قد يكون الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة -الصداع النصفي- أكثر عرضة لتطور مشاكل قلبية وعائية، وفقًا لدراسة جديدة في الدنمارك.
تشير الدراسة التي نشرت يوم 31 من شهر يناير في (دورية The BMJ )إلى ارتباط نوبات الصداع تلك بخطر متزايد لمشاكل قلبية وعائية متعددة بما فيها النوبات القلبية والسكتة الدماغية والرجفان الأذيني -نمط من اضطراب نظم القلب- والجلطات الدموية التي تبدأ في أوعية المصاب.
تعد الشقيقة بشكل أساسيّ شكل من اضطرابات الصداع بمعزل عن مشكلة القلب، تتجلى أعراضها بألم نابض شديد والغثيان والحساسية العالية تجاه الضوء والأصوات.
يقول الكاتب الرئيس للدراسة د.كاسبر أديلبورغ أخصائي قلب في جامعة آرهوس في الدنمارك
أنّ دراسته ليست الأولى في ربط الشقيقة بالأزمات القلبية، إذ اقترحت دراسات سابقة علاقة تربط الشقيقة باختطار النوبات القلبية و السكتة الدماغية بشكل خاص عند النساء.
أيضًا أفاد د. أديلبورغ لدورية ( Live Science ) أنّ دراسته أكدت هذه الصلة كما وجدت ارتباط الشقيقة بمشاكل القلب الأخرى كالجلطات الدموية والرجفان الأذيني، وأضاف: «ضم التحليل الجديد عددًا كبيرًا من الأشخاص مما جعل نتائجه كافية أن توفر للباحثين أدلة حول كيفية تأثير الشقيقة على مشاكل القلب الوعائية على مستوى التجمعات السكانية.»
اطلع الباحثون في هذه الدراسة على بيانات حوالي 51000 شخص في الدنمارك ممن يعانون من الشقيقة و510000 آخرين دون هذا الاضطراب.
تم تشخيص الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة في عمر 35 متوسطًا بين الأعمار، وبلغت نسبة النساء بينهم حتى 71% وفقًا لنتائج الدراسة.
حددت الدراسة بعد 19 سنة من المتابعة أن للمصابين بالشقيقة خطر يزيد 1.5 ضعف لتلقي نوبة قلبية وضعفين للسكتة الدماغية، مقارنة مع الأشخاص غير المصابين بالصداع وفقًا لما ذكره د.أديلبورغ، بينت الدراسة أيضًا بالمقارنة مع غير المصابين بالشقيقة نتائجًا كالتالي:
- بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الشقيقة كان اختطار الإصابة بالجلطات الدموية أكبر بـ 1.6 مرة.
- فيما كان اختطار الرجفان الأذيني أكبر بـ 1.3 مرة.
- وجد الباحثون بالإضافة إلى ذلك أن الارتباطات بين الشقيقة والعديد من مشاكل القلبية الوعائية والتي كانت أشد عند النساء منها عند الرجال.
كما كانت أشد عند الأشخاص المصابين بالشقيقة مع (نسمة) وهي ظاهرة تسبق بعض أنماط الصداع، وتشمل الاضطرابات البصرية مثل رؤية الأضواء الساطعة أو وجود البقع العمياء في عين واحدة.
أفاد الباحثون أن هناك عدة أسباب تكمن وراء ارتباط الشقيقة بالمشاكل القلبية الوعائية، كما أشار د. أديلبورغ « قد تنطوي إحدى الآليات المحتملة على انقباض مفاجئ للأوعية الدموية في المخ التي يعتقد أنها تؤدي إلى نوبات الشقيقة مما يجعل ذلك الشخص أكثر عرضة للسكتة الدماغية، فعند انقباض الأوعية الدموية فجأة يكون من الصعب على الدم أن يتدفق مما قد يؤدي إلى نقص تروية في أجزاء من الدماغ.»
وأضاف « قد يكون هناك تفسير آخر مفاده أن الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة هم أقل نشاطًا ويحتاجون للراحة عند حدوث النوبات، مما قد يزيد من خطر الجلطات الدموية.»
بالرغم من بقاء الآلية الدقيقة لهذا الارتباط غير واضحة، إلّا أنّ مجموعة متزايدة من الأدلة تدعم اعتبار الشقيقة أنها اختطار قوي ومستمر لمعظم الأمراض القلبية الوعائية لدى كل من الرجال والنساء. وبالرغم من أن خطر حدوث مشاكل في القلب بين الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة وفقًا للدراسة كان منخفضًا على المستوى الإفرادي، إلا أن ذلك لا يزال يترجم إلى زيادة كبيرة في مخاطر أمراض القلب على المستوى السكاني، لأن الشقيقة هي حالة شائعة الحدوث.
ختم د.اديلبورغ بقوله:
«أن أحد قيود هذا البحث هو أن متوسط عمر مجتمع الدراسة كان 35 عامًا، وهو عمر يافع فيما يتعلق بظهور المشاكل القلبية، بالرغم من أن فترة المتابعة استمرت نحو عقدين.»
ستحتاج البحوث المستقبلية تحديد ما إذا كانت استراتيجيات الوقاية للشقيقة يمكن بالمثل أن تقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
وثقت هذه الدراسة في دورية( Live Science ).
- ترجمة: مريم عيسى
- تدقيق: رَنْد عصام
- تحرير: بشار الحجي
- المصدر