إليكم بعض الأخبار التي لا يمكن لها أن تكون مُفاجئة لأيِّ شخص يمتلك القليل من الوعي: الزوجان من نفس الجنس هما والدان جيدان كما هو الحال مع الزوجين المغايرين جنسيًا.
وقد دُرِس هذا على نحوٍ واسع باستخدام علم صارم خاضع لاستعراض الأقران – وتضيف دراسة جديدة، نُشِرت في دورية (طب الأطفال التنموية والسلوكية- Journal of Developmental and Behavioral Pediatrics)، استنتاجًا مألوفًا آخر.
ووجدت دراسة جديدة أجراها علماء النفس التنموي في جامعة سابينزا في روما وجامعة تكساس في أوستن، تتعلَّق بأطفال المثليات أو المثليين جنسيًا، بأن التكيف النفسي هو إلى حد كبير نفسه التكيف الذي لدى الأطفال الذين يُربيهم والدان مغايران.
وشملت الدراسة، التي بحثت في العائلات الإيطالية، ثلاث مجموعات منفصلة من الآباء: 70 مثليين مع أطفال تم الحصول عليهم عن طريق الأرحام، و 125 من المثليات اللواتي لديهن أطفال من خلال التلقيح بالتبرع، و 195 من الأزواج من المغايرين الذين لديهم أطفال من خلال الحمل الطبيعي.
وكانت تتراوح أعمار جميع الأطفال بين 3 و11 عامًا.
وقد اضطر الآباء إلى الإبلاغ ذاتيًا عن أمور متنوعة تتعلَّق بحياتهم العائلية، ما مدى نجاحهم كوالدين؟ ما مدى جودة فعالية دور الأسرة؟ ما هي نقاط القوة والضعف لدى الأطفال وسلوكياتهم؟
وعند تسجيل هذه الإجابات، طُبِّق التحليل الإحصائي الدقيق على مجموعة البيانات بالكامل، ورُسِمت الاستنتاجات.
على الرغم من أن الفرق بين العائلات لم يكن كبيرًا، لكن دراسة الفريق وضحت أن «أطفال الوالدين المثليين أو المثليات أظهروا مشاكل نفسية أقل من أطفال الوالدين المغايرين جنسيًا».
ويؤكد مؤلفو الدراسة الجديدة، الذين يدركون السياسات الأسرية المُضلِّلة في إيطاليا، أن عملهم «يحذر صانعي السياسة من بناء افتراضات مبنية على أساس التوجُّه الجنسي عن الأشخاص الذين هم أكثر ملاءمة من غيرهم للأبوة أو تجاه الأشخاص الذين يجب عليهم أو لا يجب حرمانهم من الحصول على علاجات الخصوبة».
كما ينصح الباحثون اختصاصيي الرعاية الصحية بأنه عند مواجهة عائلات الوالدين مثليي الجنس أطفالًا يعانون من مشاكل، فلا يجب عليهم ببساطة افتراض أن تلك المشاكل مرتبطة بالتوجه الجنسي للوالدين.
ولدى الدراسة، المُسلَّم بها، بعض أوجه القصور التي كان مؤلفو الدراسة صريحين بشأنها.
لم تكن هذه دراسة طولية تبحث في التطور النفسي مع مرور الوقت؛ وبدلًا من ذلك، كانت إجابات الاستطلاع، التي اُبلِغ عنها ذاتيًا والتي من المحتمل أن تكون منفتحة أمام التحيز، أشبه بلقطات للحالات النفسية لهؤلاء الأطفال.
إذن، نعم، هذه ليست دراسة مثالية، لكن الأمر لا يهم تقريبًا؛ فهذه الدراسة ليست الوحيدة.
وهي تتوافق مع نتائج العشرات من الدراسات الموجودة مسبقًا والتي تناولت جميع الأسئلة بشكل مختلف وتوصلت إلى نفس النتيجة.
فبإمكانك القيام بمراجعة دقيقة لمجموعة كبيرة من الأبحاث في عام 2017، على سبيل المثال.
فقد وجدت الدراسة أن 95٪ من الأبحاث والدراسات الـ79 التي أجراها الباحثون أنها أظهرت عدم وجود اختلاف في التطور العاطفي والاجتماعي والتعليمي للأطفال الذين قد رباهم زوجان من جنسين مختلفين عن أطفال زوجين من نفس الجنس.
مشيرًا إلى أن أهمية النظر إلى نسبة الخمسة بالمائة التي يبدو أنها تبين وجود اختلاف، تبيّن أنها غالبًا ما تكون مؤلفة من قبل غير المتخصصين في الموضوع أو قد صُمِّمت ونُفِّذت بشكل سيئ.
وتُضيف هذه الدراسة الجديدة دليلًا آخر إلى كومة كبيرة من الدراسات التي تبين بوضوح أن الأطفال ينظرون إلى والديهم، أيًا كانوا، بالطريقة نفسها: كأوصياء لهم، بغض النظر عن حياتهم الجنسية.
فالوالدان الجيدان هما جيدان بغض النظر عن أي شيء آخر.
الحب هو الحب – العلم يقول ذلك.
- ترجمة: محمد حميدة
- تدقيق: هبة فارس
- تحرير: يمام اليوسف
- المصدر