يمكن بناء القواعد القمرية مستقبلًا بوساطة روبوتات التعدين ذاتية التحكم! تتجه أنظار العلماء على نحو متزايد إلى التقنيات التي تسمح للمهمات الفضائية المستقبلية بالتنقيب على سطح القمر للحصول على الموارد، وذلك مع إطلاق المحطات المدارية القمرية ومع توقع نجاح أول هبوط على القمر منذ سنوات والذي يفترض أن يحدث خلال هذا العقد، وقد حصل فريق من الباحثين في جامعة أريزونا على منحة قدرها 500 ألف دولار مقدمة من وكالة ناسا لتطوير أساليب التعدين في الفضاء وكانت النتيجة تطوير سرب من الروبوتات ذاتية التحكم يمكنها البحث والتنقيب عن المعادن الأرضية النادرة على سطح القمر بحسب البيان الصحفي.
سيعمل سرب الروبوتات كفريق يتحسن مع الوقت
طور فريق العمل على الروبوتات عملية كهروكيمائية يمكنها الحفر في الصخور 5 مرات أسرع من أي طريقة أخرى وستُدمج هذه التقنية مع نظام تقنيات هندسة التعلم العصبية الذي يعرف اختصارًا (HEART) والذي سيدرب الروبوتات على العمل معًا وعلى تحسين مهارات التعاون وآليات العمل الجماعي مع الوقت بوساطة تقنيات تعلم الآلة.
سيبدأ الفريق بتصنيع الروبوتات وتدريبها على كوكب الأرض حتى يتمكنوا من إتقان وصقل مهارات العمل الجماعي في بيئة أكثر أمانًا قبل إرسالها إلى الفضاء، وفي النهاية يهدف الفريق إلى نشر سرب الروبوتات على سطح القمر، حيث يكون قادرًا على بناء الهياكل الأساسية والتنقيب عن الموارد وتعدينها دون تعليمات من الأرض.
قد يقلل التعدين على سطح القمر كثيرًا الاعتماد على نقل المواد من كوكب الأرض إلى محطات القمر المستقبلية وتشمل قائمة المواد التي يمكن تعدينها واستخراجها على القمر، المعادن الأرضية النادرة والتيتانيوم والذهب والبلاتين والهيليوم-3 (نظير الهيليوم غير المشع) وقد تسهم المعادن الأرضية في بناء المعدات الطبية والهواتف الذكية، وأما الهيليوم-3 فيمكنه تغذية محطات الطاقة النووية في المستقبل البعيد.
إرسال «مخلوقات اصطناعية» إلى القمر:
يشبّه جيكان ثانجا الذي طوّر هندسة تقنيات التعلم (HEART) سرب الروبوتات بمجموعة من المزارعين مع قطيع من حيوانات المزرعة، وقال ثانجا: «نحن نشبه المزارعين ولكننا نعلّم هذه المخلوقات الاصطناعية أو عائلة كاملة منها القيام بمهام محددة، ونساعد الروبوتات عبر هذه العملية على إتقان مهماتها المتمثلة في التعدين، ويعتقد فريقنا أن سرب الروبوتات قد يوفر وقت رواد الفضاء، فيقضونه عندئذ في العمليات المهمة والحرجة بينما تنجز الروبوتات مهام البناء الخطرة، فالفكرة هي جعل الروبوتات تبني وتجهز وتقوم بكل الأشياء الخطرة والمملة حتى يتمكن رواد الفضاء من إنجاز المهام الأكثر إثارة للاهتمام».
لا يُعد فريق جامعة أريزونا الوحيد الذي يضع نصب أعينه إرسال روبوتات التعدين إلى القمر، فقد أعلنت شركة ماستن سيستمز، كاليفورنيا في يونيو 2021 أنها تطور مركبة قمرية يمكنها اختراق صخور القمر للوصول إلى الجليد ما يوفر الموارد المائية الحيوية للبعثات القمرية المستقبلية، الأكثر إثارة أنه من المقرر أن يتجاوز التعدين الفضائي جارنا السماوي (القمر) إلى الكويكبات، حيث تحتوي الكويكبات الموجودة في مجموعتنا الشمسية على ثروات وفيرة، مثل كويكب 16 Psyche والذي تقدر القيمة الخالصة للمواد التي يمكن نقلها منه إلى الأرض بنحو 700 كوينتيليون دولار (1 كوينتيليون يساوي مليون تريليون)، فقد يشكل الحصول على المواد من الفضاء اقتصاد المستقبل خاصةً مع الموارد المستخرجة بوساطة روبوتات التعدين ذاتية التحكم ومع تدخل بشري طفيف.
اقرأ أيضًا:
لماذا تخيفنا الروبوتات الشبيهة بالبشر؟
ماذا نحتاج لبناء مستعمرة على القمر؟
ترجمة: أحمد محروس عثمان
تدقيق: عبد الرحمن داده
مراجعة: مازن النفوري