هندسة بيئة العمل و العوامل البشرية أو الهندسة البشرية أو الأرغونوميات أو هندسة العوامل البشرية Ergonomics ، هي مجال علمي يُعنى بفهم تفاعل البشر مع العناصر الأخرى في نظام ما، وهي المهنة التي تطبق النظريات والمبادئ والبيانات و أساليب التصميم لتحسين رفاهية البشر وأداء النظام ككل بصورة أشمل.
جمعية هندسة العوامل البشرية الدولية:
يمكن استخدام مصطلح (الهندسة البشرية) و(العوامل البشرية) بشكل متبادل، على الرغم من أن الهندسة البشرية أو هندسة بيئة العمل غالبًا ما تُستخدم فيما يتعلق بالجوانب المادية للبيئة مثل محطات العمل ولوحات التحكم، في حين يُستخدم مصطلح العوامل البشرية في كثير من الأحيان على النظام الأوسع الذي يعمل فيه الناس.
هندسة العوامل البشرية هي فرع علمي يستند إلى معارف علمية أخرى متنوعة كالتشريح والفيزيولوجيا والسايكولوجيا والهندسة والإحصائيات للتأكد من أن التصميم يعزز من قدرات الناس ويقلل من آثارها السلبية. وبدلًا من توقع اندماج الناس مع تصميم يجبرهم على العمل في بيئة مجهدة وخطرة، يعمل مختصو العوامل البشرية على فهم كيف يمكن لمنتجٍ في مكان عمل أو نظام أن يكون مصممًا لملاءمة الناس الذين يحتاجونه.
للوصول إلى ذلك، نحتاج إلى فهم وتمثيل التنوع الذي يمثله السكان، بما في ذلك سمات مثل العمر والحجم والقوة والقدرة المعرفية والخبرات السابقة والثقافة والأهداف. إن خبراء الهندسة البشرية المؤهلين هم المهنيون الوحيدون الذين يتمتعون بالكفاءة لتحسين الأداء والسلامة والراحة.
في المملكة المتحدة، تُعدّ هيئة CIEHF الهيئة الوحيدة التي تدير وتمثل هذه الكفاءة. فأنت عادةً لا تلاحظ التصميم الجيد إلا إذا كان جيدًا بشكل استثنائي؛ لأنه لا يعطيك سببًا لذلك، لكنك تلاحظ التصميم السيئ.
إذا ضعت في أحد المطارات بسبب افتقاره لنظام لافتات واضح، ووقفت حائرًا أمام جهاز بتعليمات مبهمة أو أجهدت يدك بسبب علبة سيئة، أنت تعرف أن عدم وجود تصميم مريح يمكن أن يكون محبطًا بشكل لا يصدق، ولكن الأمر لا يقتصر على الأشياء اليومية الصغيرة التي تلعب فيها بيئة العمل دورًا.
في قطاع النقل وبالخصوص النقل الجوي، أدى تبنّي هندسة العوامل البشرية، إلى تغيير أنظمة مراقبة الحركة الجوية ورحلات الطيران والتصميمات الداخلية للطائرات.
يُدمج خبراء العوامل البشرية ضمن الفرق التي تقدم خدمات الحركة الجوية الوطنية، وهم يدعمون تطوير التقنيات التي تمكننا من إدارة إحدى أكثر المناطق الجوية ازدحامًا في العالم مع المحافظة على سجل سلامة مثالي. أدّت الحساسات وتقنيات الاتصال الجديدة إلى استخدام مقصورات زجاجية متقدمة في الطائرات العسكرية والمدنية.
تضمن هندسة العوامل البشرية تنفيذ هذه التطويرات بالشكل الذي يمكّن الطيار من بقائه مواكبًا عند التحكم في الطائرة، فضلًا عن الاستفادة من الحساسات الدقيقة وآلات التصوير التي توفرها الابتكارات الهندسية.
وكمسافرين، أصبح بإمكاننا الآن النزول من الطائرة بأمان من خلال تصميمات الإضاءة الداخلية ومعلومات السلامة، بفضل أبحاث هندسة العوامل البشرية. لسنوات عديدة، أدركت الصناعات عالية الخطورة أهمية التقليل من المخاطر الناتجة عن الأخطاء البشرية، وقد قاد القطاع النووي هذا الطريق لفهم وقياس وتحسين دقة الإنسان، وأصبحت لديه سمعة يُحسد عليها بعد أن تمكّن من تجنب الحوادث الكبرى التي مسّت قطاعات صناعية أخرى كانفجار مستودع بنسفيلد (Buncefield) للنفط، ويُعتبر الآن التنظيم النووي في المملكة المتحدة المعيارَ الذهبي.
في مجال الرعاية الصحية، يعمل خبراء هندسة العوامل البشرية، بالشراكة مع الأطباء والمديرين والمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات لضمان نظام رعاية صحية آمن ومرن.
وقد ركّزوا بشكل كبير على تحسين الاتصالات بين المختصين السريريين وضمان عمل فرق من الأطباء والممرضات معًا لاتخاذ قرارات فعالة وتقليل احتمالية الأخطاء الطبية. بالإضافة إلى هذا العمل المهم، فقد طُورت العديد من المعدات الموجودة في المستشفيات كسيارات الإسعاف والسوائل التي تنقل الأدوية المنقذة للحياة من قبل خبراء الهندسة البشرية.
تسمح النظرة متعددة الاختصاصات لمهندسي العوامل البشرية بنقل المعرفة بين التطبيقات، على سبيل المثال؛ أجرى خبراء العوامل البشرية الذين يعملون مع مستشفى جريت أورموند ستريتGreat Ormond Street دراسة لاختبارات الفورمول1 لفهم الطرق والكفاءات في العمل الجماعي لتطبيقها في جراحة قلب الأطفال.
اقرأ أيضًا:
ترجمة: عبد القادر حسين
تدقيق: ماجدة زيدان