لا يمكن تحويل الدهون إلى عضلات ، فالعضلات عبارة عن نسيج أما الدهون فتتألف من مركبات كيميائية. عند ممارسة التمارين يحرق الشخص الدهون ليحصل على الطاقة، ويكتسب المزيد من العضلات عن طريق تحويل البروتين.
تقوم التجارة المرتبطة بالصحة واللياقة على فكرة أن تكون لائقًا بدنيًا، أي تتخلص من الدهون التي تراكمت في جسدك نتيجة كل البيتزا التي تناولتها ليلاً! وأن تقوم ببناء عضلاتك. حققت هذه الصناعة أرباحًا قياسية هذه السنة وصلت إلى 94 مليار دولار حسب المنظمة الدولية للصحة والرياضة ورياضات المضاربInternational Health, Racquet and Sports club Association IHRSA.
لا يبدو أن هذا الاهتمام سيتلاشى قريبًا، إذ يزداد وعي الأشخاص الآن بالخيارات التي تؤثر على صحتهم وطعامهم. أحد الأعمدة التي تقوم عليها هذه الصناعة هو نشر صورة نمطية أنّه بالقليل من التمرين يمكنك أن تحصل على جسم يشبه جسم دواين جونسون Dwayne “The Rock” Johnson! لتحقيق هذا الشيء يجب أن تخسر الدهون وتكتسب العضلات. إحدى العبارات التي تتكرر على الإنترنت التي تتحدث عن ذات الموضوع هي كيفية تحويل الدهون إلى عضلات!
حسنًا هذه كذبة!
لماذا لا يمكنك تحويل الدهون إلى عضلات ؟
العضلات والدهون شيئان مختلفان تمامًا. الدهون يمكن أن تشير لأمرين، مواد كيميائية وأنسجة في جسم الإنسان. تعرف المواد الكيميائية باسم الشحوم وهي جزء من خلايا الجسم، أما العضلات فهي نوع من أنواع أنسجة جسم الإنسان ومن المستحيل تحويل الشحوم مباشرة إلى نسيج عضلي.
ومن المستحيل أيضًا تحويل النسيج الشحمي إلى عضلات، مع أنّ كلاهما نسيج، لكن نوع الخلايا مختلف. تخيّل إمكانية تحويل الموز إلى مانغا، لمجرد أن كليهما نوع من الفواكه!
يتكون النسيج العضلي من خلايا عضلية والنسيج الشحمي من خلايا شحمية، كلا النوعين من الخلايا المتمايزة نهائيًا. التمايز هو عملية تخصص الخلايا في وظيفة واحدة في الجسم. أنّى أتمت الخلية عملية التمايز لا يمكنها العودة إلى حالة عدم التمايز.
إذن… كيف نقوم بحرق الدهون وكسب العضلات؟
يحدث ذلك بعمليتين منفصلتين تمامًا. خسارة الدهون تتم في حالة عوز الكالوريات أما اكتساب العضلات يتم عند وجود فائض من الكالوريات. مع أن ذلك يبدو كمعضلة، لكنه ممكن التحقيق.
ماذا عن خسارة الدهون؟
تعني حالة عوز الكالوريات دخول كالوريات أقل مما يستهلك الجسم، في هذه الحالة يضطر الجسم لحرق الدهون المخزنة كي ينتج الطاقة عوضًا عن استخدام الغلوكوز. يفضل الجسم استخدام الكربوهيدرات مثل الغلوكوز والفركتوز كمصدر أساسي لإنتاج الطاقة. يعطي الغلوكوز الطاقة بشكل أسرع مقارنة بالدهون، لكن الدهون هي الجزيئات الأفضل لتخزين الطاقة كي تستخدم في حال غياب الغلوكوز.
في الحالات الاعتيادية عندما لا تتدرب أو تتبع حمية ما، فإنّ مستوى الغلوكوز يرتفع بعد تناولك لوجبة من الطعام. نلاحظ في هذه الحالة أنّ لدى الخلايا كميات زائدة من الغلوكوز لا تحتاجها لإنتاج الطاقة، فتخزنها على شكل غلايكوجين ودهون، سيستخدم الجسم بعد مرور ساعة أو ساعتين كل الغلوكوز الموجود، وسيبدأ باستهلاك مخزون الغلايكوجين وعندما ينضب ذلك أيضًا سيلجأ حينها لحرق الدهون.
عندما تمارس تمارين شديدة تحتاج عضلاتك طاقة أكبر من التي تحتاجها حين تكون مستلقيًا على السرير. تأتي هذه الطاقة من الغلوكوز الناتج عن هدم العضلات للغلايكوجين، تلجأ العضلات أخيرًا لمخزون الدهون بعد استخدام كامل الغلايكوجين، وتشكل الدهون المصدر الأساسي للطاقة أثناء أداء تمارين التحمّل.
تؤدي الحمية الصحيحة دورًا مهمًا في خسارة الدهون بالتزامن مع التمارين المناسبة. يمثل الحد من السعرات الحرارية والصيام المتقطع والحمية عالية الدهون ومنخفضة الكربوهيدرات والمولّدة للكيتونات الحميات الأشيع التي ينصح بها غالبًا لخسارة الدهون. تشجع هذه الحميات على استهلاك كميات أقل من الكالوريات (بشكل أساسي عن طريق التقليل من الكربوهيدرات).
تقوم الحمية المولّدة للكيتونات بقلب هرم الطعام رأسًا على عقب، إذ تنصح باستهلاك كميات أكبر من البروتين والدهون والتقليل من الكربوهيدرات قدر الإمكان.
طبعًا من المهم قبل اتباع أي حمية أو نظام غذائي استشارة الطبيب، فهو الوحيد القادر على تحديد حمية مناسبة لاحتياجاتك الغذائية ولصحتك.
أما زيادة العضلات:
تعد ثنائية الرؤوس وثلاثية الرؤوس وعضلات البطن عضلاتٍ هيكليةً، وتتأذى كأي نسيج آخر في الجسم عند تعرضها للشد والسحب والتمارين القاسية. يُصلَّح هذا الضرر في العضلات بواسطة خلايا متخصصة توجد في النسيج العضلي تدعى الملايا الساتلة، وهي خلايا جذعية عضلية تنقسم وتندمج مع الألياف العضلية المتضررة، ما يزيد من حجم العضلات في عملية تُدعى التضخم العضلي.
على كل حال لن يزيد التمرين وحده من العضلات، فالحمية ونوع الطاقة التي تصل للعضلة لهما نفس الأهمية، وهنا يأتي دور وجود فائض من الكالوريات في الجسم.
تتكون العضلات من الكثير من البروتينات التي تشكل الوحدات الأساسية في تحريك العضلات وتكون على شكل حبال طويلة تدعى الأكتين والميوزين، يتطلب صنع هذه البروتينات الكثير من الطاقة وتوفر كمية كافية من الأحماض الأمينية التي تشكّل وحدات بناء البروتين، وبالتالي اتباع حمية غنية بالبروتين يساعد على بناء كتلة عضلات أكبر والحفاظ عليها.
مع أخذ كل هذه العوامل بالاعتبار يعتمد حجم عضلاتك على جنسك وعلى جيناتك. فالتستستيرون الذي يوجد بنسب أعلى عند الرجال منه عند النساء يساهم في نمو العضلات، لذلك يأخذ كثير من الرياضيين ولاعبي كمال الأجسام مكملات تحتوي على التستستيرون.
الجواب النهائي:
لا يمكنك تحويل الدهون إلى عضلات ولا العضلات إلى دهون، إذ لا يمكن تحويل نسيج إلى نوع آخر. خسارة الوزن عن طريق تخفيف كمية الدهون، وبناء العضلات عن طريق ممارسة التمارين عمليتان منفصلتان على الرغم من أنّهما غالبًا ما تحدثان في نفس الوقت.
يساهم التمرين المنتظم واتباع حمية صحية في كلتا العمليتين. أيضًا لا يمكنك كسب كمية من العضلات تعادل كمية الدهون التي خسرتها، فواقعيًا يمكنك أن تخسر 5 باوندات من الدهون لتكسب باوندًا واحدًا من العضلات.
في النهاية إذا واظبت على التمارين الرياضية واتباع حمية صحية، ستحصل على عضلات المعدة التي تحلم بها خلال وقت قصير.
اقرأ أيضًا:
هاجس الجسم المثالي وبناء العضلات يخلق مشاكل نفسية للكثير من الرجال:
ما آلية التمارين الرياضية في إنقاص دهون البطن:
ترجمة: زياد الشاعر
تدقيق: سمية المهدي
مراجعة: رزان حميدة