في رحلة أرتيمس-1 غير المأهولة في 29 أغسطس 2022 تخطط ناسا لإطلاق نظام إقلاع فضائي جديد مع مركبة أوريون، وهي مصممة لاستضافة رواد الفضاء لإرسال البشر مجددًا إلى سطح القمر للمرة الأولى منذ 1972، من المقرر لنظام الإقلاع والمركبة أن يحلقا معًا حول القمر لمسافة لم تصل إليها أي مركبة قط قبل العودة إلى المحيط الهادئ. إليكم بعض المعلومات المذهلة حول الرحلة.
ثلاث دمى
سيكون كابتن المركبة دمية شبيهة بالإنسان باسم القائد مونيكين كامبوس نسبة إلى المهندس الكهربائي أرتورو كامبوس الذي أدى دورًا هامًا في عودة رحلة أبولو 13 إلى الأرض.
ترتدي مونيكين بدلة ناسا الجديدة وستزود علماء ناسا ببيانات حيوية حول ما سيتعرض له البشر خلال الرحلة إلى القمر.
سيقاس تسارع المركبة واهتزازها باستخدام حساس استشعار يوضع خلف مقعد القائد وأسفله، إضافةً إلى تزويد الدمية بحساس من أجل قياس شدة التعرض للإشعاع.
قال جيسون هوت مدير برنامج أوريون لهندسة الأنظمة والتكامل في بيان في 2021: «من المهم الحصول على معلومات من أرتميس-1 لضمان عمل كامل الأنظمة المصممة حديثًا بالإضافة إلى نظام التخميد المثبت أسفل المقاعد لحماية الطاقم استعدادًا لرحلة أرتميس-2».
ستحمل المركبة على متنها دميتين أيضًا هما زوهار وهيلغا، جذعا الدميتين مكونان من أنسجة ناعمة تشابه أعضاء المرأة وعظامها، إضافة إلى 5600 حساس و64 جهاز للكشف عن الإشعاع الذي ستتعرض له الدميتان خلال المهمة، وسترتدي زوهار سترة واقية للإشعاع على عكس هيلغا.
قالت رامونا غازا رئيسة فريق العلوم في مركز جونسون للفضاء في هيوستن التابع لناسا في بيان صحفي في 17 أغسطس: «تختلف قابلية الأعضاء للإشعاع الفضائي، وفهم هذا التأثير مهم لجهود العلماء في سعيهم لاستكشاف الفضاء بنجاح، يدرس الفريق كيفية اختبار المرأة لبيئة الفضاء لأن النساء أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بسبب امتلاك أعضاء حساسة للإشعاع مثل المبيض والثدي».
يهدف برنامج أرتميس إلى محاكاة إرسال أول امرأة إلى الفضاء من خلال تجربة الدمى، وتأمل وكالات الفضاء من هذه الدراسة معرفة ما ستتعرض له الدمى من أجل تجهيز رواد الفضاء الذين يخططون للطيران حول القمر في مهمة أرتميس-2 في عام 2024، ورواد فضاء أرتميس-3 الذين سيهبطون على القمر.
القليل من مؤشرات انعدام الجاذبية
ستكون مهمة أرتميس مجهزة بمؤشرات انعدام الجاذبية، وهي عناصر صغيرة ستعمل كمؤشر بصري إذا دخلت المركبة منطقة انعدام الجاذبية. شخصية شون الشهيرة في المسلسل البريطاني شون ذا شيب ستكون على متن مهمة أرتميس-1 على شكل دمية أيضًا.
قال مدير وكالة الفضاء الأوروبية للاستكشاف البشري والروبوتي ديفيد باركر في بيان: «سيكون من المثير بالنسبة لوكالة الفضاء الأوروبية أن يكون شون على متن المركبة، نحن سعداء جدًا لاختياره إذ سيكون بمثابة قفزة كبيرة».
لطالما ارتبطت شخصية سنوبي المحبوبة بالتطفل والاستكشاف وارتبطت أيضًا بمهام ناسا منذ برنامج أبولو، سميت المركبة القمرية لمهمة أبولو 10 بهذا الاسم لأن مهمتها كانت استكشاف موقع هبوط أبولو 11.
دمية على شكل سنوبي سترتدي بدلة ناسا وستنبه الفريق عند وصول المركبة لمنطقة ذات جاذبية منخفضة.
تماثيل ليغو
سيكون هناك أربعة تماثيل على متن الرحلة في مهمة أرتميس-1، صُممت هذه التماثيل بالتعاون مع وكالة ناسا وقال المركز التعليمي أنها موجودة لتقديم دروس للطلاب حول وظائف وتصورات لمهمات أرتميس.
نباتات أرضية
تسعى ناسا لإنشاء قواعد في مدار القمر وعلى سطحه لتمهيد الطريق لإرسال رواد الفضاء إلى المريخ، ومن أجل البقاء على قيد الحياة فإن زراعة المحاصيل أمر ضروري للعيش فترة أطول.
لذلك تفكر ناسا في كيفية زراعة هذه المحاصيل في الفضاء لتأمين الغذاء والأوكسجين في أثناء البعثات الفضائية أو خلال البقاء على القمر، وستكون أرتميس-1 محملةً ببذور الأشجار والنباتات لدراسة آثار الإشعاع عليها.
قالت شارميلا بهاتاشاريا عالمة بيولوجيا الفضاء في برنامج ناسا: «سيساعدنا ذلك على فهم كيفية تكيف الأنظمة البيولوجية ونموها في الفضاء، سيعيننا ذلك في نهاية المطاف على جمع المعلومات وتحليلها من أجل فهم الآلية الكاملة لمساعدة البشر على الازدهار في الفضاء».
تحف استكشاف الفضاء
ستكون الكثير من القطع الأثرية من بعثات فضائية سابقة في مركبة أوريون الفضائية عند وصولها إلى القمر، لتشكّل جزءًا من رحلات أرتميس-1 بكتلة تفوق 54 كيلوغرام.
تتضمن القطع صخورًا قمرية جُمعت من مهمة أبولو 11، وقطعًا أخرى ستكون ذات أهمية ثقافية خلال الرحلة بما في ذلك قطعة ثلاثية الأبعاد للآلهة أرتميس، وحصى مجموعة من أدنى سطح جاف على الأرض من شاطئ البحر الميت.
اقرأ أيضًا:
جزء من صاروخ فضائي عملاق سيتحطم على سطح الأرض يوم الأحد
ناسا تؤكد أن فوهتين على سطح القمر نشأتا بسبب اصطدام صاروخ فضائي
ترجمة: عمرو أحمد حمدان
تدقيق: بتول جنيد
مراجعة: محمد حسان عجك