يعد ورم ويلمز أو “ورم الأرومة الكلوي” أكثر أورام الكلية شيوعاً عند الأطفال، تشكل الحالات ثنائية الجانب 5% فقط بينما معظم الحالات تكون أحادية الجانب. يصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-4 سنوات، وهو أقل انتشارا لمن هم فوق الخمس سنوات، وما يزال السبب الرئيسي لهذا المرض غير واضح. تشكل المراقبة والعلاج الجيد سببًا كفيلًا في تعافي الكثير من الحالات.
أعراض ورم ويلمز
من الأعراض المصاحبة والتي قد لا تظهر عند بعض المصابين:
- ألم في البطن.
- انتفاخ البطن.
- ملاحظة نمو زائد في البطن أو الإحساس به.
- حمى.
- غثيان.
- فقدان الشهية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- بيلة دموية.
- إمساك.
- ضيق تنفس.
يبلغ متوسط حجم ورم ويلمز 1 باوند، وتحدث حالات يصل فيها إلى أحجام كبيرة قبل أن يُلاحَظ، وفي بعض الأحيان يكون الحجم هو العلامة الوحيدة الدالة عليه.
أسباب ورم ويلمز
تشترك جميع السرطانات بكونها تكاثرًا زائدًا غير مضبوط لخلايا الجسم، فالمصابون بورم ويلمز لا تنمو خلايا الكليتين لديهم طبيعيًا، بل تتحول إلى خلايا سرطانية، ويحدث ذلك غالبًا بسبب التغيرات العشوائية في الجين، ونادرًا ما يحدث بسبب التغيرات الجينية المنتقلة من الأبوين.
عوامل الخطر المرتبطة بورم ويلمز
توجد عوامل عدة تزيد خطر حدوث الورم عند الطفل وتتضمن:
العمر: معظم الأطفال المصابين بهذا الورم تتراوح أعمارهم بين 3-5 سنوات.
الجنس: يصيب ورم ويلمز الإناث أكثر من الذكور.
العرق: إصابة الأطفال من العرق الأسود أكثر شيوعًا مقارنةً بالأعراق الأخرى.
التاريخ العائلي: يزداد خطر الإصابة عند طفل أصيب أحد أفراد عائلته بالورم.
التشوهات الخلقية:
- عدم هبوط الخصية (اختفاء الخصية).
- وجود فتحة الإحليل في الوجه السفلي للقضيب بدلًا من ذروته (المبال السفلي).
- غياب القزحية الجزئي أو الكلي (انعدام القزحية).
- ضخامة كبيرة في الساق والذراع (ضخامة نصف الجسم).
حالات صحية أخرى: يحدث ورم ويلمز أيضًا عند الذين يعانون حالات نادرة أخرى مثل:
- متلازمة واغر (WAGR) التي تسبب اضطرابات في السبيل البولي.
- متلازمة دينز-دراش Denys-Drash: يملك الذكور المصابون بها خصيتين لكن لهم سمات أنثوية.
- صغر الرأس (الصعل): يولد المصابون برأس صغير غير عادي.
- متلازمة بيكويث-فيدمان (Beckwith-Wiedemann): تتسم بضخامة غير طبيعية للأعضاء الداخلية.
أنماط أورام ويلمز
يوجد نمطان لأورام ويلمز مصنفة حسب البنية المجهرية للخلايا وهما:
النمط النسيجي المفضل (جيد الإنذار): تنتمي 9 من 10 أورام ويلمز إلى هذه المجموعة، إذ لا يوجد اختلاف كبير بين الخلايا السرطانية للأورام المنتمية إلى هذه المجموعة، يعد هذا النمط ذا إنذار جيد، إذ توجد فرصة جيدة للشفاء منه عند الأطفال المصابين به.
النمط النسيجي سيء الإنذار (الغير متمايز): يتميز هذا النمط بكون الخلايا السرطانية مشوهة، ويعد سيء الإنذار، فالشفاء منه صعب.
تشخيص ورم ويلمز
يجب القيام بعدة إجراءات لتشخيص ورم ويلمز مثل:
- الفحص السريري والاستجواب حول التاريخ الطبي، إذ يسأل الطبيب عن الأعراض وعن وجود سرطان أو مشاكل في الطرق البولية عند أحد أفراد العائلة.
- فحوص دموية لوظائف الكبد والكلية والكريات الحمر والبيض، وتخثر الدم.
- فحص بول لكشف البيلة الدموية.
- فحص البطن بالأمواج فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي أو الطبقي المحوري.
إذا اكتشف الطبيب ورمًا في الكلية عند الطفل فسيطلب:
- أخذ عينة صغيرة لفحصها تحت المجهر.
- طلب المزيد من الاستقصاءات التصويرية لمعرفة انتشار الورم.
- إجراء فحص عظام للبحث عن مرض عظمي.
مراحل ورم ويلمز
يحدد الطبيب مدى انتشار ورم ويلمز ومرحلته بناءً على نتائج الاختبارات التي أجريت، وتقسم مراحل الورم إلى:
- المرحلة 1: يتوضع الورم في كلية واحدة، ويمكن استئصاله جراحياً بالكامل.
- المرحلة 2: ينتشر الورم إلى المنطقة المحيطة بالكلية، ويمكن استئصاله جراحيًا بالكامل.
- المرحلة 3: لم ينتشر الورم خارج المنطقة البطنية بعد، ولا يمكن استئصاله جراحيًا بالكامل.
- المرحلة 4: ينتشر الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم بعيدة عن موضعه الأصلي مثل الرئتين أو العظام أو الدماغ أو العقد اللمفية خارج البطن.
- المرحلة 5: يوجد السرطان في كلتا الكليتين.
علاج ورم ويلمز
يعتمد أسلوب علاج ورم ويلمز على المرحلة التي وصل إليها الورم وحجم انتشاره، وتتضمن الإجراءات العلاجية الجراحة والمعالجة الكيميائية والإشعاعية.
الجراحة:
تتضمن الطرق الجراحية لعلاج ورم ويلمز ما يلي:
- استئصال الكلية الجزئي: يُستأصل الورم وجزء من نسيج الكلية السليم.
- استئصال الكلية الكلي: تُستأصل الكلية المصابة والحالب (الأنبوب الذي ينقل البول من الكلية إلى المثانة) والغدة الكظرية التي تتوضع فوق الكلية والنسيج القريب منها.
- استئصال كلتا الكليتين: في بعض الحالات، عندها يحتاج الأطفال المصابون إلى إجراء غسيل كلية بواسطة آلة تنقي الدم من الفضلات، وعندما يتعافون كفايةً يمكن إجراء زرع كلية لهم.
المعالجة الكيميائية:
يستخدم الأطباء أدوية معينة تهاجم الخلايا السرطانية وتقتلها، إذ يحتاج معظم الأطفال المصابين في مرحلة معينة من العلاج إلى المعالجة الكيميائية، وعلى الرغم من قتلها الخلايا السرطانية فإن لها تأثيرًا سلبيًا على الخلايا السليمة، ما يسبب عدة آثار جانبية مثل:
- فقدان الشعر.
- التعب.
- قرحات فموية.
- فقدان الشهية.
- غثيان وإقياء.
- إسهال أو إمساك.
- كدمات أو نزوف غير طبيعية.
- زيادة فرص العدوى.
العلاج الشعاعي:
توجّه الأشعة القوية وتُركّز على ورم ويلمز لقتل الخلايا السرطانية.
يستخدم الأطباء العلاج الشعاعي لمعالجة أورام المرحلة الثالثة أو أكثر، لكنها تسبب آثارًا جانبيةً قصيرة وطويلة الأمد مثل تخريب النسج السليمة، لذلك يكون استخدامها محدوداً في العلاج.
إنذار ورم ويلمز
يعد إنذار ورم ويلمز جيدًا عند معظم الأطفال المصابين، إذ إن أكثر من 90% من المصابين بالنمط النسيجي يشفون، أما ذوو النمط النسيجي غير المفضل فإنّ فرص شفائهم أقل.
تجب مراجعة الطبيب بانتظام بعد انتهاء العلاج للتأكد من الشفاء، وسؤاله عن أي شيء غير مفهوم لتقديم أفضل دعم ورعاية للطفل.
اقرأ أيضًا:
نظرة عامة عن أهم أنواع سرطانات الأطفال ومدى انتشارها
ترجمة: هادي سلمان قاجو
تدقيق: محمد ربيع الخياط