يُعَد المكياج غرضًا أساسيًا عند البعض، وغير قابل للتفاوض عند البعض الآخر، فهل يضر المكياج ببشرتنا؟ لا يوجد جواب واضح أو محدد، إذ يتعلق الأمر بطبيعة بشرة الشخص والمنتجات التي يستخدمها.
لا يستطيع معظم الأشخاص تحديد المكياج المناسب لهم، مع وجود خيارات لا تُحصى: العضوي والطبيعي والخالي من العطور والمخصص للبشرة الحساسة والخالي من البارابين والذي لا يؤهب للإصابة بالعَد (الحَب)، خيارات كثيرة لكن هل أحدها أفضل من سواه؟
يصف مصطلح المكياج مجموعة المستحضرات المستخدمة لغرض التجميل، وتتضمن منتجات تنظيف وحماية ومعالجة البشرة والشعر، وشاع في هذه الأيام استخدام مركبات لكل ما سبق في منتج واحد، إذ تتضمن مكياجًا وواقيًا من الشمس ومواد للعناية بالبشرة. ربما يفيد تقليل عدد المركبات من يعانون إجهاد البشرة، لكنه قد يعقد الأمور عند البعض.
ماذا يفعل المكياج بالبشرة؟
المكياج آمن غالبًا، لكن بعض المركبات تسبب مشكلات لبعض الأشخاص، من المهم جدًا استخدام المستحضرات المناسبة لطبيعة البشرة وحالتها.
تصنف طبيعة البشرة ضمن 4 مجموعات:
- البشرة الدهنية: تتسم بزيادة في إفراز الزيوت وحب الشباب والرؤوس السوداء والمسام الكبيرة.
- البشرة الحساسة: تكون مشدودة لامعة وعرضة للاحمرار بسهولة وحساسة للكثير من المنتجات.
- البشرة الجافة: تكون خشنة ومتقشرة وجافة وعرضة للحكة.
- البشرة الطبيعية أو المختلطة: قد تكون دهنية في المنطقة T (الجبهة والأنف والذقن) دون المناطق الأخرى.
يستطيع أغلب الأشخاص تحديد نوع بشرتهم، لكنهم قد يفشلون في التعرف على مشكلاتها، فالحالات المرضية مثل الإكزيما والتهاب الجلد التماسي والعد الوردي وحروق الشمس قد تسبب التهابًا وتضررًا للبشرة.
يسبب الالتهاب حكةً أو ألمًا أو احمرارًا أو كتلًا، وينتج عن تخريب حاجز الجلد بشرة مشدودة حساسة جافة سهلة التهيج، ما يشبه الأعراض الناتجة من رد الفعل التحسسي تجاه مستحضرات التجميل، لذا يجب أخذ هذه الحالات المرضية بعين الاعتبار قبل اتهام المكياج، وقد يفسر رد الفعل المستمر نتيجة استخدام بعض المستحضرات على البشرة عدم فعالية العلاج التقليدي.
ما مشكلات البشرة التي قد تنتج من استخدام مستحضرات التجميل؟
العد (الحَب) الناتج من مستحضرات التجميل هو نوع من العد يسببه استخدام أنواع معينة من المستحضرات، يُعتقد أنه يرتبط ببعض المركبات التي تسبب انسداد مسام البشرة، ويظهر عادةً على شكل بثرات صغيرة تشبه الطفح، من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن المكياج يسدّ المسام، أما الحقيقة فهي أن خلايا الجلد الميت هي سبب ذلك.
ينتج من الالتهاب الخفيف تكاثر زائد لخلايا البشرة ومن ثم انسداد المسام، المتهم الأساسي هنا هو الزيوت المعدنية. لا يمكن التحقق من أن المكياج هو السبب فقط بالنظر إلى قائمة المكونات، إذ تدخل عدة آليات في التأثير الناتج من استخدام المكياج، منها الكمية وصيغة المنتج وطريقة الاستخدام.
يستحوذ التهاب الجلد التهيجي على القسم الأكبر من ردود الفعل تجاه استخدام المكياج ومستحضرات التجميل الأخرى، قد يصيب أي شخص لكنه أكثر شيوعًا عند ذوي البشرة الحساسة أو من يعانون مشكلات تسبب تخرب حاجز الجلد مثل الإكزيما أو الوردية. تشمل الأعراض عادةً طفحًا أحمر متقشرًا ترافقه حكة وقد تتشكل بثور. قد تحدث الأعراض فورًا أو تستغرق أسابيع أو أشهر لتتطور إذا كانت المادة المهيجة ضعيفة، ما يصعّب تحديد المادة المسؤولة.
يحدث التهاب الجلد التماسي الأرجي عندما يتحسس الشخص لمكون ما في المكياج الذي استخدمه. يُلاحظ طفح أحمر مع حكة أو تورم أو بثور تتطور في غضون 12-48 ساعة بعد التعرض. وقد يصبح الطفح مزمنًا إذا استمر التعرض لهذا المنتج. قد يصعب تحديد المادة المسببة للتحسس، إذ قد يُستخدم المستحضر مدة أشهر أو سنوات قبل أن يحدث التحسس.
هل يجب أن نتجنب مركبات معينة؟
العطور والمواد الحافظة من الأسباب الشائعة لالتهاب الجلد التماسي الناتج من مستحضرات التجميل. يوجد أكثر من 5000 نوع مختلف من العطور المُستخدمة في مستحضرات العناية بالبشرة، الكثير منها مستخلصات نباتية طبيعية أو زيوت أساسية. من مسببات التحسس الشائعة أيضًا المواد الحافظة واللانولين ودي إيثانولاميد وواقيات الشمس. تتطلب كل المستحضرات السائلة مواد حافظة مثل البارابين والفورمالدهيد والكواتيرنيوم-15، للحفاظ على ثباتها ومنع نمو الجراثيم فيها.
من المعتقدات الخاطئة الشائعة أن المكونات الطبيعية أو العضوية لا تسبب حساسية أو تهيُّج، فهي تسبب الكثير من المشكلات لبعض الأشخاص في الواقع.
لا توجد مكونات محددة يجب أن يتجنبها الجميع، لكن يُعَد استخدام المستحضرات المخصصة للبشرة الحساسة أو الخالية من العطور أو التي لا تؤهب للإصابة بالعد قرارًا حكيمًا. أما من لديهم بشرة دهنية أو سابقة إصابة بالعد فيجب عليهم تجنب المستحضرات ذات الأساس الزيتي قدر الإمكان.
يجب على من يعانون حساسية البشرة أو جفافها أو أي مرض جلدي التهابي أو التهاب الجلد التماسي تجنب المهيجات والمواد التي قد تكون محسسة. تميل المواد المُرغية والمواد القابضة والمقشرات والأحماض (مثل حمض ألفا هيدروكسي المستخدم لعلاج العد والتجاعيد) لأن تكون مُهيجة، لذلك اختر المواد المخصصة للبشرة الحساسة.
ماذا أفعل إذا تعرضت للإصابة بالحساسية؟
إذا عانيت طفح أو تهيج حديث في البشرة فيجب التحقق من التشخيص، فإذا اشتبهت أنك تعاني حساسيةً تجاه أحد مستحضرات التجميل التي تستخدمها فالأفضل أن توقفها جميعًا، ثم اختر مركبات مخصصة للبشرة الحساسة.
إذا زالت المشكلة فيمكنك أن تعيد استخدام المستحضرات الواحد تلو الآخر لتحدد المسؤول عن إحداث الحساسية، من المفيد تجربة كل مستحضر على منطقة محدودة صغيرة من الرقبة أو الوجه أسبوعًا أو اثنين قبل أن تستخدمه على الوجه كاملًا، يُعرف ذلك باختبار التعرض المتكرر.
إذا لم تستطع معرفة المستحضر الذي يسبب الحساسية أو لم تستطع إيجاد مستحضرات آمنة لبشرتك، يُفضل أن تستشير اختصاصي الأمراض الجلدية، إذ سيحاول استبعاد الآفات الجلدية الأخرى واختبار الحساسية بطرق أدق.
اقرأ أيضًا:
هل تسبب مساحيق التجميل (المكياج) السرطان؟
هذه المواد المتواجدة في الطعام و مساحيق التجميل ليست مضرة للدرجة التي تظنها
ترجمة: زياد الشاعر
تدقيق: سمية المهدي
مراجعة: أكرم محيي الدين