يُعرَف الأشخاص ذو الشعر الأحمر بخصل شعرهم الناريَّة اللون، والنَّمش، والبشرة الشاحبة، ولا تخلو هذه المميزات من بعض الآثار الجانبية، وأحدها، هو: زيادة خطر تطوُّر سرطان الجلد، وخاصَّة الميلانوما، ولكن الوقت الآن تغير، فبعد اكتشاف الرَوابط بين الشعر الأحمر وخطر السرطان، عمل العلماء على طريقةٍ فعَّالةٍ؛ لحماية الأشخاص من المرض.

إن لأصحاب الشعر الأحمر اختلافٌ فريدٌ من نوعه في بروتينٍ يدعى: (MC1R)، وهو بروتين يلعب دورًا كبيرًا في عمليَّة التصبُّغ، وتتأثَّر عمليَّة طريقة عمل الـ (MC1R) بعمليَّة: (إضافة زمرة البالميتويل).

وتظهر دراسة جديدة أنَّه في حال تعزيز تلك العمليَّة، يتناقص خطر الإصابة بالميلانوما، وعلى الرغم من أن الباحثون قد استخدموا الفئران عوضًا عن البشر، فإن النتيجة لا تزال مثيرةً، ويمكن نشرها بينَ العامَّة في المستقبل.

يشرح مؤلّف الدراسة، الدكتور روتاو كوي قائلًا: ” إنَّ فهمنا للبيولوجيا الجزيئيَّة للإصابة بمرض الميلانوما ينقصه حتَّى الآن تفسيرٌ لآلية تأئُّر بروتين (MC1R) بالأشعة ما فوق البنفسجيَّة، وسبب كون أصحاب الشعر الأحمر أكثرَ عرضةً للميلانوما، وفيما إذا كان بالإمكان الاستفادة من التنوُّع اللوني عندَ أصحاب الشعر الأحمر، لأغراضٍ علاجيَّة”.

وقد قامَ الباحثون في جامعة بوسطن بزيادة عمليَّة (إضافة زمرة البالميتويل) عند الفئران، باستخدام جزيءٍ محدَّدٍ ثم عرضوا الفئران للأشعة ما فوق البنفسجيَّة، وبذلك منعت عملية (إضافة زمرة البالميتويل)، خطر تطوُّر سرطان الميلانوما.

إنَّ نسبة أصحاب الشعر الأحمر، تتراوح ما بين الـ 2 إلى 3% من سكَّان العالم، ومع ذلك فإنَّهم يواجهون نسب إصاباتٍ غيرَ متكافئةٍ بسرطان الجلد.

ويشغل هذا المرض الخطير اهتمام الصَّحَّة العامَّة، فقد تمَّ تشخيص 2 إلى 3 مليون حالةٍ حول العالم كلّ سنة، وازداد الوعي العامّ لها، نظرًا إلى أهميَّة الحماية من الشَّمس، وخصوصًا بالنسبة لأصحاب البشرة الفاتحة، أمَّا الآن فالنتائج الجديدة قد تزوّدنا يومًا ما بطريقةٍ بديلةٍ للحماية من أشعة الشَّمس ما فوق البنفسجيَّة UV))، ممَّا قد يعطي أصحاب الشعر الأحمر، فرصةً جيدة للاستمتاع بالشمس.

يقول الباحثون: “نأمل أن تسمح دراستنا بتطوير استراتيجيَّات الوقاية الدوائيَّة لأصحاب الشعر الأحمر؛ لحماية بشرتهم؛ وجعلهم يستمتعون بالشمس كالآخرين”.


  • ترجمة: طارق برهوم
  • تدقيق: رجاء العطاونة
  • تحرير: أحمد عزب

المصدر