يعد الصيام المتقطع نهجًا غذائيًا ذا فوائد صحية مختلفة، يتضمن فترات محددة خلال اليوم تتداور بين فترة من الصيام وفترة دون صيام، وقد يتبناه بعض الأشخاص لأسباب دينية، غذائية أو صحية، لكنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية أحيانًا.

على الرغم من أن الصيام المتقطع يوفر بعض الفوائد الصحية، مثل فقدان الوزن وانخفاض خطر الإصابة بأمراض معينة، لكنه ليس مناسبا لجميع الناس، فقد يعاني بعض الأشخاص الذين يتبعون الصيام المتقطع من الصداع الذي يعود لأسباب مختلفة أهمها نقص السكر في الدم والجفاف وانسحاب الكافيين.

كيف يسبب الصيام المتقطع الصداع؟

قد يعاني بعض الأشخاص الذين يتبعون نظام الصيام المتقطع من الصداع مثلما ذكرنا، وتشير نتائج دراسة صغيرة أجريت في عام 2023 إلى أن نحو 61% من الأفراد يعانون من الصداع في أثناء الصيام المتقطع، الذي يسمى الصداع الثانوي لأنه ينتج عن الصيام بسبب التغييرات في البيئة الداخلية للجسم التي تنظم وظائفه. أي أن اتباع الصيام المتقطع، ربما يُحدث خللًا في توازن البيئة الداخلية مما يسبب الصداع.

بالتأكيد لن يعاني الجميع من الصداع، فإن عوامل مختلفة مثل الفروق الفردية وطريقة الصيام والصحة العامة للشخص، لها دور في تحديد ما إذا كان الشخص سوف يصاب بالصداع عند الصيام المتقطع أم لا.

أعراض صداع الصيام المتقطع:

تشير الأبحاث القديمة إلى أن صداع الصيام المتقطع يتوضع في مقدمة الرأس أو ينتشر، وعادة ما يكون غير نابض وبشدة خفيفة إلى متوسطة. وقد يترافق الصداع مع الشعور بالدوار.

أسباب صداع الصيام المتقطع:

توجد أسباب عديدة محتملة قد تجعل الشخص يعاني الصداع في أثناء الصيام المتقطع، والتي تشمل:

  •  نقص السكر في الدم.
  •  انسحاب الكافيين: إذ يعتمد الكثير من الناس على الكافيين للبقاء في حالة تأهب أو تركيز، وفي أثناء الصيام، يقللون أو يتجنبون استهلاكه مما يسبب ظهور أعراض السحب ومن ضمنها الصداع.
  •  الجفاف: يحدث الجفاف عندما لا يستهلك الشخص كمية كافية من السوائل، ونقص تناول الوجبات بأوقات المنتظمة قد يترافق مع نقص شرب السوائل أيضًا.
  •  التوتر والقلق: إضافةً إلى وجود علاقة بين التوتر وحدوث الصداع، فإن الصيام يزيد من مستويات الكورتيزول لدى الصائمين لأنه يعد حالة من الشدة، فالكورتيزول هرمون يرتفع استجابة لمشاعر الشدة والقلق.

نصائح للوقاية من حدوث الصداع:

بالنسبة للأشخاص الذين يتبعون الصيام المتقطع، هناك بعض الخطوات الاحترازية التي يمكن اتخاذها لتجنب الإصابة بالصداع:

 الانتقال التدريجي للصيام:

إذا كان الشخص جديدًا على الصيام المتقطع، فمن الأفضل أن يبدأ بفترات قصيرة من الصيام، ثم زيادة المدة تدريجيًا، هذا قد يساعد الجسم على التكيف دون التسبب في الصداع.

 المحافظة على إماهة الجسم:

من المهم الانتباه إلى استهلاك الماء خلال فترة الصيام، ففي نظام الصيام المتقطع، يُسمح باستهلاك المشروبات منعدمة السعرات الحرارية مثل الشاي ومشروبات الأعشاب في وقت الصيام.

مراقبة مستويات السكر في الدم:

ينصح بمراقبة أعراض نقص السكر في الدم مثل الرجفان والدوخة والتعرق، وقد يساعد تناول وجبة خفيفة صغيرة أو مشروب سكري في إعادة مستويات الغلوكوز إلى المستوى الطبيعي.

 السيطرة على مشاعر التوتر والقلق:

تساعد العديد من الممارسات في تخفيف التوتر، مثل ممارسة التأمل وتمارين التنفس العميق واليوغا.

 الاعتدال في تناول الكافيين:

محاولة التقليل منه تدريجيًا تفيد في تجنب ظهور أعراض الانسحاب، مثل الصداع.

في حالات الصداع الشديد أو المستمر عند الصيام، فمن الأفضل استشارة الطبيب، للتأكد من عدم وجود مشكلات صحية أو عضوية أخرى تسبب الصداع.

الآثار الجانبية المحتملة الأخرى للصيام المتقطع:

بالإضافة إلى الصداع، هناك العديد من الآثار الجانبية الأخرى التي قد يعاني منها الشخص في أثناء الصيام المتقطع، تشمل مايلي:

 الرغبة الشديدة بتناول الطعام:

تشير الأبحاث إلى أن الحرمان من الطعام على المدى القصير، يزيد من الرغبة بتناول المزيد من الطعام.

 التغيرات الهضمية:

إذا لم يكن جسم الشخص جاهزًا للصيام، فقد يعاني من أعراض هضمية مزعجة، مثل آلام المعدة أو الإمساك. بالإضافة إلى أن الأفراد الذين يعانون من أمراض هضمية موجودة مسبقًا قد ينزعجون من الصيام.

 الشعور بالتهيج والتعب:

يسبب الصيام على المدى القصير انخفاضًا في المزاج والتعب والتهيج.

رائحة الفم الكريهة:

خلال فترات الصيام، قد يعاني الصائمون من رائحة الفم الكريهة، والحفاظ على نظافة الفم وشرب الكثير من الماء يساهم في معالجة هذه المشكلة.

 مشكلات النوم:

إن تأثير الصيام المتقطع على النوم غير مؤكد، لكن تشير الأدلة إلى أن بعض الأشخاص قد يعانون من اضطرابات النوم في أثناء الصيام.

 سوء التغذية:

الصيام المطول وغير المتوازن يؤدي إلى سوء التغذية، فمن المهم التأكد من استهلاك العناصر الغذائية الأساسية خلال فترات تناول الطعام.

في الختام، على الرغم من حدوث الصداع في أثناء الصيام المتقطع لكن يتمكن الكثير من الناس من الصيام دون ظهور الصداع أو أي من الآثار الجانبية الأخرى، ويجب على الأشخاص الاستماع إلى أجسادهم وإجراء التعديلات الضرورية على نظام الصيام للعثور على روتين صيامي يناسبهم بشكل أفضل، ومن المهم التذكر أن الصيام لا يناسب جميع الأشخاص لاسيما الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل مرضى السكري.

اقرأ أيضًا:

الصيام المتقطع يساعد على إنقاص الوزن فقط عند اتباع قاعدة محددة

هل توقيت تناول الطعام مهم؟ وهل يحسن الصيام المتقطع الصحة؟

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر