يمتد العصب الكعبري إلى الجانب السفلي من الذراع، ويتحكم في حركة العضلة ثلاثية الرؤوس في الجزء الخلفي من أعلى الذراع، ويُعد مسؤولًا عن انبساط المعصم والأصابع، ويتحكم أيضًا في الإحساس في جزء من اليد. تحدث إصابة العصب الكعبري بسبب رضح فيزيائي، أو إنتان، أو تعرّض للذيفانات، وقد تؤدي إلى الاعتلال العصبي الشعاعي (الكعبري)، الذي يسمى أيضًا شلل العصب الكعبري.
تسبب إصابة العصب الكعبري غالبًا الخدر، والوخز، أو الألم الحارق. وفي حالات أخرى قد تكون الإصابة غير مؤلمة، ومن أعراض الإصابة أيضًا ضعف أو صعوبة في تحريك المعصم، أو اليد، أو الأصابع. تتحسن الأعراض في كثير من الحالات عند علاج السبب الأساس للإصابة.
أسباب إصابة العصب الكعبري
تتنوع الأسباب المحتملة لإصابة العصب الكعبري، وتشمل الحالات الآتية:
- كسر عظم العضد (العظم في الذراع العلوية).
- أن يكون الجزء العلوي من الذراع بوضعية غير ملائمة في أثناء النوم.
- الضغط الناجم عن إسناد الذراع على ظهر الكرسي.
- استعمال العكازات بطريقة غير صحيحة.
- السقوط على الذراع، أو تلقي ضربة عليها.
- الانقباض طويل الأمد للمعصم.
تشمل الأسباب الأكثر شيوعًا لإصابة العصب الكعبري: كسر الذراع، وكثرة تحريك الذراع، والرياضة بأنواعها، وحوادث العمل. وقد يحدث تمزق كامل للعصب الكعبري بحسب مستوى الإصابة، ويحدث ذلك عند قطع العصب الكعبري مسببًا أعراضًا مشابهة للإصابات الأقل خطورة، لكنه يتطلب عادةً تدخلًا جراحيًا.
قد تؤدي نشاطات معينة، عند استمرار تكرارها إلى تضرر العصب الكعبري، كحركة تأرجح الذراعين والقبض بهما (الإمساك)، إذ تسبب تلك النشاطات تقييدًا للعصب، أو ضغطه، أو إجهاده بسبب الحركات الناتجة عنها، فكلما تحرّك العصب الكعبري ذهابًا وإيابًا على طول عظام المعصم والساعد، زادت أذيته.
قد يؤدي التسمم بالرصاص أيضًا إلى ضرر طويل الأمد في العصب، فضلًا عن الضرر الذي قد يسببه في الجهاز العصبي كله. وقد تسبب بعض الحالات الصحية التي تؤثر في الجسم بأكمله ضرر عصب واحد، مثل مرض الكلى، وداء السكري، والالتهابات، واحتباس السوائل، وأعراض أخرى من شأنها أن تضغط على الأعصاب، مسببة بذلك التهاب العصب الكعبري، أو التهاب الأعصاب الأخرى في الجسم.
أعراض إصابة العصب الكعبري
تسبب إصابة العصب الكعبري عادةً أعراضًا في ظاهر الكف بالقرب من الإبهام، وفي السبابة، والوسطى. قد تشمل الأعراض ألمًا حادًا أو حارقًا، بالإضافة إلى إحساس غير اعتيادي في الإبهام وبقية الأصابع. من الأعراض الشائعة أيضًا الشعور بالخدر، والوخز، وصعوبة فرد الذراع. بالإضافة إلى عدم القدرة على بسط المعصم والأصابع وفردهم، ويسمى هذا بارتخاء المعصم (سقوط الرسغ) أو ارتخاء الإصبع. لكن لا تحدث هذه الأعراض في الحالات جميعها.
الفحوصات وتشخيص إصابة العصب الكعبري
لدى الشك بأذية العصب الكعبري، سيبدأ الطبيب بالسؤال عن الأعراض، وزمن بدئها ما يساعد في تحديد سبب الإصابة. سيجري الطبيب أيضًا فحصًا فيزيائيًا بإلقاء نظرة على الذراع واليد والمعصم المصاب، والمقارنة مع الذراع واليد والمعصم السليم، وقد يطلب الطبيب من المريض بسط الذراع وإدارته لرؤية إن كانت الإصابة تؤثر في نطاق الحركة، وتحري أي ضعف، أو فقدان لحركة العضلات.
يطلب الطبيب إجراء اختبارات لاستبعاد أسباب أخرى للأعراض، كفحوصات الدم للتحقق من مستويات السكر والفيتامينات في الدم، بالإضافة إلى اختبارات وظائف الكلى والغدة الدرقية، فقد تُظهر هذه الاختبارات وجود مؤشرات لحالات أخرى مرتبطة بتلف الأعصاب. مثل، داء السكري، أو عوز الفيتامينات، أو أمراض الكلى والكبد. يلجأ الطبيب أيضًا إلى التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتحري احتمالية الإصابة بمرض في الرأس، أو العنق، أو الأكتاف، التي قد تؤدي إلى الضغط على العصب الكعبري.
من الطرائق الأخرى لتشخيص إصابة العصب الكعبري تخطيط كهربية العضل (EMG) الذي يقيس النشاط الكهربائي في العضلات، أو اختبارات سرعة التوصيل العصبي (NCV) الذي يقيس السرعة التي تنتقل فيها النبضات على طول الأعصاب. تساعد هذه الاختبارات في تحديد الإصابة سواء أكان المريض يعاني مشكلة في الأعصاب أم في العضلات، وقد تُظهر أيضًا إذا كان العصب الكعبري متضررًا.
في حالات نادرة جدًا، قد يأخذ الطبيب خزعة من العصب ويفحصها لتحديد سبب الضرر.
الخيارات العلاجية
تهدف معالجة إصابة العصب الكعبري إلى تخفيف الأعراض، بالإضافة إلى المحافظة على حركة المعصم واليد. تعتمد المعالجة على السبب الرئيس للإصابة، ففي بعض الحالات تزول الأعراض ببطء دون تدخل طبي، وقد يصف الطبيب دواءً أو علاجات أخرى للمساعدة على السيطرة على الأعراض.
الخط العلاجي الأول
تتوفر علاجات عدة بوصفها الخط العلاجي الأول، وتشمل ما يأتي:
- الأدوية المسكنة للألم، أو المضادة للالتهابات.
- الأدوية المضادة للصرع، أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (لتسكين الألم).
- حقن الستيرويدات.
- الكريمات أو اللاصقات المخدرة.
- الدعامات، أو الجبائر.
- العلاج الفيزيائي للمساعدة على بناء العضلات والحفاظ على قوتها.
- التدليك.
- الوخز بالإبر.
يختار بعض الأشخاص التحفيز الكهربائي للعصب من خلال الجلد (TENS) لمعالجة تلف الأعصاب، حيث توضع عدة أقطاب كهربائية لاصقة على الجلد بالقرب من المنطقة المصابة لتعطي تيارًا كهربائيًا معتدلًا بسرعات متفاوتة.
قد تساعد المعالجة الفيزيائية التي تُنمي العضلات وتحافظ على قوتها على شفاء وتحسين وظيفة العصب. ويُعد العلاج بالتدليك خيارًا آخر، إذ يحطم التدليك الأنسجة الندبية، ويجعل العصب الكعبري أسرع استجابة للعلاج.
تساعد الأدوية المسكنة أو المضادة للالتهاب على تخفيف الألم الناتج عن إصابة العصب الكعبري، فضلًا عن مساهمتها في تسريع عملية الشفاء من الإصابة، فبوسع حقنة كورتيزون واحدة في المنطقة المصابة أن تخفف الألم. وبالإمكان أيضًا استعمال الكريمات أو اللاصقات المخدرة لتخفيف الألم وإعادة الحركة.
من الشائع أيضًا استعمال الدعامة أو الجبيرة لشل حركة العصب، وفي بعض الحالات لا يبدو ذلك أنه الخيار العلاجي الأنسب، لكنه قد يمنع إعادة إصابة العصب في أثناء فترة التعافي.
تُعد طرائق العلاج غير الشائعة مثل الوخز بالإبر، وتعديل العلاج بتقويم العمود الفقري خيارًا علاجيًا آخر، إذ لم تثبت الأبحاث نجاح هذه العلاجات إلى الآن.
الجراحة
تشير الأبحاث إلى أن معظم الأشخاص الذين يعانون من الإصابة بالعصب الكعبري سيتماثلون للشفاء في غضون ثلاثة أشهر من بداية العلاج إذا لم يكن العصب ممزقًا، لكن بعض الحالات تتطلب عملًا جراحيًا. قد تخفف الجراحة من الضغط على العصب الكعبري لدى وجود كتل تضغط عليه كالأورام الحميدة، ففي هذه الحالة يحتاج المصاب إلى الجراحة لإزالتها.
تهدف الجراحة إلى إصلاح أي ضرر يصيب العصب، ففي الوقت الذي يظن به المصاب أن العصب لن يشفى، ستمكنه جراحة نقل الأوتار من استعادة وظيفة الأطراف، وسيحتاج إلى ارتداء دعامة أو جبيرة بعد الجراحة للمساعدة على الشفاء بعد الإصابة، أو بعد إجراء عملية نقل الوتر. فضلًا عن ذلك، سيحيل الطبيب المريض إلى معالج فيزيائي لإعادة التأهيل واستعادة نطاق الحركة والقوة.
كيف نمنع إصابة العصب الكعبري؟
لتلافي ذلك يجب ببساطة تجنب الضغط المستمر على الجزء العلوي من الذراع، وتجنب التصرفات التي قد تقود إلى ضرر العصب مثل تكرار الحركات، أو البقاء في وضعيات متشنجة في أثناء الجلوس أو النوم. في حال العمل في مهنة تتطلب تكرار الحركات، يجب اتخاذ خطوات للحماية من الإصابة، كأخذ فترات استراحة والتبديل بين المهمات التي تتطلب حركات مختلفة.
مدة الشفاء والتوقعات
يختلف التشخيص طويل الأمد لإصابة العصب الكعبري كثيرًا بحسب سبب خطورة الإصابة وشدتها، إذ يكون الشفاء التام ممكنًا في معظم الحالات. ويتم شفاء معظم إصابات العصب الكعبري بعلاجات الخط الأول خلال 12 أسبوعًا، ويُنصح بالتحدث إلى الطبيب عن كيفية تدبير الأعراض إذا كان ضرر العصب الكعبري ناجمًا عن حالة طبية كامنة مثل داء السكري، أو إدمان الكحول.
يميل الأشخاص الأصغر سنًا عند حدوث الإصابة، والأشخاص الذين لديهم إصابات في الأعصاب الأخرى إلى الشفاء بسرعة أكبر، بينما يستغرق الشفاء التام في حال الحاجة إلى الجراحة من 6 إلى 8 أشهر.
اقرأ أيضًا:
الأعصاب القحفية: العصب الإضافي
ميزة تشريحية في أذرعنا تثبت أن البشر ما زالوا يتطورون
ترجمة: ليليان عازار
تدقيق: ريمي سليمان
مراجعة: محمد حسان عجك