أظهرت لنا حادثة الوفاة الأخيرة لجندي أمريكيّ في (Killen) في ولاية تكساس، أنَّ الإيمان بإخافة شخص كنوع من العلاج الشعبيّ للحازوقة يمكن أن يكون له تأثيرات مأساويَّة عند المبالغة فيه.
لكن هل لهذا العلاج أي أساس علميّ عند تطبيقه ضمن المعقول؟!
توفّي إسحاق لورنس يانج (Isaac Lawrence Young) 22 عامًا، مقتولًا برصاصة زعم جندي زميل له أنَّه كان يحاول من خلالها أن يفزعه لتخليصه من الحازوقة عندما كانا يتابعان مباراة كرة قدم.
يدَّعي باتريك ادوارد (Patrick Edward) البالغ من العمر 27 عامًا بأنَّه ظنَّ أنَّ المسدَّس كان مزودًا بطلقات فارغة.
لا يوجد دليل علميّ متين يتماشى مع تلك القرون من الحكايات التي تدعم إخافة الشخص كعلاج للحازوقة، لكن هناك العديد من المعتقدات بأنَّ قيمة ذلك العلاج المنزلي تعود لتأثير “البلاسيبو” أي العلاج الوهمي.
إن الهدف من الحازوقة يبقى صعب الفهم، مع أنَّ آليتها مفهومة بشكلٍ جيّدٍ.
فحصولها مرتبط بحدوث تقلُّص قويّ في الحبال الصوتيَّة ناتج عن تشنُّج منتظم في عضلة الحجاب الحاجز.
ويبدو أنَّ معظم العلاجات الشعبيَّة للحازوقة تحاول مواجهة هذه الظاهرة بإحدى طريقتين: إما عبر تحويل الأوامر الصادرة عن الدماغ بعيدًا عن الأعصاب المسؤولة عن الحازوقة، على سبيل المثال، أن نسأل من يعاني من الحازوقة عمَّ أكله على الفطور منذ يومين، أو بالتدخُّل المباشر عن طريق التحريض لأجزاء الجسم التي تتدخَّل في الحازوقة، كتدليك الحلق، أو شرب الماء أو تناول ملعقة من الفول السودانيّ.
بعض العلاجات لديها فائدة الدمج بين هاتين الخطوتين الاثنتين، كما يحدُث عندما تتعارض أنفاسنا المكتومة مع الحركة الطبيعيَّة للحجاب الحاجز، كم أنَّ غاز ثاني أكسيد الكربون الزائد يسبّب إهمال الدماغ للحازوقة، ويركز عوضًا عن ذلك على استئناف التزويد بالأكسجين، وفقًا للموقع الالكتروني لقسم طبّ الأذن والحنجرة في مركز نيويورك الطّبّي.
في تقرير عن حالة نُشِرَت في صحيفة (Canadian family physician) عام 2000، ناقش الطبيبان آيا بيلي (Aya Peley) وروني بيلي (Roni Peley) حالة رجل أربعيني شُفِيَ بشكل مفاجئ من الحازوقة بعد الإيلاج والقذف مع زوجته بعدما دامت لديه أربعة أيّام متتالية.
تكهَّنَ الباحثون أنَّ العلاج غير المتوقَّع قد نجح لنفس السبب الذي نجحت بفعله طريقة الإخافة، حيث كتب المؤلفون: «تحدث آلية مشابهة لهذه عند إخافة شخص، وينتج عن ذلك نظريًّا تحريض للجهاز العصبيّ الودّيّ ممّا يقود إلى إيقاف الحازوقة».
اختتم الباحثون التقرير بإضافة العلاج الفعَّال الآخر سابق الذكر إلى هذا الأرشيف، أمَّا تحت بعض الظروف التي يكون فيها الاتصال الجنسيّ مع الشريك غير ممكن، فالعادة السريَّة وسيلة يمكن محاولة استخدامها لإيقاف الحازوقة العنيدة.
- ترجمة: طارق برهوم
- تدقيق: دانه أبو فرحة
- تحرير: ناجية الأحمد
- المصدر