنسجة البطن (الأحشاء)، مثل دهون البطن أو قسم من الأمعاء، عبر فتحة في جدار البطن السفلي أي الجدار الذي يفصل البطن عن الفخذ.
يحدث الفتق الإربي في القناة الإربية، ويطلق عليه أيضًا اسم الفتق الفخذي. الإربية تعني “في الفخذ”.
تعد الفتوق الإربية الأكثر شيوعًا من فتوق الناحية الإربية، وليست النوع الوحيد. الفتق الفخذي أقل شيوعًا، ويحدث في القناة الفخذية الصغرى التي تمتد تحت القناة الإربية.
ما الفرق بين الفتق الإربي المباشر والفتق الإربي غير المباشر؟
الفتق الإربي المباشر: يخترق الفتق الإربي المباشر جدار القناة الإربية مباشرة. يحدث هذا النوع عند البالغين مع مرور الوقت، نتيجة تزامن ضعف عضلات جدار البطن وارتفاع الضغط المزمن ضمن تجويف البطن.
الفتق الإربي غير المباشر: يدخل الفتق الإربي غير المباشر إلى القناة الإربية من الجزء العلوي. يحدث هذا عادةً بسبب عيب خلقي. في بعض الأجنة لا تنغلق فتحة القناة الإربية بشكل تام أثناء نمو الرحم.
من يصاب بالفتوق الإربية؟
يصيب الفتق الإربي عادة الذكور عند الولادة بنسبة 10:1 ويعزى ذلك لأسباب تشريحية.
يعد المكان الذي تمر فيه الخصية عند هجرتها أكثر عرضة لحدوث الفتق لأنه يعد ممرًا مفتوحًا مسبقًا، وأحيانًا لا تُغلق هذه القناة على امتدادها في أثناء التطور الجنيني.
لدى الإناث تكون القناة الإربية لديهن أضيق وتبدأ تحت جدار البطن.
ما مدى شيوع الفتق الإربي؟
تمثل الفتوق الإربية نحو ما يصل إلى 75٪ من جميع حالات الفتوق. يعد الفتق الإربي المباشر المكتسب أكثر شيوعًا عند الرجال في منتصف العمر وكبار السن.
يؤثر الفتق الإربي غير المباشر في نسبة 4.5% من الأطفال، بما في ذلك 2% من الأطفال الرضع الذكور و1% من الأطفال الإناث. ويكون الخدج أكثر عرضة للإصابة بنسبة تصل إلى 30%.
ما مدى خطورة الفتق الإربي؟
الفتوق الإربية ليست دائمًا خطيرة، ولكن قد تتطور مضاعفات خطيرة. تميل الفتوق إلى زيادة الحجم مع مرور الوقت.
عند احتجاز الأحشاء ضمن الفتق (انحشارها) قد تنضغط قطعة من الأمعاء وتنسد، أو قد ينقطع إمداد الدم عن الأنسجة ويحدث التموت.
أعراض الفتق الإربي:
لا تسبب كل الفتوق الإربية أعراضًا. قد ينزلق الفتق إلى داخل الفتحة أو خارجها، فعند الأطفال، قد يُلاحظ الانتباج في منطقة الفخذ بحيث يبدو أكبر حجمًا في أثناء البكاء الذي يتلاشى ويختفي في أثناء النوم.
قد لا تكون الفتوق الإربية غير المباشرة قابلة للجس وذلك عندما تكون وراء ألياف عضلات جدار البطن.
قد تلاحظ انتفاخًا في منطقة الفخذ على جانبي عظم العانة. قد يدخل الفتق في كيس الصفن أو منطقة الشفرين. يشعر المريض بالضغط أو الثقل في الفخذ، و بألم في الفخذ، خاصة بعد التوتر أو رفع الأثقال أو السعال أو الانحناء، قد يوجد إحساس حارق في الحوض أو أسفل الساق.
أسباب الفتق الإربي:
يحدث الفتق الإربي عندما يوجد ضعف أو فتحة في جدار البطن السفلي، وتوجد أسباب كثيرة قد تساهم في ذلك، بما فيها:
- فتحة أو منطقة ضعيفة موجودة عند الولادة.
- الاختلافات الخلقية في قوة النسيج الضام (الكولاجين).
- فتحة أو نقطة ضعف ناجمة عن جراحة سابقة في البطن.
- السعال المزمن أو العطاس.
- الإجهاد المزمن في أثناء التبول أو التبرز.
- ممارسة التمارين الرياضية الشاقة بشكل متكرر أو العمل اليدوي.
- سنوات الحمل وحمل الأطفال الصغار.
- الوظائف التي تتطلب الوقوف لساعات طويلة في المرة الواحدة.
- ارتفاع الضغط داخل البطن من البدانة المزمنة.
- تنكس الأنسجة الطبيعي المرتبط بالعمر.
المضاعفات المحتملة للفتوق الإربية:
التوسع مع مرور الوقت: قد يسبب ضغط الفتق الموجود على الأنسجة الضعيفة تأثير كرة الثلج، ما يجعل الأمور أسوأ. في تلك الحالات، قد يسبب فتق الخصية المتضخم الذي ينتقل إلى كيس الصفن مسببا تورمًا مؤلمًا.
الفتق المحتبس: هو الفتق الذي لا يمكن تصغيره وإعادته إلى مكانه. قد يصبح الفتق المحصور مقرونًا مع نموه أكثر، ما يسبب الألم ومضاعفات أخرى.
انسداد الأمعاء الصغيرة: إذا تعرض جزء من الأمعاء الدقيقة للفتق وأصبح محصورًا ومحتبسًا، قد يسبب ذلك انسدادًا بها، وقد يمنع القدرة على التبرز أو إخراج الغازات، ما يسبب ألمًا شديدًا في البطن وغثيانًا و إقياءً.
اختناق الفتق: تنقطع إمدادات الفتق المختنق من الدم. وهذا قد يؤدي إلى التهاب وعدوى الأنسجة، وفي نهاية المطاف تموّت الأنسجة، ويعد حالة طبية طارئة.
تشخيص الفتق الإربي:
عادةً ما يكون الفحص البدني كافيًا في تشخيص الفتق الإربي. سيحاول الطبيب رؤية الفتق والشعور به. قد يطلب منك السعال أو الانحناء كما لو كنت تتبرز لإخراج الفتق. سيرغب أيضًا في معرفة ما إذا كان من الممكن تدليك الفتق وإعادته إلى مكانه، أو ما إذا كان عالقًا (محبوسًا).
قد يطلب الطبيب إجراء اختبار تصوير لرؤيته من الداخل. عادةً ما تؤدي الموجات فوق الصوتية المهمة، ولكن في حالات نادرة، قد يحتاجون إلى استخدام التصوير المقطعي المحوسب.
علاج الفتق الإربي:
يوصي الأطباء بإجراء عملية جراحية لمعظم حالات الفتق الإربي، ولجميع الأطفال ذوي الفتق الإربي.
بالنسبة للبالغين الذكور قد يتخذ الطبيب نهج الانتظار والمراقبة، لكن معظمهم يحتاجون إلى الجراحة في نهاية المطاف.
ماذا سيحدث إذا تُرك الفتق الإربي دون علاج؟
لا يتحسن الفتق الإربي من تلقاء نفسه وعادةً ما يتفاقم.
يكون الخطر أعلى بالنسبة للأطفال لأنهم ما زالوا في مرحلة النمو ويكون تضخم الفتق لديهم أسرع.
يميل الأطفال أيضًا إلى الإصابة بالفتق غير المباشر، الذي من المرجح أن يصل إلى كيس الصفن، فلا ينبغي ترك الفتق الإربي عند الطفل دون علاج.
الفتق الإربي عند الإناث نادر ولكنه يميل إلى أن يكون أكثر خطورة. من المرجح أن يكون لدى المرأة المصابة بالفتق الإربي فتق فخذي مخفي خلفه، ولا يُكتشف إلا في أثناء الجراحة.
يكون الفتق الفخذي أكثر عرضة لخطر حدوث مضاعفات، و50% من حالات الفتق الفخذي المخفي لدى الإناث تتطلب جراحة طارئة.
كيف يُصلح الفتق الإربي بالجراحة؟
الهدف من جراحة إصلاح الفتق هو إعادة محتويات الفتق إلى تجويف البطن وإغلاق الفجوة. وهذا ما يسمى أيضًا رفو الفتق. في بعض الأحيان، يقوم الجراحون بتعزيز النقطة الضعيفة بأنسجة من جزء آخر من الجسم، أو بشبكة صناعية دقيقة. وهذا ما يسمى رأب الفتق.
تُعد الجراحة بالمنظار إحدى التقنيات طفيفة التوغل، يُجري فيها الجراح عدة شقوق صغيرة بحجم نصف بوصة في البطن.
يستخدم إصلاح الفتق الآلي أيضًا منظار البطن، والفرق هو أن الجراح يجلس على وحدة التحكم في غرفة العمليات ويتعامل مع الأدوات الجراحية من وحدة التحكم.
تُعد الجراحة المفتوحة هي الطريقة التقليدية لإصلاح الفتق. يُجري الجراح شقًا طويلًا عبر الحوض لفتح تجويف الحوض.
إذا وجدت أمعاءً محتبسة أو مختنقة، قد يضطر الجراح إلى إزالة الجزء المصاب (استئصال الأمعاء).
قد يتعين إجراء فغر مؤقت في أثناء تعافي الأمعاء من الجراحة. سيتم إعادة توصيل الأمعاء وإغلاق المفاغرة في عملية جراحية ثانية لاحقًا.
تشمل المخاطر المرتبطة بإصلاح الفتق الإربي على وجه الخصوص ما يلي:
احتباس البول: يعاني بعض الأشخاص من صعوبة في التبول بعد الجراحة وهذا مؤقت. قد يضطر الطبيب إلى بزل المثانة وإفراغها.
الألم المزمن: يحدث ألم الفخذ المزمن طويل الأمد بعد إصلاح الفتق الإربي عند 10% من الأشخاص. قد يكون ذلك بسبب تلف الأعصاب أو رد فعل على الشبكة الاصطناعية إذا أجريت عملية رأب الفتق.
متى تجب زيارة الطبيب؟
تجب استشارة الطبيب في حال وجود:
- حمى أو قشعريرة.
- إقياء أو غثيان.
- صعوبة في التبول.
- صعوبة في التغوط.
- زيادة الألم أو التورم أو الاحمرار.
- عندما يبدو الفتق أكبر حجمًا أو لا يمكن إعادته مرة أخرى إلى الداخل.
اقرأ أيضًا:
ما أشيع أنواع الفتوق؟ وكيف تعالج؟
الفتق الجراحي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: زينب عبد الكريم
تدقيق: بدور مارديني