توصلت دراسة نُشرت اليوم في مجلة JAMA Network Open إلى أن استهلاك كميات أكبر من زيت الزيتون يرتبط بانخفاض خطر الوفاة الناجمة عن الخرف.
اعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات من مجموعتين بحثيتين طويلتي الأمد في الولايات المتحدة، وهما دراسة صحة الممرضات ودراسة متابعة الصحة المهنية.
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين استهلكوا أكثر من 7 غرامات من زيت الزيتون يوميًا (أي ما يعادل نصف ملعقة طعام تقريبًا) كانوا أقل عرضة للوفاة المرتبطة بالخرف مقارنةً بأولئك الذين استهلكوا كميات أقل من ذلك.
تفاصيل حول دراسة زيت الزيتون ومخاطر الخرف
شملت الدراسة 92383 مشاركًا، 65% منهم من النساء، بمتوسط عمر بلغ 56 عامًا. وامتدت فترة المتابعة إلى 28 عامًا.
خلال هذه الفترة، سُجّلت 37649 حالة وفاة، منها 4751 وفاة مرتبطة بالخرف.
في بداية الدراسة، كان متوسط استهلاك زيت الزيتون 1.3 غرام يوميًا.
عوامل أخرى مرتبطة بارتفاع استهلاك زيت الزيتون
عند مقارنة المشاركين الذين تناولوا كميات أكبر من زيت الزيتون (أكثر من 7 غرامات يوميًا) مع أولئك الذين لم يستهلكوه مطلقًا أو استهلكوه أقل من مرة شهريًا، وُجد أن الفئة الأولى:
- كانت تستهلك سعرات حرارية أكثر، دون أن يكون لديها مؤشر كتلة جسم أعلى.
- اتبعت نظامًا غذائيًا أفضل جودة.
- كانت أكثر استهلاكًا للكحول.
- كانت أكثر نشاطًا بدنيًا.
- كانت أقل عرضة للتدخين.
بوجه عام، لاحظ الباحثون أن استهلاك 7 غرامات على الأقل من زيت الزيتون يوميًا كان مرتبطًا بانخفاض خطر الوفاة بسبب الخرف بنسبة 28%.
علّقت أخصائية التغذية كارولين توماسون على الدراسة قائلة: «هذه الدراسة مثيرة للاهتمام ومنطقية، نظرًا لوجود العديد من الأبحاث التي تربط الدهون الأحادية غير المشبعة بصحة الدماغ والإدراك. يبدو أن هناك علاقة إيجابية بين استهلاك الدهون المفيدة لصحة القلب، مثل زيت الزيتون، وتحسين صحة الدماغ».
بدورها، أوضحت أخصائية التغذية آن داناهي: «هذه دراسة رصدية، لذا فهي لا تُظهر علاقة سببية مباشرة. ومع ذلك، لست متفاجئةً من ارتباط زيت الزيتون بانخفاض خطر الإصابة بالخرف المميت.
زيت الزيتون غني بفيتامين E والبوليفينولات، وهي مضادات أكسدة تحمي الخلايا والأوعية الدموية، بما في ذلك الموجودة في الدماغ. كما أن له خصائص مضادة للالتهابات، حيث يمكن أن تسرّع الالتهابات من الشيخوخة في الدماغ (والجسم)، ويُعتقد أنها سبب أساسي للخرف والتدهور المعرفي».
بحث العلماء في تأثير استبدال بعض الدهون الشائعة بزيت الزيتون، ووجدوا أن:
- استبدال 5 غرامات يوميًا من المارجرين أو المايونيز بكمية مكافئة من زيت الزيتون كان مرتبطًا بانخفاض خطر الوفاة بسبب الخرف بنسبة تتراوح بين 8% إلى 14%.
- لم يكن لاستبدال الزبدة أو الزيوت النباتية الأخرى تأثير يُذكر على تقليل الخطر.
أفاد الباحثون بأن جودة النظام الغذائي العام لم تؤثر في العلاقة بين استهلاك زيت الزيتون وانخفاض خطر الوفاة بسبب الخرف.
كما أشارت داناهي إلى أن دراسات سابقة، استخدمت نفس مجموعة البيانات، وجدت أن استهلاك كميات أكبر من زيت الزيتون يرتبط أيضًا بانخفاض خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، والأمراض العصبية التنكسية، وأمراض الجهاز التنفسي.
كيفية دمج زيت الزيتون في النظام الغذائي
توصي توماسون بإدراج مجموعة متنوعة من الزيوت في الطهي، مع التركيز على الدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون. وتضيف: «يمكنك زيادة استهلاكك اليومي من زيت الزيتون باستبدال زيوت الطهي الأخرى به، أو باستخدامه في تحضير تتبيلات السلطة، أو رشه على الأطعمة كمكون في التتبيلات قبل الطهي».
أما داناهي، فترى أن الجميع يمكنهم الاستفادة من استهلاك زيت الزيتون يوميًا، وتقول: «أوصي باستخدام زيت الزيتون في معظم عمليات الطهي، بينما يمكن الاحتفاظ بالزبدة لاستخدامات معينة. حاول أن يكون زيت الزيتون خيارك الأساسي في الطهي».
ماذا عن مكملات زيت الزيتون؟
لا ينصح الخبراء بتناول مكملات زيت الزيتون، إذ يمكن الحصول على جميع فوائده من خلال استهلاكه ضمن النظام الغذائي. كما توضح داناهي: «إذا كان النظام الغذائي غير صحي، فلن يكون هناك تأثير يُذكر لإضافة مكملات زيت الزيتون. الأهم هو دمجه ضمن نظام غذائي متوازن».
اقرأ أيضًا:
يبدو أن مرحلة واحدة من النوم حاسمة لتقليل خطر الإصابة بالخرف
قد يزيد ارتفاع ضغط الدم خطر الإصابة بالخرف
ترجمة: علاء الشحت
تدقيق: مؤمن محمد حلمي