ولادة طفلة أمضت ( ٢٤) عامًا كجنينٍ متجمد

عندما تزوجت (تينا جيبسون -Tina Gibson ) منذ سبعِ سنواتٍ، كانت تدرك ابنة السادسة والعشرين أنها غالبًا لن تستطيع أن تنجب أطفالًا بشكلٍ طبيعيٍّ؛ هذا لأن زوجها البالغ من العمر ثلاثًا وثلاثين عامًا، يعاني من مرض (التليف الكيسي -Cystic Fibrosis ) مما جعله عقيمًا، وفقًا لما قاله الزوجان لل CNN.

لذلك قررا أنهما سيتبنيان طفلًا في النهاية، و سيكونا حاضنين لبعض الأطفال من دور الرعاية بشكلٍ مؤقتٍ في منزلهما في شرق ولاية تينيسي حتى يشعرا أنهما جاهزان للتبنِّي.

ثم أخبرهما والد تينا عن خبر سمعه في ال CNN عن تبني الأجنة، و لم تستطع تينا أن تُخرج ذلك الخبر من رأسها.

قدمت طلبًا للتبني في أغسطس ٢٠١٦، و بحلول الربيع نُقلِ إلى رحمها ثلاثةُ أجنَّةٍ من نفس المُتبرع مجهولِ الهويةِ .

أثناء استعدادها لعملية النقل تلك، أخبرها الطبيب و مسؤول المعمل أن الأجنة التي اختارتها قد تسجل رقمًا قياسيًا .

في الخامس والعشرين من نوفمبر، ولدت تينا فتاةً في أتم الصحة أسمتها (إيما رين جيبسون -Emma Wren Gibson ).

قالت تينا لل NBC : ” يقول الناس أن العلم هو السبب في مجئ طفلتي للدنيا، لكنني أرى أنها هديةٌ من الرب، هي هديةٌ من الرب بالتأكيد”.

صرح المركز الوطني لتبني الأجنة في نوزفيل، تينيسي أن (إيما) تحمل الرقم القياسي لأطول فترة أمضاها جنين مُجمدًا قبل أن يُولَد.

جُمِدَ الجنين من يوم ١٤ أكتوبر عام ١٩٩٢ – حينها كان عُمر تينا سنةً و نصفًا – وظلَّ مجمَّدًا حتى تاريخ ١٣ مارس عام ٢٠١٧ و ذُوِّب و نُقِلَ على يد مسؤولة معمل الأجنة (كارول سومرفيلت -Carol Sommerfelt ) ، مما جعل عمر هذا الجنين أربعًا وعشرين عامًا وفقًا لخبرٍ نُشِرَ في جريدة (Standard Newswire ).

عندما صُدِمَت تينا من عمر جنينها، قالت ل CNN : “هل تدركون أنني أبلغ من العمر خمسًا وعشرين عامًا فقط؟ هذا الجنين و أنا كان من الممكن أن نكون أصدقاء .”

لكن يقول بعض الخبراء أنَّهُ من غير الواضح إذا كانت ولادة إيما فعلًا حققت رقمًا قياسيًا.

زاهر مِهري مدير قسم الحقن المهجري في مركز خصوبة في نيويورك، قال الCNN : ” إن الشركات الأمريكية لا تُخبِر الحكومة عن عُمر الأجنة عند نقلها، بل عن نتيجة الحمل فقط؛ لذلك لا أحد يملك هذه التقارير”.

يقول بعض الخبراء أنَّهُ تمَّ تحقيقُ رقمٍ قياسيٍّ سابق في عام ٢٠١١عندما ولدت إمرأة في نيويورك ولدًا سليمًا بعد أن أمضى عشرين عامًا كجنينٍ مُجمدٍ.

قالت (كارول سومرفيلت) التي نقلت الأجنة إلى رحم تينا في بيانٍ صحفيٍّ : “أنا أشعر بالذهول أن أجنة بهذا العمر أدت إلى ولادة أطفالٍ أصحاءٍ، إنَّه شيءٌ مؤثرٌ جدًا و مجزٍ للغاية أن ترى أن الطرق التي استُعمِلَت في الماضي منذ أربعٍ وعشرينَ عامًا لحفظ الأجنة و تجميدها ببطئٍ في درجة حرارةٍ دون الصفر، كانت نتيجتها ناجحةً”.

وفي ذات السياق، تقول الإحصائيًّات أن حوالي ١٢٪‏ من النساء الأمريكيات في الفئة العمرية من ١٥ ل٥٥ (أي ٧.٣ مليون امرأة) تتلقينَ علاجًا طبيًا لزيادة الخصوبة، وفقًا لمركز مكافحة العدوى واتِّقائها.

لقد تضاعف استخدام التكنولوجيا الطبية التي تُحَسِن من القدرة الإنجابية في العِقد الأخير، و في عام ٢٠١٥ أدت تلك الإجراءات إلى ولادة ٧٣،٠٠٠ طفل – أي ما يقارب ١.٦٪‏ من كل الولادات في أمريكا – .

المركز الوطني للأجنة في تينيسي تم إنشائه في عام ٢٠٠٣، و يستقبلُ أجنةً من الولايات الخمسين، وفقًا لموقعهم على الإنترنت.

حوالي ٧٥٪‏ من الأجنة التي تم التبرع بها تنجو من عملية التجميد و التذويب و حوالي ٤٩٪‏ من الأجنة التي يتم نقلها تؤدي إلى إنجاب مواليدٍ أحياءٍ، و الذين يبلغ عددهم اليوم ٦٨٦ طفلًا وفقًا لموقعهم.

“نحن نقول أن سبب وجودنا هو حماية كرامة و قدسية الجنين البشري.

نحن مؤيدون أقوياء لبرنامج تبرع و تبني الأجنة” يقول (مارك ميلنجر – Mark Milinger) مدير التسويق و التنمية لCNN.

و بالرغم من استغرابها لعُمر جنينها، صرحت تينا بأن كل ما تمنته هو طفلٌ، وأنها لا تكترث إذا ما كان وجوده حقق رقمًا قياسيًا أم لا.

و يقول والد الطفلة (بينجامين جيبسون -Benjamin Gibson ) :”إيما معجزةٌ جميلة، وهي تبدو مثاليةً للغاية لطفلةٍ جُمِدت كل تلك السنين.”