إن البكاء عملية بيولوجية طبيعية تساعد في التعبير عن الألم والعواطف وهو ضروري لصحة العين.

لقد اتضح أن ممارسة عادات معينة في أثناء البكاء وبعده قد تحدث فرقًا في كيفية استجابة البشرة للبكاء.

بالنسبة لمعظم الناس، يُعَدّ البكاء أمرًا لا مفر منه. قد تساعد علبة مناديل ورقية على مسح بعض الدموع، لكن يمكن حدوث تهيج خفيف في الوجه بعد نوبة بكاء قوية.

إن أحد أسباب هذا التهيج الطفيف هو أن الدموع متساوية التوتر (قريبة من المحلول الملحي العادي المستخدم في مستحضرات السوائل الوريدية)، ولكن درجة حموضة الدموع أعلى من درجة حموضة بشرتنا.

عادةً ما تكون درجة حموضة الدموع قريبة من 7، و درجة حموضة الجلد أقرب إلى 5.5 أو 6. لذا، في حين أن التعرض القصير الأمد للدموع ليس ضارًا، فقد يسبب التعرض الطويل الأمد تغيرات في ترطيب الجلد أو تهيجًا طفيفًا بسبب اختلاف درجة الحموضة.

قد يؤثر فرك العينين أو استخدام مناديل معينة لمسح الوجه في البشرة ويسبب الالتهاب، وتصبغ الجلد، وحتى تهيج حب الشباب في بعض الحالات.

عند البكاء، تتوسع الأوعية الدموية حول العينين والوجه والأنف ما يؤدي إلى التورم والانتفاخ والاحمرار.

للمساعدة على تضييق الأوعية الدموية وتقليل الأعراض بعد البكاء، يجب غسل الوجه بالماء البارد أو وضع كمادات باردة على الجفون.

نظرًا لأن البكاء يسبب الجفاف بسبب فقدان الشوارد، فيجب شرب الماء ووضع مرطب على الجلد. ويُوصى بمرطب يحتوي على السكوالين أو السيراميد أو حمض الهيالورونيك لترطيب البشرة وتقليل التهيج.

مما تتكون الدموع؟

من أجل فهم أفضل لكيفية استجابة البشرة للدموع، من المهم معرفة ما تتكون منه. كما يوضح المعهد الوطني للعيون، تتكون الدموع في الغالب من الماء، لكنها في الواقع تتكون من ثلاث طبقات:

  •  مخاطية
  •  مائية
  •  زيتية

تمنع الطبقة الزيتية الخارجية الدموع من الجفاف بسرعة كبيرة، بينما تسمح الطبقة المخاطية الداخلية لغشاء الدموع بالالتصاق بالعين.

وغشاء الدموع هو طبقة رقيقة من الدموع تغطي العين دائمًا حول القرنية.

الطبقة المائية الوسطى هي الأكثر سماكةً، وتحافظ على رطوبة العينين وتغذي أنسجتها.

تمتلئ الدموع أيضًا بالشوارد، وهو ما يفسر مذاقها المالح.

عند فقدان الكثير من الشوارد عن طريق التعرق أو البكاء أو استخدام الحمام، هذا يعني الحاجة إلى تجديدها عن طريق شرب الماء وتناول الأطعمة الغنية بالشوارد.

اذا توقف تدفق الدمع ، فقد يؤدي ذلك إلى العديد من الحالات الصحية، وخاصة متلازمة جفاف العين. وعادة ما يكون هذا مصحوبًا بحكة أو حرقة أو احمرار في العين.

ليس سراً أن البكاء قد يكون رائعًا حقًا. في حين قد نشعر بالإرهاق في البداية بعد توقف تدفق الدمع، فمن المعتقد منذ فترة طويلة أن البكاء له عدد من الفوائد الصحية الجسدية والعقلية.

ومن هذه الفوائد:

  •  تخفيف التوتر
  •  تحسين المزاج
  •  إزالة السموم من الجسم
  •  إفراز الإندورفين

البكاء هو الطريقة الطبيعية التي يتعامل بها الجسم مع الألم والعواطف. ومع ذلك، فإن عادات البكاء تختلف من شخص لآخر.

يبدو أن البكاء يساعد خاصةً على تهدئة الفرد عندما يكون مصحوبًا بدعم معنوي وراحة.

قد يكون البكاء كثيرًا أو على نحو لا يمكن السيطرة عليه أحد أعراض حالة صحية جسدية أو عقلية أكثر خطورة. فيما يتعلق بالصحة العقلية، قد يكون البكاء بكثرة علامةً للحاجة إلى مزيد من الدعم المعنوي.

الجلد حول العين رقيق جدًا وغالبًا ما يكون عرضة للهالات السوداء والانتفاخات غير المرغوب بها. يخشى الكثير من الناس أن تجعلهم الهالات السوداء يبدون أكبر سنًا أو متعبين باستمرار.

قد تساعد العديد من العلاجات المنزلية والمنتجات المتاحة دون وصفة طبية في تدبير هذا النوع من الالتهابات.

ما يلي بعض النصائح والحيل التي يوصي بها الأطباء للعناية بالعينين والجلد المحيط:

بعض الطرق السهلة وغير المكلفة لعلاج الجلد حول العينين يمكن العثور عليها في الثلاجة، قد تساعد شريحة من البطاطس والخيار في تخفيف التورم وتقليل الهالات السوداء تحت العينين.

ويكون ذلك بوضع شرائح الخيار على منطقة العين لمدة 5 دقائق، ثم استبدالها بشرائح البطاطس لمدة 5 دقائق.
وذلك بتكرار مرتين أو ثلاث مرات.

يحتوي الخيار على مضادات الأكسدة القوية التي تقلل من التهيج، وتحتوي البطاطس على إنزيم يسمى الكاتيكولاز الذي يساعد على تفتيح البشرة.

نصيحة أخرى وهي التركيز على التربيت تحت العينين بدلاً من الفرك. ويكون التربيت بلطف على نحو متكرر على البشرة بمنتج أو منديل. هذا يقلل من الاحتكاك والالتهاب في المنطقة.

يعد الحصول على قسط كافٍ من النوم وتقليل التوتر أيضًا أمرًا أساسيًا عندما يتعلق الأمر بالعناية بالبشرة تحت العينين. قد يؤدي الحرمان من الراحة المناسبة أو الأحداث الحياتية المجهدة إلى حدوث تغييرات حول منطقة العين، مما يجعلنا نبدو أكثر تعبًا.

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يحتاج البالغون عمومًا إلى حوالي 7 إلى 9 ساعات من النوم ليلاً.

قد يساعد كريم العين المناسب المستخدم مرتين يوميًا على تحسين ملمس الجلد وتجعده وكذلك تقليل الانتفاخ.

هناك العديد من كريمات العيون في السوق، لذا فإن أفضل طريقة للعثور على الكريم المناسب هي التحدث مع طبيب الأمراض الجلدية أو خبير العناية بالبشرة.

يجب تجنب الإفراط في تناول الكحول أو الملح، لأن هذا قد يؤدي إلى تفاقم الهالات أو الانتفاخ.

قد تؤدي الحساسية إلى فرك العينين لتخفيف الحكة، لكن الفرك يتسبب في ترهل الجلد الرقيق حول العينين، ويؤدي أيضًا إلى تمزق الشعيرات الدموية وتغميق الجلد حول العينين.

للمساعدة في علاج حساسية العين، يمكن استخدام قطرات مضادات الهيستامين التي لا تستلزم وصفة طبية وقطرات الدموع الاصطناعية للعين لتقليل الحكة.

ويمكن تجربة كريمات العيون التي تحتوي على الكافيين، والتي تعمل على تضييق الشعيرات الدموية.

الخلاصة

البكاء جزء من الحياة. بالنسبة لبعض الناس، يحدث ذلك بانتظام، بينما قد يبكي آخرون من حين لآخر فقط.
بغض النظر عن عدد المرات التي تُذرف فيها الدموع ، فإن العناية بالجلد تحت العينين وحولها في أثناء البكاء وبعده قد تُحدث فرقًا في كيفية استجابة البشرة .

قد يؤدي فرك العينين هذا إلى زيادة الانتفاخ وتغير اللون، وقد يؤدي إلى تفاقم أي حب شباب موجود سابقًا. مع زيادة فرصة دخول الأوساخ والبكتيريا إلى العينين، مما قد يؤدي إلى تهيج أو عدوى.

بدلاً من ذلك، يُنصح بوضع كمادات باردة أو غسل الوجه بلطف بالماء البارد بعد البكاء ثم استخدام مرطب وكريم لتجديد الشوارد.

اقرأ أيضًا:

لماذا نبكي؟ أنماط البكاء وأنواع الدموع وفوائدها

دموع الألم ودموع الفرح، هل البكاء أمر صحي؟

خمس نصائح لحماية البشرة في الصيف

ترجمة: علاء الشحت

تدقيق: لين الشيخ عبيد

مراجعة: باسل حميدي

المصدر