انقادت أوروبا خلال حكم هتلر والرّايخ الثّالث إلى فترة ملأها الرّعب والخوف في النّصف الأوّل من القرن العشرين، وقد بلغ هذا الرّعب ذروته بشكل خاصّ خلال الحرب العالميّة الثّانية، حيث لعبت التّكنولوجيا فيها دورًا رئيسيًّا مقارنة بغيرها من الحروب.
طوّر الألمانيّون في هذه الحرب مجموعة مذهلة من الأسلحة السّريّة خلال وقت قصير.
وفي معرض حديثنا عن التّقنيّات الهائلة التي ابتكرها الألمانيّون آنذاك، هل اعتبرت الصّحون الطائرة جزءًا من مستودع أسلحة (Luftwaffe)؟
وإذا صحّ الأمر فهل تمّت سرقة هذا السّر ليستخدم لاحقًا من قبل الحلفاء المنتصرين بعد الحرب؟
امتازت الحرب العالميّة الثّانية بسيطرة الأسلحة السّريّة أكثر من أيّ حرب مضت.
ومن المحتمل أن تطوّرات قليلة قد ساهمت في تغيير نتيجة الصّراع فعليًّا، كقدرة بريطانيا على فك شيفرة الاتّصالات الألمانيّة إلى جانب القنابل الذّريّة الأمريكيّة، كما كان لدول المحور أيضًا أسرارها الخاصّة بها وتضاف إليها التّطوّرات التّقنيّة السّريّة الألمانيّة خلال الحرب والتي باتت معروفة لنا حاليًّا.
قامت قوى هتلر بإطلاق أوّل طائرة نفّاثة عسكرية عرفت باسم (German Heinkel 178) عام 1939.
وطوّر الألمانيّون عام 1943 المقاتلة النّفّاثة الوحيدة (Messerschmitt 262) التي نجحت في القيام بجولات منتظمة خدميّة خلال الحرب.
لقد تمكّنت هذه الطّائرة من مباغتة أسرع طائرة تابعة للتّحالف بسهولة، وتجدر الإشارة إلى أنّ أوامر هتلر المضلّلة قد أنقذت كثيرًا من طائرات التّحالف، ولا سيّما أنّها عوملت كمفجّرات بدلًا من كونها مقاتلات دفاعيّة.
استخدمَ الرّايخ الثّالث أيضًا صواريخ كروز التي شكّلت العنصر الأساسيّ في التّرسانات المتطوّرة الحاليّة، وأطلقت القنابل الطائرة (V-1) من المناطق التي خضعت لسيطرة الألمانيّين إلى انكلترا.
عرفت هذه القنابل أحيانًا بالقنابل الطنّانة (Buzz Bombs) ويعود ذلك لصوت اندفاع المحرّك النّفّاث، وتستطيع هذه القنابل تجنّب معظم طائرات التّحالف بشكل يستحيل إيقافها.
لقد كان نظام التّوجيه فيها نقطة ضعفها، فلم تستطع بسببه إصابة أهدافها بدقّة، وانحصر استعمالها كوسيلة تبثّ الرّعب العشوائيّ دون تدمير مراكز عسكريّة هامّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المشكلة التي ميّزت هذه القنابل قد حلّت في صواريخ كروز عبر استخدام رادار يمكن التّحكّم به عبر الحاسوب.
شكّل الصّاروخ الألماني (V-2) سلفًا هامًا قبل أن ينطلق استعمال الصّواريخ البالستيّة العابرة للقارّات (ICBMs)، والتي ملأت التّرسانات النّوويّة لدى الاتّحاد السّوفييتيّ والولايات المتّحدة خلال الحرب الباردة.
بلغت سرعة هذا الصّاروخ حوالي 225 ميلٍ في السّاعة، أي حوالي خمسة أضعاف سرعة الصّوت، وضربة واحدة له كانت كفيلة لتدمير كتلة سكنيّة بكاملها كما أنّها تسبّبت أيضًا بمقتل 2724 مدني وإصابة 6467 آخرين، إلا أنّها لم تتمتّع، كمثيلتها (V-1)، بنظام توجيه دقيق لضرب الأهداف الهامّة بشكل فعّال.
لقد طوّر مهندسو هتلر المقاتلة الصّاروخيّة (ME 163)، ومع أنّ خدماتها كانت محدودة ولم تنجح بدورها كمقاتلة أبدًا، لكنّها عدّت الطّائرة الأولى التي تجاوزت سرعتها 600 ميل في السّاعة الواحدة.
وبعد الحرب، شاعَ خبرُ وجود طائرة مشابهة لشكل الأطباق الطّائرة ما زالت مخبّاة كسلاح سرّيّ لدى النّازيّين.
ووفقًا للقصص المتداولة، فقد نبهت بعض دول التّحالف المنتصرة المخابر الألمانيّة حيث كانت هذه الطّائرات قيد التّطوير، ويشير اختبار سرّيّ لهذه الأجهزة إلى أنّ تقارير عدّة قد تحدّثت عن ظهور صحون طائرة في الولايات المتّحدة والاتّحاد السّوفييتيّ خلال خمسينيّات القرن الماضي.
إنّ التقارير العديدة التي كتبت حول الأطباق الطّائرة النّازيّة يمكن أن ننسبها إلى كتاب الأسلحة السّريّة الألمانيّة خلال الحرب العالميّة الثّانية لمؤلّفه رودولف لوسر (Rudolf Lusar) في نهاية الخمسينيّات.
كان لوسر رائدًا في الوحدة التّقنيّة التّابعة للجيش الألمانيّ خلال الحرب، وقد غطّى كتابه تقنيّات عديدة اعترف بها مثل (V1) و(V2) وشمل فصلًا آخر بعنوان «أسلحة عجيبة».
ووفقاً للكاتب، فإنّ المصمّم الألمانيّ رودولف شريفر (Rudolf Schriever)، مع مهندسين آخرين، وهم(Habermohl) و(Mierth) والإيطاليّ (Bellanzo)، قد عملوا على عدّة تصاميم لطائرات قرصيّة الشّكل في نهاية الحرب.
كما بنت مجموعة بقيادة (Miethe) في منشأة قرب بريسلو في بولندا، نموذجًا مبدئيًّا لمركبة جوّيّة دائريّة الشّكل بلغ قطرها حوالي 137 قدم مع حدبة على قمّتها من أجل مقصورة القيادة.
وأشار لوسر إلى أنّ محرّكًا نفّاثًا قابلًا للتّعديل قد صمّم لتزويدها بالطّاقة، غيرّ أنّ هذه الطّائرة قد دمّرت حينما فجّر الألمانيّون المنسحبون المصنعَ الذي صمّمت فيه قبل أن تغزوه القوّات السّوفييتيّة عام 1945.
وأورد لوسر أيضًا أنّ مجموعة أخرى برئاسة (Schriever) و(Habermohl) في موقع ثانٍ خارج براغ، قد عملت على تصميم إضافيّ للصّحن الطّائر.
وأظهرت مخطّطات في الكتاب حجرةَ تحكّمٍ مركزيّة لها شكل بيضويّ ومحاطة بقرصٍ مسطّح تقريبًا، بدا مكوّنًا من شفرات مروحيّة تدور لتعطي قوّة الدّفع، وتوجد فتحات في أسفل الحجرة بدت وكأنّها متّصلة مع محرّكات نفّاثة لتأمين الدّفع الأماميّ.
اختبرت آلة شريفر عام 1945 وقدّر أنّها وصلت لارتفاع 12 كيلومتر تقريبًا خلال وقت تجاوز ثلاث دقائق بقليل، كما بلغت سرعتها القصوى 2,000 كيلومتر في السّاعة (1,200 ميل في السّاعة)، فهي تفوق سرعة الصّوت بشكل ملحوظ.
قد تبدو هذه الادّعاءات مذهلة إلى حدّ ما. وبالاستناد إلى الأحداث المعترف بها تاريخيًا، سنجد أن الطّائرة الأمريكيّة (X-1) هي أوّل طائرة كسرت حاجز الصّوت واعتمدت على صاروخ زوّدها بالطّاقة عام 1947.
كما أنّ الفكرة القائمة على قدرة مجموعة شريفر على القيام بهذه القفزة النّوعيّة وخلال زمن قياسيّ يبقى أمرًا مستبعدًا.
ويعلّق شريفر بنفسه بعد انتقاله إلى الولايات المتّحدة قائلًا: «إنّ النّماذج الأوّليّة للطّائرة قد دُمّرت قبل أن يتمّ اختبارها وذلك بعد أن تخلّى الألمانيّون عن منشآتهم وهربوا من حشود قوّات التّحالف المتقدّمة».
مقاتلات فو:
طبقًا لأقوال لوسر، فقد طوّر الألمانيّون أيضًا طائرات صغيرة أوتوماتيكيّة غير تقليديّة، عرفت إحداها باسم (Feuerball) أمّا الأخرى فكانت قادرة على الإقلاع العمودي وسمّيت (Kugelblitz).
تشير الرّوايات إلى أنّ هاتين الطّائرتين قد زوّدتا بأسلحة صمّمت مسبقًا لإرشادهما إلى طائرات التّحالف وللتّداخل مع إلكترونيّاتهما ومحرّكاتهما.
تشابهت الرّوايات المحكيّة حول هاتين الطّائرتين مع مقاتلات فو التي تحدّث عنها طيّارو التّحالف أثناء الحرب.
ومع ذلك، فمن المستبعد أنّ الطائرتين المذكورتين آنفًا قد بُنيتا أو أنّهما حلّقتا فعلًا، بل من المرّجح أنّ مقاتلات فو التي تمّ رصدها ليست سوى مجرّد ظاهرة طبيعيّة، فلم نجد أبدًا تبليغًا عن مهاجمة طائرة تابعة للتّحالف أو عن مقاتلات قامت بتعطيلها.
ولو صحّت فعلًا الأقاويل حول اختراع الألمانيّين لجهاز يتعقّب الطّائرات مثل مقاتلات فو، لكانت مزوّدة على الأرجح بمزيد من الأسلحة الفعّالة.
الأسطورة:
ناقش نيك كوك، الصحفيّ المرموق في مجال الطّيران لدى صحيفة (Jane’s Defense Weekly)، الادّعاءات الخاصّة بالصّحون الألمانيّة الطّائرة وذلك في كتابه (The Hunt For Zero Point) الذي نشر عام 2001، خصوصًا أنّ اهتمامه بالطّيران غير التّقليدي قد ازداد بعد رؤيته لمقالات عديدة كتبت في الخمسينيّات، تمّ اقتباسها عن خبراءَ محترمين ولهم مكانتهم في ذلك العصر، مثل لورنس بل، الذي صمّمت شركته طائرة (X-1 (Supersonic متوقّعًا أنّ الأجهزة المضادّة للجاذبيّة قد تعتبرُ الابتكار الحديث في مجال الطّيران.
واستطاع كوك عبر بحثه الخاصّ أن يصل إلى كتاب لوسر إلى جانب القصص الأخرى التي تناولت الصّحون الألمانيّة الطّائرة.
يمكننا أن نعتبر كوك واحدًا من الصحفيّين القلائل الذين تعاملوا مع أسطورة الصّحون الطّائرة الألمانيّة بشكل جديّ.
كما قام كوك بزيارة العديد من الأماكن التي ذكرها لوسر في كتابه، وربط أيضًا القصص التي تناولت مصمّمي هذه الصّحون بمهمّة رجل يدعى فيكتور شاوبريجير (Victor Schauberger).
فيكتور شاوبيرجر:
ولد شاوبيرجر في النّمسا عام 1885 واعتبره الكثيرون معتوهًا.
لديه اقتباس يقول فيه: «يسمونني مختلًا. والأمل يتجلّى في كونهم على حقّ».
ومع أنّه كان حرّاجًا[1]، لكنّ كوك وجدَ بعد زيارته لحفيد شراوبيرجر وتفحّصه لأوراقه والآلة الخاصّة التي بناها أنّه كان أقرب ليكون مهندسًا.
اعتقدَ شاوبيرجر أنّ الآلات يمكن لها أن تصمّم بشكل ملائم ومتّفق مع الطّبيعة بدلًا من النّقيض.
كان له مشروع خاصّ لطائرة على شكل صحن مستخدمًا فيها نظام دفع دوّار، فيرى من جانبه أنّ تدوير المياه أو الهواء إلى نموذج ملتوٍ من الذّبذبات قادر توليد قوّة الرّفع، وتدعى هذه الظّاهرة بالغرويّة وهي ظاهرة تتراكم فيها نواتج الطّاقة.
يزعم البعض أنّ شاوبيرجر قد بنى نماذج متعدّدة، كان أحدها يملك قطرًا يعادل 5 أقدام ومزوّدًا بمحرّك كهربائيّ سرعته 1\20 حصانًا. وتشير بعض التّقارير إلى أنّ نموذجًا منها قد حلّق فعلًا.
وكتب شاوبيرجر لصديقه عن قرص شريفر يحكي له بأنّ عمالة السّجون في معسكر (Mauhausen) قد بنى له نموذجًا كامل الحجم لأحد تصاميمه الخاصّة، وقد حلّقت هذه المركبة يوم 19 شباط عام 1945 بالقرب من براغ ووصلت إلى ارتفاع 45,000 قدم في ثلاث دقائق فقط، ونوّه في رسالته إلى أنّ النازيّين قد دمّروا نموذجه قبل أن يسيطر الحلفاء عليه.
انتقل شاوبيرجر بعد الحرب إلى الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وأكّد البعض أنّه قام ببعض المشاريع السّريّة للحكومة هناك. وتوفي عام 1958 زاعمًا أنّ أفكاره قد سرقت.
توصّل كوك إلى التّالي: إذا ما صَحّت المزاعم المتداولة حول شاوبيرجر، فيجب على أجهزته عندها أن تخلق تأثيرًا مضادًّا للجاذبيّة. وقد زار كوك بالفعل موقعًا في جبال (Sudeten) النّائية في بولندا، وهو موقع يفترض فيه حدوث التّجارب المضادّة للجاذبيّة باستخدام جهاز جرسيّ الشّكل يتوهّج باللون الأزرق الشّاحب خلال العمل.
مزايا الصّحون الطائرة:
إنّها أسطورة رائعة، ولكن هل هي صحيحة فعلًا؟
من المؤكّد أنّ حدوث بعض هذه التّجارب يبقى أمرًا محتملًا داخل الرّايخ الألمانيّ ولا سيّما أنّها حدثت فعلًا في الولايات المتّحدة. تتمتّع هذه الطّائرات ذات الشّكل القرصيّ بمزايا عديدة، منها انخفاض حدود سرعتها الدّنيا إلى جانب السّحب حتى في سرعاتها العالية، كما أنّ الشّكل القرصيّ يمكنه أن يخفض صورة المركبة ممّا يجعلها خفيّة على الرّادار.
شكّلت السّرعة الدّنيا إلى جانب السّحب المنخفض جانبًا هامًا اهتمّ به الألمانيّون في نهاية الحرب.
لقد تحوّلت الممرّات الألمانيّة إلى ركام بعد أشهر من القصف المستمرّ.
ومن المحتمل أنّ الصّحون الطّائرة تستطيع الإقلاع بالاعتماد على ممرّ قصيرٍ أو أنّها تقلع عموديًا وتهبط دون حاجتها لممرّات على الإطلاق.
توصّل كوك في كتابه إلى أنّ تكنولوجيا الصّحون الطّائرة النازية قد رصدتها الولايات المتّحدة والاتّحاد السّوفييتيّ في نهاية الحرب.
ولم يكن اقتراحه هذا عديم الفائدة، فمن الجليّ أنّ تطوّر الصّواريخ في كلّ منهما يعود لكثير من العلماء الألمانيّين في الخمسينيّات والسّتينيّات، فالمهندسون الذين جلبتهم الولايات المتّحدة بعمليّة مشبك الورق (Paperclip) قدّموا كثيرًا من المساعدات في برنامجها الفضائيّ وفي نزاعها ضد الاتّحاد السّوفييتيّ خلال الحرب الباردة.
وفي مقال نشره المؤلّف جيم ويلسون عام 1997، أشار إلى أنّ سجلّات قد ورد فيها شخصان على الأقلّ، وهما الأخوان والتر ورايمار هورتن، قد طلبتهما الولايات المتّحدة بعدما عرفت مشاركتهما في برامج الجيش الألمانيّ الخاصّ بهذه الصّحون.
الأجسام الغريبة والأساطير المتعلّقة بمضادات الجاذبيّة:
من الجليّ أنّ جزءًا من معرفتنا عن الصّحون الطّائرة التي شكّلها النّازيّون قد تطوّرت بعد الحرب وليسَ خلالها. يزعم المؤلّف إرنست تزوندل في كتابه (UFOs: Nazi Secret Weapons?) أنّ هتلر قد هرب في نهاية الحرب لإقامة قاعدة للصّحون الطّائرة في القارّة القطبيّة الجنوبيّة، وترتبط مزاعمه هذه مع فكرة سيّئة السّمعة تقترح أنّ الأرض مجوّفة ويمكن الوصول إليها عبر المناطق القطبيّة.
قد تبدو لنا هذه القصص مشوّقة ومثيرة، إلا أنّها بعيدة جدًا عن الواقع ويصعب تصديقها وأخذها على محمل الجدّ.
وبالمقابل، فإنّ تأكيد كوك على أنّ التّكنولوجيا المضادّة للجاذبيّة قد هُرّبت من ألمانيا في نهاية الحرب يبقى احتمالًا واردًا. ومع ذلك، يصعب الاعتقاد أنّ هذه المعرفة المتقدّمة، في حال وجودها حقًا، لم يسبق لها أن ظهرت في المعدّات العسكريّة الأمريكيّة في السّنوات السّتّين الماضية أو عبر برنامج ناسا للفضاء.
وينبغي الإشارة إلى أنّ إمكانيّة حجب شيء من الجاذبيّة، لو صحّ فعلًا، ستخفّض كثيرًا من تكلفة وصعوبة إرسال الأجسام إلى الفضاء.
الهامش:
[1] علم الحراج أو التحريج: هو فن وعلم إدارة الغابات، وغرس الأشجار والموارد الطبيعية ذات الصلة. هدف الحرّاج الرئيسي هو إنشاء وتنفيذ نـُظم تـُمكن الغابات من مواصلة استمرار مستدام للمستلزمات البيئية والخدمات. يتمثل تحدي الحرّاج في إنشاء أنظمة مقبولة اجتماعيًا مع الحفاظ على استدامة المورد وأية موارد أخرى قد تتأثر.- ترجمة: آلاء صعيدي.
- تدقيق: ميس كرّوم.
- تحرير: سهى يازجي.
- المصدر